بعد خمس سنوات من الاختطاف والتعذيب يخرج الشاب حمزة الجبيحي، من سجن مليشيا الحوثي بملامح غير التي كانت قبل اختطافه. 1855 يوما من الاختطاف والتغييب والتعذيب في سجون جماعة الحوثي كانت كفيلة بتغيير ملامح حمزة وبنيته الجسدية، مئات المختطفين في سجون مليشيا الحوثي تعرضوا لصنوف من التعذيب الجسدي والنفسي كما يقول مختطفون تم تحريرهم.
المتأمل في الصورتين للشاب حمزة، التي تداولها ناشطون بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل وبعد الاختطاف، يظن أنهما لشخصين مختلفين، يشبهان بعضهما أو أن بينهما قرابة. حمزة شاب مدني يعمل طبيبا، اختطفته المليشيا الحوثية قبل نحو خمسة أعوام، لفقت له المليشيات تهمة كغيره من المختطفين، ومطلع أكتوبر الجاري تم تحريره مع 135 مختطفا ف تعز، من قبل الجيش في تبادل عناصر للمليشيات.
صنوف من التعذيب الصورة القادمة من سجون مليشيا الحوثي مليئة بالرعب والجريمة واللاإنسانية، فهناك تمارس المليشيات صنوف التعذيب ضد المختطفين الجسدية والنفسية. عشرات الضحايا من المختطفين، بينهم أكاديميون، وصحفيون ومعلمون وعسكريون، وطلاب، وناشطون، قضوا تحت التعذيب، وأخرين أصيبوا بإعاقات دائمة وأمراض مزمنة، وعاهات مستديمة، ومنهم أصيب بأمراض نفسية، بين أولئك ومن كل فئات المجتمع. تستخدم مليشيا الحوثي كل أساليب التعذيب ضد المختطفين للانتقام من المعارضين لأفكاره الطائفية والعنف والتطرف، من تلك الأساليب الضرب، التعليق لفترات طويلة. قائمة من أساليب التعذيب التي تمارسه المليشيات بحق المختطفين منها التعذيب، عزل المختطفين في زنازين انفرادية مظلمه، الإخفاء القسري، تلفيق تهم باطلة، محاكمات باطلة. من الأساليب بحسب شهادات مختطفين سابقين، منع الزيارات، منع الأدوية، ومنع ادخال ملابس شتوية، الضرب المبرح، فتح مجاري السجن وملئ غرف السجن، منع من دخول الحمام، والتحقيقات المتتالية لفترات طويلة يرافقه التعذيب والضرب. هناك من المختطفين من تم تصفيته عبر وضعهم في مواقع عسكرية قتلوا بقصف الطيران، وهناك مختطفين تم شوي أجسادهم بمادة "ألأسيد"، وبعضهم خرج مقعد لا يقدر على الحركة، ومنهم من فقد احدى حواسه. من أساليب التعذيب النفسية التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية، اصدار أحكام بالإعدام بحق أكاديميين، وطلاب جامعات، وناشطين، ومعلمين بهدف قتل الروح المعنوية لديهم.
مليشيا تمتهن كرامة الانسان يلخص الصحفي المحرر هيثم الشهاب، حالة الاختطاف لدى مليشيا الحوثي وتعاملها مع المختطفين ووصفها بأنها الأسوأ في العالم "بأنها تمتهن الكرامة الإنسانية، ويُعلق فيها السجين بين جدران الزنازين وعصا السجان، التي لا تحتكم لأي قانون، ما يردع تهورها، ويمنع توغّلها في الأجساد والذاكرة". وأضاف الشهاب في منشور آخر عن زملائه الصحفيين الأربعة الذين لا يزالون في سجون المليشيات، بأن المليشيات منعت أهاليهم من زيارتهم منذ نحو عام، إضافة إلى ست سنوات من التعذيب والزنازين الانفرادية. تقارير حقوقية في تقريرها الصادر في فبراير الماضي، "اليمن ..قتلى تحت التعذيب" أكدت منظمة رايتس رادر أن 205 مختطفا قضوا تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي وثقتها المنظمة منذ سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء وحتى مطلع العام الجاري، وهناك حالات جديدة حتى كتابة التقرير. المنظمة في تقريرها قسمت الموت تحت التعذيب إلى الموت تحت التعذيب، والإهمال الطبي، والموت بفترة وجيزة من خروج المختطف من سجن الجماعة. يرى حقوقيون أن ما يتعرض له المختطفون لدى مليشيا الحوثي بأنه جرائم حرب مركبة، يتعرضون للاختطاف والاخفاء دون أي وجه حق، واثناء فترة الاختطاف يتعرضون للتعذيب، وعندما تقرر المليشيات الافراج عنهم تستثمر ذلك إما بطريقة المتاجرة وأخذ مبالغ خيالية من أهاليهم، أو بمبادلتهم بمقاتليها تم القبض عليهم في الجبهات من قبل الجيش. قصص وروايات تشيب من هولها الولدان، تمارسها مليشيا الحوثي ضد المختطفين في سجونها، بحسب شهادات من مختطفين محررين يتحدثون عن هول الجرائم التي تمارس ضدهم، وما جثة الصحفي أنور الركن وغيره العشرات التي وصلت إلى الرأي العام إلا فيض من غيض وشاهد حي على فظاعة ما يحدث في تلك الأقبية والسجون.