البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير حقوقي يطالب بلجنة تحقيق دولية في جرائم قوات العائلة بأرحب ونهم وبني جرموز
أكثر من 200 شهيد و800 جريح بينهم أطفال ونساء حصيلة منذ انطلاق الثورة..
نشر في الصحوة نت يوم 07 - 04 - 2012

كشف تقرير حقوقي عن استمرار انتهاكات قوات الحرس الجمهورية التي يرأسها نجل المخلوع صالح بحق المواطنين في مديريات أرحب ونهم وبني جرموز شمال العاصمة.
وقال التقرير الذي اعده وفد صحفي وحقوقي أثناء زيارته الأسبوع الماضي للمناطق المتضررة إن قرى أرحب وبني جرموز لا تزال تتعرض لعمليات القصف المستمرة، وأن الطيران الحربي يقوم بالتحليق المنخفض بشكل مستمر حتى أثناء تواجد الوفد في المنطقة.
كما تضمن التقرير شهادات بعض المواطنين الذين أكدوا استمرار اعتداءات قوات الحرس على القرى والممتلكات، وكذا قيام قوات الحرس في اللواء 63 بزرع الآلغام بكثافة في عدد من قرى بني جرموز، وهو ما تسبب في تعطل أهم موارد الدخل بالنسبة لأغلب سكان هذه المناطق، بالإضافة إلى توقف معامل إنتاج الجص والتي تشتهر بها قرى بني جرموز نتيجة القصف المستمر.
وأوصى التقرير الذي عرض في مؤتمر صحفي اليوم بملتقى المنتديات بساحة التغيير بصنعاء، بضرورة أن تقوم المنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارة تلك المناطق المتضررة، وتقديم الدعم والمساعدات الإغاثية للتخفيف من معاناة الأهالي.
كما دعا الوفد في توصياته سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومندوب الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر لاتخاذ مواقف حاسمة اتجاه ما تقوم به قوات الحرس الجمهوري من قتل وترويع للمواطنين الآمنين في تلك المناطق، داعيا في السياق ذاته رئيس الجمهورية إلى سرعة إيقاف الاعتداءات على هذه المناطق.
وأوصي التقرير الحقوقي بضرورة نقل المعسكرات من المناطق الآهلة بالسكان، نظراً لما تمثله من تهديد لحياة المواطنين، وما تشكله من أضرار اقتصادية وإنسانية.
إلى ذلك قال مصدر محلي للصحوة نت في بني جرموز إن منزلين احترقا تماماً في قرية الغربي فجر اليوم نتيجة قصفها من قبل قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في جبل الصمع، كما كشف المصدر عن سقوط 3 جرحى من أبناء قرية بيت دهرة 2 منهم عصر أمس الجمعة والثالث مساء الخميس برصاص قناصي الحرس الجمهوري في اللواء 63 في بيت دهرة.
إحصائيات
إلى ذلك كشف المركز الإعلامي لأرحب عن استشهاد 205 مواطن وإصابة ما لا يقل 800 جريح بينهم عشرات النساء والأطفال حصيلة جرائم قوات العائلة المتواصل منذ انطلاق الثورة في مديريات أرحب وبني جرموز ونهم.
وأوضحت الإحصائية أن شهداء أرحب تجاوزوا ال 125 بينهم 10 نساء و14 طفلا فيما الجرحى تجاوزا ال 412 بينهم 10 نساء و32 طفل، في حين تعرضت 45 امرأة حامل لحالات اجهاض جراء تلك الإعتداءات، و46 مواطنا للاختطاف والإخفاء القسري.
وكشفت الإحصائية عن تدمير 520 منزلا في أرحب جراء اعتداءات قوات العائلة، وتدمير ونهب 65 سيارة و37 مسجد ما بين تدمير كلي وجزئي، و30 بئر و22 مدرسة و40 متجرا.. مؤكدة تضرر 34 واديا زراعيا جراء القصف في أرحب فقط، ونزوح أكثر من ثلاثة آلاف مواطن عن منازلهم.
وفي منطقة بني جرموز الواقعة بين مديريتي أرحب وبني الحارث بلغت حصيلة ضحايا جرائم العائلة 27 شهيداً بينهم 4 نساء و150 جريحا بينهم 10 نساء و35 معاقاً و13 حالات اجهاض لحوامل منذ انطلاق ثورة التغيير، في حين بلغ عدد النازحين جراء الإعتداءات 639 أسرة.
