سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الماوري: وزارة الخارجية تحتاج ثورة وأصحاب القرار بالسلك الدبلوماسي يخدمون صالح قال إنها ما تزال تعمل بالعقل القديم والسفراء يستغلون انشغال الرئيس بهيكلة الجيش..
دعا السياسي اليمني المقيم في أمريكا منير الماوري إلى ثورة داخل وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي على اعتبار أن عددا كبيرا من السفراء ما زالوا يخدمون الرئيس السابق. وقال الماوري إن الخارجية اليمنية ما زال يصعب عليها حتى الآن الاعتراف بالثورة الشعبية,كما أنها ما تزال تجند سفارات اليمن في الخارج لخدمة أقارب الرئيس السابق. وقدم الماوري في مقاله اليومي بصحيفة " الجمهورية", في عدد اليوم الثلاثاء,مبررات منطقية لجدوى اندلاع ثورة تعيد هيكلة التمثيل الدبلوماسي لليمن في الخارج,بما يخدم البلاد في مرحلتها الجديدة,مشيرا إلى إعلان السفارة اليمنية بواشنطن حالة الطوارئ عند وصول خالد علي عبدالله صالح وشقيقه مدين علي عبدالله صالح قبل أيام وصل إلى واشنطن,وتسخير أسطولها من السيارات المملوكة والمستأجرة لخدمتهما مستدلا ,بالأوامر التي أصدرتها سكرتيرة السفير لتفريغ الأسطول من أجل خدمة سمو الأميرين وأصحابهما على حد تعبيره. وقارن الماوري بين حالة الاحتفاء والاهتمام لنجلي الرئيس السابق وبين عدم الاكتراث والإهمال تجاه جرحى الثورة الذين وصل نحو 33 جريحاً منهم قبل أسابيع إلى أنقرة على متن طائرة تركية بمبادرة من الحكومة التركية لتلقي العلاج من إصابات لحقت بهم أثناء ثورة الشباب الشعبية السلمية,والتي جسدها بصورة واضحة سفير اليمن لدى تركيا عبد القوي الإرياني والذي قال بأنه لم يعرف عن وصول الجرحى إلا من وسائل الإعلام ومن شاشات التلفزة، ولا يوجد أي تنسيق أو خبر مسبق لدى السفارة اليمنية. وتابع الماوري: " من الواضح جداً أن الخارجية اليمنية مازالت تعمل بأسلوبها القديم، ولم تدرك بعد أن العالم لم يعد يتعامل مع سفراء صالح أو القربي، وإلا هل كان يعقل أن يقوم السفير التركي بترحيل هذا العدد من الجرحى من مطار صنعاء ويستقبلهم وزير الخارجية التركي في المطار.ربما أن السفارة التركية تعلم جيداً أنها لو أشعرت القربي بأنها تعالج الجرحى، لم يكن للجرحى أن يغادروا مطار صنعاء!!". وأشار إلى أن العقبة الكأداء تتمثل في أن هناك عناصر معينة في السلك الدبلوماسي مازالت تتلقى تعليماتها من جهاز الأمن العائلي، وهو ما يتوجب على الرئيس عبدربه منصور ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة أن يبدءوا فوراً بتغيير السفراء اليمنيين لدى المنظمات الدولية؛ قائلا:" إن التعيين فيها يمكن أن يتم بخطاب من وزير الخارجية، أو رئيس الحكومة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة دون حاجة إلى إجراءات مطولة، كما هي العادة في تعيين سفراء لدى دول وليس منظمات دولية". واقترح الماوري في هذا السياق الشروع في الاستبدال الفوري لسفراء النظام السابق في الأممالمتحدة في نيويورك والمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، وكذلك منظمة اليونسكو في باريس. ورأى الماورى أن الخطوة اللاحقة التي يجب أن تتبع ما سبق هي أن يكون هناك استبدال للسفراء اليمنيين لدى الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، وإبعاد كل من له صلة قرابة أو ولاء للرئيس السابق في هذه الدول؛ نظراً لأهميتها الإستراتيجية لمستقبل اليمن ورعاية المبادرة لحين خروج اليمن إلى بر الأمان. وهو ذات الحال الذي يعتقد الماوري انه يجب أن يسير معا بالتوازن وينطبق على دول الجوار الجغرافي المباشر لما لها من درجة عالية من الأهمية، بما فيها الجوار الأفريقي في الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا والسودان. واتهم الماوري السفير إبراهيم العدوفي والسفير جمال السلال بأنهما سفراء تابعين لمخابرات الرئيس السابق,بينما اعتبر تعيين السفير نبيل الضبعي في منظمة اليونسكو فضيحة لليمن ما بعدها فضيحة,الذي قال إن لقب سفير عليه كثير حسب وصفه. وقال الماوري إن أصحاب القرار الفعليين في سفارات اليمن بالخارج مازالوا يستغلون انشغال الرئيس هادي بقضية أكثر أهمية وهي إعادة هيكلة الجيش، فقرروا أن يستغلوا ما تبقى لهم من الوقت لخدمة أنجال الرئيس السابق وأقاربه ونسيان الجرحى والمواطنين اليمنيين الأكثر حاجة للمساعدة. وأضاف :هؤلاء الدبلوماسيون هم أدرى من غيرهم أن الرئيس هادي إن لم يتمكن من التخلص من عقبة أقارب الرئيس السابق في الجيش فلن يتمكن من التخلص من أنصاره في السلك الدبلوماسي ولا في غيره. ولفت الماوري إلى أن وزير الخارجية الحالي أبو بكر القربي يراود الحلم مستقبلا بان يكون سفيرا في واشنطن أو لندن،لكنه شدد في المقابل على انه لا يجب تعيين أي شخص لا يؤمن بالتغيير أو يملك من أسرار الرئيس السابق كأقل القليل في أي من هاتين العاصمتين؛ لأنه سوف يظل حامياً ومدافعاً وممولاً من الرئيس السابق، في وقت يحتاج فيه النظام الجديد لعصا الخارج؛ من أجل إيقاف أتباع النظام السابق عن تدمير البلاد والانتقام من العباد. وقال أيضا : " لا يجب أن يعين في أي من الدول العشر الراعية للمبادرة أي سفير يسعى للاستمرار في تغطية فضائح النظام السابق أو تأمين عدم انكشافها". وكشف الماوري بأن عواصم العالم لن تستقبل سفراء من أركان صالح، وسبق وأن أوقفت معظم الدول التعامل مع سفراء صالح منذ أكتوبر الماضي,لافتا إلى عجز النظام السابق عن ترشيح سفراء بدلاء عمن استقالوا من مناصبهم عقب جمعة الكرامة مثل السفير مروان نعمان والسفير عبدالوهاب طواف والسفير الدكتور الشميري، وكل ما استطاعوا عمله هو ترشيح سفير في الجامعة العربية وآخر في نيويورك؛ لأن التعيين يتم بخطاب محمول إلى الأمين العام من رئيس الوزراء أو وزير الخارجية، وهذا ما يعرفه القربي، ولكن ما يجوز إنجازه لصالح في نظره لا يجوز تكراره مع عبدربه. وخلص الماوري بالقول إلى أن المطلوب من أحرار الخارجية وأحرار الدبلوماسية اليمنية هو أن يضعوا تصورات حول "هيكلة التمثيل الدبلوماسي"، مع إدراك حقيقة مهمة، وهي أن الدول الكبرى والمنظمات الدولية على الأقل لن تقبل أياً ممن تلوثت أياديهم بدماء اليمنيين أو جيوبهم بالمال المدنس، ناهيك عن أهمية استرجاع أية أموال يثبت مكان وجودها.