تشهد إيران منذ عدة أيام غليانا شعبيا على خلفية سياسية القمع التي تسلكها سلطة ملالي إيران في التعامل مع الشعب الإيراني الذي يعاني من البؤس و الجوع والفقر، الناتج عن تدهور الوضع الاقتصادي إلى مستوى كبير وتدهور العملية المحلية الإيرانية إلى مستوى كبير ليصل سعر الدولار إلى 42,300 للدولار الواحد. ومع كل يوم يزيد في عمر نظام الملالي في إيران تزداد دائرة المعاناة للشعب الإيراني، ولعل هذه هو سر الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ، ضد نظام الخميني الطائفي والمتطرف ، الذي لم يكتف بما يصنعه في إيران وإنما سعى ولا يزال يسعى في تصدير مشروعة العنصري إلى الوطن العربي.
تدمير دول عربية دمر نظام الملالي دول عربية، فما إن حل في العراق حتى دمر اقتصادها وتعليمها وزرع الطائفية فيها وأصبحت العراق الدولة الغنية بالنفط من الدول الفقيرة، ومن الدول التي تعصف بها الأزمات. وفي لبنان شكلت إيران حزب الله كحزب طائفي وقامت بدعم مليشياته ليصبح جيشاً مقابل للجيش اللبناني ، ويحول حزب الله اللبناني إلى دولة داخل دولة ، الأمر الذي أثر على الدولة اللبنانية وجعلها من الدول التي تعاني من الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة نتيجة للتدخلات الإيرانية عن طريق جناحها المسلح في لبنان. وفي سوريا قامت إيران بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري وشاركت بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تدمير سوريا وقتل وتشريد الشعب السوري ، وكذلك الحال في اليمن فما إن ظهرت مليشيا الحوثي الارهابية للعلن إلا واعلنت التمرد والحرب على الدولة وخاضت معها الدولة ست حروب في محافظة صعدة. وفي وقت من الأوقات استغلت الخلافات بين اليمنيين وقامت بالإنقلاب على الدولة في 20 سبتمبر 2014 ، لتعلن إيران في حينها سيطرتها على العاصمة العربية الرابعة وتقصد بذلك العاصمة صنعاء وهذا ما قاله رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، صرح علانية وبدون مواربة لموقع Middle East Eye، خلال العرض العسكري الذي أُقيم بمناسبة الذكرى ال36 للحرب العراقيةالإيرانية، بأن طهران تمتلك السيطرة والنفوذ على 5 دول عربية هي لبنانواليمن وفلسطين وسورياوالعراق.
تحول كبير الكاتب السيد زهرة كتب في صحيفة أخبار الخليج البحرينية مقالا حول انتفاضة الشعب الإيراني أشار إلى أنه ولأول مرة ، يعبر الشعب الإيراني في هذه الانتفاضة عن رفضه المطلق تدخلات إيران في الخارج والدور الإرهابي الذي تلعبه في الدول العربية، وتبديد أموال الشعب في دعم وتمويل الجماعات والقوى الإرهابية. وأكد زهرة على أن هذا الموقف له أهمية بالغة، فلن يعود بمقدور نظام الملالي بعد ذلك أن يتحجج بمصلحة الشعب الإيراني لتبرير جرائمه الإرهابية في المنطقة العربية. وأشار إلى أننا أمام تحول كبير جدا تشهده إيران... أمام قطاعات شعبية واسعة لم تعد ترى لها خلاصا، ولا لبلادها مستقبلا في ظل نظام ولاية الفقيه الحالي. أحمد عزيز كاتب وصحفي مصري كتب مقالا نشره موقع نون بوست ومما جاء في مقاله التأكيد على أنه ومنذ منذ وقوع ثورة الخميني في العام 1979، ودولة الملالي لا تألوا جهدا في محاولات نشر مشروعها الإقليمي التوسعي، ذات البعد الطائفي، واستثمرت الكثير من مواردها وأموال الشعب الإيراني في نشأة أذرع أيديولوجية لها بالعديد من الدول تأتمر بأمر قادة الحرس الثوري الإيراني، بعيدا عن ولاءاتها الوطنية، مستخدمة شعارات فضفاضة من قبيل الدفاع عن المظلومين والمضطهدين، وحماية الأقليات، وهي عقيدة مستمدة من أقوال قائد الثورة الإيرانية، "الخُميني"، الذي قال عام 1980م ما نصه "نحن في جمهورية إيران الإسلامية سوف نعمل بجهد من أجل تصدير ثورتنا للعالم، وأنه بمقدورنا تحدي العالم بالأيديولوجية الإسلامية.. ونحن نهدف إلى تصدير ثورتنا إلى كل الدول الإسلامية، بل إلى كل الدول ..."!!.
مؤشرات لسقوط النظام أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم النحاس فكتب مقالاً في صحيفة الرياض ، حول المشروع الإيراني في الوطن العربي، أكد على وجود مؤشرات لسقوط هذا المشروع وأدواته في الوطن العربي وقال "وإذا كانت التحديات الوجودية التي تواجهها "الخُمينية" في الداخل الإيراني تُهدد استقرار نظامها السياسي، وتُنذر بسقوط رموزها وقادتها، فإن الصعوبات الكبيرة التي أصبحت تواجهها بشكل صريح ومباشر في الوطن العربي، وخاصة في اليمنوالعراقولبنان، فإنها تُهدد مشروعها الإقليمي، وتُنذِر بقرب إعلان سقوطه بشكل كامل. وأشار إلى أن هذه النتيجة المبدئية التي يُمكن الذهاب لها بناءً على المُؤشرات الأولية التي نراها قائمة في بعض الدول العربية، ولكنها حسب النحاس حتماً ليست مؤشرات نهائية يمكن البناء عليها للنَّظر في المستقبل أو التنبؤ بشكل دقيق وأوضح النحاس أن المشروع الفوضوي في وجهه الخارجي يواجه صعوبات كبيرة في المناطق التي استطاع النَّفَاذ إليها عن طريق المُرتزقة الذين يخدمونه مُقابل المال، وعن طريق العُملاء والمأجورين الذين يُنفذون أجندتها الفوضوية مقابل الوعود الوهمية والأطماع الشخصية. فبداية من اليمن، واجهت "الخُمينية" صعوبات كبيرة عندما رفضها الشعب اليمني الكريم، وواجها عسكرياً بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة بعد طلب تقدم به الرئيس هادي إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية" .