وكشفت الإحصائية الخاصة ببني جرموز عن تضرر 1196 أسرة جراء اعتداءات قوات العائلة منذ انطلاق ثورة التغيير، و200 منزلا و52 سيارة وناقلة و190 مزرعة. بالإضافة إلى حرمان 1250 طالب من الدراسة جراء تضرر 4 مدارس.
كما تسببت اعتداءات قوات المخلوع صالح في بني جرموز بتدمير ثلاثة مساجد ومستوصفين اثنين.
وفي مديرية نهم استشهد منذ انطلاق ثورة التغيير 53 مواطنا واصيب 216 جريحا، وتضرر 240 منزلا و12 مسجدا، في حين اضرت 300 أسرة للنزوح عن قراها جراء تلك الإعتداءات.
نص تقرير الوفد الحقوقي والصحفي.
تقرير الوفد الحقوقي والإعلامي الزائر لمناطق أرحب وبني جرموز ونهم
صبيحة يوم الثلاثاء الماضي الموافق 3/4/2012م توجهنا من العاصمة صنعاء صوب مديريتي أرحب ونهم وعزلة بني جرموز التابعة لمديرية بني الحارث، وذلك لمعاينة الأوضاع الإنسانية عن قرب، والوقوف على حقيقة ما يحدث في هذه المناطق من انتهاكات لحقوق الإنسان عن كثب، ورصد حجم الخسائر البشرية والمادية جراء تطورات الأحداث التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية.
انطلق الوفد المكون من عدة حقوقيين وإعلاميين في رحلة استغرقت يومين، وحين تجاوزنا العاصمة صنعاء ونحن على متن سيارة للأجرة، لاحظنا ونحن نسلك طريقاً قريباً من الطريق الرسمي عدداً ملفتاً من نقاط التفتيش العسكرية على طول الطريق الرسمي المؤدي إلى هذه المناطق، وعندما سألنا المواطنين عن سبب كثافة هذه النقاط المستحدثة ذكروا لنا بأن الهدف منها هو ترويع وعرقلة مواطني هذه المناطق الذين أعلنوا تأييدهم ومساندتهم لثورة الشباب السلمية، والحيلولة بينهم وبين المشاركة في فعاليات الثورة في العاصمة صنعاء، والترصد لبعض المواطنين لحجز حريتهم والزج بهم سجون المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري، وقد أخبرنا مواطنون في عزلة شعب بمديرية أرحب بأنه تم اعتقال عدد من المواطنين في الطريق، أفرج عن بعضهم وتبقى منهم في سجون الأجهزة الأمنية والعسكرية 46 شخصاً، وقالوا لنا إن هذه النقاط كانت تحتجز الجرحى الذين سقطوا جراء قصف المعسكرات للمواطنين وتقتادهم إلى السجون وهم ينزفون دماً، واتهموا قوات الحرس الجمهوري بتعذيب الجريح ناجي السبعي حتى الموت في السجن، مشيرين إلى أن قيادة الحرس ترفض تسليم جثته إلى أهله رغم مرور ما يقارب العام على احتجازه في إحدى النقاط العسكرية أثناء محاولة إسعافه إلى العاصمة صنعاء، ورغم مناشدات المنظمات الحقوقية والإنسانية لتسليم جثته إلى أسرته.
وعند خروجنا إلى تلك المناطق سلك الوفد طريقاً آخراً غير الطريق الرسمي تجنباً لنقاط التفتيش وللمواقع العسكرية المتواجدة على جانبي الطريق والتابعة لقوات الحرس الجمهوري، والتي حذرنا منها الكثيرون وأخبرونا بأننا سنتعرض للاعتقال إذا عرفوا المهمة التي خرجنا من أجلها، مما جعل الوفد الزائر يتكبد عناء السفر في الوصول إلى تلك المناطق رغم قربها من أمانة العاصمة، ويلازمه شعور بالخوف من أي مكروه محتمل.
