جمال الشرعبي صحافي كان يحمل أدواته وكاميرا فيديو لتوثيق أحداث ثورة الشباب، وفي 18 مارس/آذار كان حاضراً يرصد ما شهده ذلك اليوم المعروف ب"جمعة الكرامة"، وحين بدأ قناصة بإطلاق الرصاص الحي على المعتصمين ، كانت كاميرا جمال الشرعبي تتعرف إلى المتهمين وتنقل مشاهد سقوط الضحايا بالعشرات. لم يكن الشرعبي يفكر أنه سيكون أحد ضحايا القناصة الذين كانت كاميرته تترصدهم وهم يقتلون زملاءه بدم بارد ورصاص حارق، وانه سيكون مادة في الأخبار، إذ تم استهدافه بشكل مباشر من قناص بعدما اخترقت رصاصة عينه اليمنى، فسقطت الكاميرا وسقط هو مضرجاً بدمائه، التي سالت غزيرة، وعندما وصل إلى المستشفى الميداني كان قد فارق الحياة، وهو في الخامسة والثلاثين من العمر تاركاً أرملة وثلاثة أطفال أيتام، لا شيء يعوضهم فقدانه.