وبعد وصولنا إلى عزلة شعب أكثر عزل مديرية أرحب قرباً من العاصمة صنعاء، وجدنا فيها العديد المنازل التي تعرضت للتدمير بشكل كبير، وبعضها بشكل جزئي، وأصبحت غير صالحة للسكن، وقال لنا مالكي تلك المنازل بأنه تم تدمير منازلهم بصواريخ وقذائف دبابات ومدافع أطلقتها قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في جبل الصمع ومن المواقع المستحدثة في مناطق (استل والصنصل) التابعة لمعسكر فريجة اللواء 62، وقد شاهد الوفد شظايا وبقايا القذائف التي أحدثت الخراب في المنازل والممتلكات.
وأثناء ما كان الوفد يعاين المنازل المدمرة ويستمع إلى كلام الأهالي شاهد تحليقاً للطيران الحربي فوق المنطقة، وقد أخبرنا المواطنون أن قراهم تشهد منذ عشرة أيام تحليق شبه يومي للطيران الحربي، وذكروا أن الطيران كان في الشهور الماضية يقصف قراهم وممتلكاتهم بالصورايخ ويثير الفزع بين النساء والأطفال.
واصلنا زيارتنا لبقية قرى عزلة شعب وشاهدنا منازل أخرى تعرضت للتدمير، ولاحظنا من خلال تجوالنا بين المنازل أن العديد منها دمرت بشكل كبير بواسطة أسلحة يبدو أنها من العيار الثقيل، حتى أن بعضها أصبح غير مؤهل تماماً للسكن، وقد ذكر لنا الأهالي عند حديثنا معهم بأن من قام بقصفهم وتدمير قراهم وتهجيرهم منها في الفترة الماضية هي قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في معسكر فريجة والمواقع المستحدثة منه في مناطق "أستل والصنصل وعومرة".
وكان مما شاهدناه في الزيارة تعرُّض خزان المياه الذي يقوم بتغذية قرية بيت العذري بمياه الشرب للتدمير، وقال لنا عدد من أهالي القرية الذين تحدثنا معهم إن خزان المياه اُستهدف أكثر من مرة بالأسلحة الثقيلة من معسكر فريجة، وأنه مصدرهم الوحيد للحصول على مياه الشرب.
وشكا لنا المواطنون في قرية بيت العذري بأنهم لا يتمكنون من الوصول إلى مزارعهم نظرا لقيام قوات الحرس بمنعهم من ذلك، وقيامها بقصف آبارهم وزراعة الألغام في الطرق المؤدية إلى المزارع مما حال دون تعهدها والاستفادة منها، وهو ما كبد بعضهم خسائر فادحة، ولا سيما أولئك الذين يعتمدون على الزراعة في حياتهم المعيشية.
وأثناء تواجدنا في عزلة شعب قام أعضاء الوفد بتصوير عدد من الطلاب الذين يحملون حقائب تم توزيعها من قبل منظمة اليونسيف، باعتبار المنطقة منكوبة، فالمواطنون -وفقاً لأقوالهم- هربوا من الموت ونزحوا لفترة طويلة عن قراهم ولم يستطيعوا العودة إلى منازلهم إلا في وقت قريب جداً، وهنالك من لا يزالون نازحين بسبب ما تعرضت له القرى من قصف عشوائي استهدف المنازل والمرافق الخدمية.
وبعد إطلاع الوفد على جزء مما جرى في عزلة شعب، واصل زيارته لعزل أخرى حيث اتجهنا إلى عزلة زندان، وشاهدنا فيها عدداً من المنازل المدمرة، والتي أخبرنا الأهالي أنها تدمرت جراء قصفها بأسلحة ثقيلة من قوات الحرس الجمهوري في معسكر الصمع، وقد شاهدنا شظايا لبعض القذائف التي قال الأهالي أنها سقطت على منازلهم ومزارعهم.
وذكر لنا المواطنون القاطنون في تلك المنطقة بأن القصف اشتد عليهم من بعد الإعلان عن استلام مراد العوبلي قيادة معسكر الصمع، وكان من ضمن المواطنين الذين استمع الوفد لأقوالهم عضو مجلس النواب منصور الحنق الذي أكد ما ذكره الأهالي من أن المنطقة تعرضت وما تزال تتعرض للقصف من المعسكرات إلى تاريخ زيارة الوفد، وقال إن المعسكرات تعتدي على أرحب لأن أبناء أرحب منعوا هذه المعسكرات من الانتقال إلى العاصمة صنعاء لتصفية ساحة التغيير والقضاء على ثورة الشباب السلمية.
وأثناء انشغالنا بمقابلة الأهالي سمعنا دوي انفجارات قيل لنا أنها قذائف انطلقت من معسكر الصمع واستهدفت بعض قرى عزلة زندان؛ وبعد ذلك غادرنا عزلة زندان لزيارة عزلة شاكر القريبة من معسكر الصمع للإطلاع عن كثب على حقيقة الوضع في هذه العزلة، وقد شاهدنا وسمعنا في ساعات الليل المتأخرة إطلاق نار مدوي وكثيف من جهة معسكر الصمع صوب بعض القرى المجاورة لمكان تواجدنا.
وفي صباح اليوم التالي انطلق الوفد باتجاه قرى بني جرموز التابعة لمديرية بني الحارث، وفي الطريق شاهدنا شظايا وبقايا لبعض القذائف، قيل لنا أنها من معسكر فريجة، ووصلنا إلى قرية بيت الحسام وشاهدنا فيها آثار تدمير في عدد من المنازل والمزارع ولوحظ أن القرية شبه خالية من السكان، وأخبرنا المتواجدين فيها أن الأهالي ما يزالوا نازحين بسبب ما تتعرض له قريتهم من قصف عنيف ومتواصل من قبل قوات الحرس الجمهوري المتواجدة في معسكر الصمع بالإضافة إلى قصف صاروخي من معسكر خشم البكرة والجميمة المتواجدة في مديرية بني حشيش.
وعاينا في هذه القرية خزان المياه الذي قيل إنه يقوم بتغذية قرى بيت الحسام والغربي والقصير بمياه الشرب وقد تعرض للتدمير، وتم إخبارنا بأن الخزان ما يزال يستهدف بالقصف حتى الآن بغرض إجبار من عاد من السكان إلى النزوح مجدداً، وذكر أحد المواطنين بأن القصف لا يزال مستمراً حتى تاريخ زيارة الوفد، وذكر لنا بأنه يتم استهداف وسائل النقل والمواصلات الخاصة بالمواطنين التي تعد مصدر دخلهم الوحيد، إذ أن أعمالهم تنحصر في نقل وبيع مادة الجص، فيما قوات الحرس في معسكر الصمع تستهدف ناقلاتهم وتمنعهم قسراً من العمل، وقد شاهدنا توقف طواحين إنتاج مادة الجص في القرية، والتي كان المواطنون يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية، وقد سمعنا إطلاق نار ونحن نعاينها، وقيل لنا إنه من معسكر الصمع باتجاه قرية القصير إحدى قرى عزلة بني جرموز.
بعد ذلك قام الوفد بالتحرك باتجاه مدرسة 13 يونيو وعند الوصول إليها شاهدنا آثار قصف على المدرسة ولاحظنا آثار قذائف داخل أحد الفصل الدراسية، وكذلك شوهد آثار لإطلاق نار على سور المدرسة بكثافة، وآثار قصف في المنزل الملاصق للمدرسة والذي يقطن فيه أحد المعلمين، كما شاهدنا شظايا وبقايا للقذائف، وعند دخولنا للمدرسة شاهدنا سلّم المدرسة الذي أخبرنا المعلمون في المدرسة بأنهم حشروا الطلاب في مساحة ضيقة أسفله عند استهداف المدرسة بتاريخ 27 مارس 2012م بالقصف ومُنعوا من الخروج بسبب استهدافهم بالقذائف خارج المدرسة، وعند تواجد اللجنة في المدرسة وسماعها لشهادات المدرسين سمعنا دوي انفجارات كبيرة قيل لنا أنها من الموقع التابع لمعسكر الصمع في منطقة "عزيزة".
ولاحظ الوفد ندرة الطلاب المتواجدين في المدرسة، حيث لا يتجاوز عددهم 6 طلاب، وقال لنا أحد المعلمين أن العدد الحقيقي للطلاب 400 طالب لكنهم لا يحضرون المدرسة بسبب نزوح أهاليهم عن المنطقة وتخوّف الأهالي الباقين في منازلهم من إرسال أبنائهم إلى المدرسة بسبب القصف المستمر من معسكر الصمع.
وقد لاحظت اللجنة بأن الموقع العسكري المستحدث في منطقة "عزيزة" قريب من المدرسة وملاصق لمركز صحي خاص بالمنطقة، وأخبرنا المواطنون بأن قوات الحرس الجمهوري قامت بنهب محتويات المركز الصحي ومنعت المواطنين من الوصول إليه وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وعقب ذلك توجه الوفد إلى قرية "الغربي" إحدى قرى بني جرموز وشاهدنا وجود دمار كبير في منازل المواطنين، ووجود بقايا لصواريخ وقذائف، كما شاهدنا وجود طفلة مصابة في صدرها، قيل لنا أنه بسبب شظية قذيفة هاون سقطت أمام منزل والدها، كما شاهد الوفد أحد المواطنين مصاباً إصابة بليغة في البطن واليد، وذكر لنا أنها بسبب شظايا قذيفة هاون انفجرت أمام الكهف الذي نزحت أسرته إليه، وأخبرونا بأن مصدر هذه القذائف هو معسكر الصمع، وفي هذه الأثناء ونحن نستمع لشهادات المواطنين سمعنا صوت إطلاق نار ودوي انفجارات كبيرة، قيل لنا أنه من معسكر الصمع باتجاه قرية القصير.
بعدها انتقل الوفد إلى قرية القصير إحدى قرى بني جرموز وعند وصولنا شاهدنا آثار دمار على عدد من المنازل ودور العبادة، حيث دخل أعضاء الوفد إلى أحد المساجد لمعاينة آثار القصف ووجدنا فتحة فيه ناتجة عن دخول إحدى القذائف وآثار قصف على جدرانه، وأثناء وجودنا في المسجد سقطت عدد من القذائف على أحد منازل القرية القريب من مكان تواجدنا مما أثار فزعاً بين أعضاء الوفد، وغادرنا القرية من طريق آخر غير المعتاد حرصاً على سلامة أعضاء الوفد من أن يتعرضوا لمكروه في أرواحهم.
وعند وصولنا إلى قرية الخبشة في بني جرموز شاهدنا آثار دمار على أحد المنازل، وأخبرنا مالك المنزل أنه تم قصف منزله بعشر قذائف من معسكر الصمع، وقال أنه كان كلما انتقل بأطفاله من غرفة إلى أخرى أثناء القصف كانت تلاحقهم القذائف، وأكد بأن القصف ما يزال مستمراً إلى تاريخ زيارة الوفد، وأنه تم إطلاق النار عليه قبل لقائنا به وهو إحدى مزارعه، مضيفاً بأن هنالك بعض المزارع التي يمتلكها تم زراعتها بالألغام من قبل قوات الحرس الجمهوري في معسكر بيت دهرة، وأن اللواء 63 حرس جمهوري سبق وأن اقتحم القرية وما يزال حتى الآن محتلاً لثلاثة منازل بعد نهب محتوياتها.
وفي الساعة الثانية عشر من ظهيرة يوم الأربعاء الموافق 4/4/2012م، وأثناء تواجدنا بجوار منزل الشخص الذي كنا نستمع لأقواله سمعنا دوي انفجار كبير وقريب جداً منا وكأنه فوق رؤوسنا مما اضطرنا للهرع إلى داخل المنزل مفزوعين، وشعرنا وكأن القصف يستهدف الوفد الحقوقي والإعلامي، وعلى إثر ذلك قمنا بمغادرة القرية على وجه السرعة، ولم نتمكن من مشاهدة آثار الدمار في بقية منازل القرية، وقد قيل لنا أن الانفجار السابق ناتج عن صاروخ كاتيوشا انطلق من معسكر الصمع إلى منطقة مجاورة للمنزل الذي كنا متواجدين فيه، وفي تلك الأثناء سمعنا أصوات انفجارات قوية باتجاه قرية الغربي التي كنا فيها قبل حوالي ساعة ونصف.
وفي الطريق إلى قرية بيت دهرة شاهدنا منزلاً عليه آثار دمار، وقريباً منه بقايا لقذائف من العيار الثقيل، قيل لنا أنه تم استهدافه من معسكرات بيت دهرة والصمع، وقبل الوصول إلى قرية بيت دهرة التي يتوسط منازلها اللواء 63 حرس جمهوري والذي يسمى معسكر بيت دهرة، قمنا بترك السيارة التي تقلنا على مسافة بعيدة خارج القرية، نظراً لما تلقاه الوفد من تحذير من المواطنين بأنه يتم استهداف أي وسيلة نقل تدخل إلى القرية أو تخرج منها في الكثير من الأوقات، مما اضطرنا للسير على الأقدام والتخفي حتى وصلنا إلى عدد من المنازل البعيدة عن المعسكر، ولم نتمكن من الوصول إلى المنازل الملاصقة للمعسكر لمعاينتها، وعند وصولنا شاهدنا أكثر من منزل عليه آثار دمار كبير، ولوحظ أن القرية شبه خالية من السكان، حيث ذكر لنا بأن أشخاص متواجدين أن معظم السكان ما زالوا نازحين منذ ثمانية شهور، وأن من عاد منهم إلى القرية يجد صعوبة كبيرة في حرية التنقل والخروج والدخول إلى القرية، وخاصة في الليل حيث يتم استهداف كل من يتحرك داخل القرية أو يحاول الوصول إليها.
وأخبرنا أحد المواطنين أن القصف لا يزال مستمراً، وأن قوات الحرس الجمهوري سبق وأن اقتحمت العديد من منازل القرية ونهبت محتوياتها وأحرقتها للتغطية على جريمة سرقتها، كما ذكر لنا من الأهالي بأن قوات الحرس قامت باعتقال 19 شخص من أبناء القرية من منازلهم وتعرضوا للتعذيب بالحرق في زنازين اللواء 63 وشرحوا لنا كيف تم تعذيب أولئك المعتقلين ولم يتمكن الوفد من اللقاء بهم وتسجيل أقوالهم نظراً لنزوحهم خارج القرية.
وقد لاحظ الوفد الزائر أن مزارع الأهالي تقع ما بين قريباً من المعسكر والمنازل، وتم إخبارنا بأن قوات الحرس قامت بزراعة هذه الأراضي بالألغام مما حال دون الاستفادة منها، وأن بعض الألغام انفجرت بعدد من المواشي، وذكر لنا المواطنون أن المنازل في الجهة الشرقية من القرية والمقابلة طريق صنعاء مأرب تعرضت لتدمير كلي، ولكن الوفد لم يتمكن من زيارتها لخطورة الوضع، وبعد عودتنا من قرية بيت دهرة شاهدنا أحد الأطفال مبتورةٌ قدمه، وأخبرنا بأنه أصيب بلغم تم زراعته في الطريق المؤدية إلى مزرعة والده.
وقد تعذر على اللجنة مواصلة زيارتها لمديرية نهم نظراً لوجود نقاط تفتيش عسكرية تابعة للواء 63 حرس في طريق صنعاء مأرب قيل لنا أنها تقوم باعتقال كل من يحمل معه كاميرا للتصوير أو أي مستندات متعلقة بما يدور في تلك المناطق، كما تقوم بمنع واعتقال أي فريق حقوقي أو إعلامي يقوم بزيارة المديرية.
ومن خلال الإطلاع على الوضع الإنساني في هذه المناطق فإن الوفد الحقوقي والإعلامي الزائر يؤكد على بالآتي:
- تعاني مناطق أرحب وبني جرموز من وضع إنساني حرج، وانعدام للأمن والسكينة العامة، ونزوح للمواطنين مما يجعل من الواجب على المنظمات الحقوقية والإنسانية القيام بزيارة تلك المناطق وتقديم الدعم والمساعدات الإغاثية للتخفيف من معاناة الأهالي.
- ندعو سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومندوب الأمم المتحدة إلى اليمن الأخ جمال بن عمر لاتخاذ مواقف حاسمة اتجاه ما تقوم به قوات الحرس الجمهوري من قتل وترويع للمواطنين الآمنين في تلك المناطق.
- تبين للوفد أن القصف ما يزال مستمراً حتى لحظة زيارته للمنطقة، وأن حجم الدمار والأضرار كبيراً، وعليه فإن الوفد يدعو رئيس الجمهورية إلى سرعة إيقاف الاعتداءات على هذه المناطق، ويوصي بضرورة نقل المعسكرات من المناطق الآهلة بالسكان، نظراً لما تمثله من تهديد لحياة المواطنين، وما تشكله من أضرار اقتصادية وإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.