شهدت الرياض لقاءً جمع قيادة التجمع اليمني للإصلاح بالسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، بعد ساعات من بيان السفارة الأمريكية الذي أدان مداهمة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي فعالية نسائية نظمها الإصلاح في حضرموت، مؤكدًا أهمية حماية الحرية السياسية والمشاركة المجتمعية. وفي ظل تصاعد القيود على النشاط المدني والحزبي في عدد من المحافظات، ناقش الاجتماع حرية العمل الحزبي في اليمن. كما أبرز دور الإصلاح كقوة مدنية فاعلة تسهم في دعم مؤسسات الدولة، ومواجهة مليشيا الحوثي، والحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية.
ويأتي اللقاء في إطار تحركات الإصلاح الدبلوماسية للتنسيق مع المجتمع الدولي، الأمر الذي يعكس أهمية الحزب كلاعب محوري في تعزيز الشرعية، وضمان تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية، بما يرفع من كفاءة الدولة ويحد من العبث والانفلات الأمني في المناطق المحررة.
حضور لافت وتمثيل شامل
شارك في الاجتماع عبدالرزاق الهجري رئيس الكتلة البرلمانية، ونائبه إنصاف مايو، وعضو مجلس الشورى صلاح باتيس من حضرموت، محافظة الفعالية التي تعرضت للمداهمة؛ ما أضفى على اللقاء رمزية خاصة، تعكس التمثيل المباشر للمجتمع المحلي وحرص الإصلاح على حماية كافة حقوق المواطنين المدنية والسياسية.
وخلال اللقاء، أكد الهجري تقدير الحزب لموقف السفارة الأمريكية الداعم لحرية النشاط السياسي، مشيرًا إلى أن العمل الحزبي جزء من المسار الديمقراطي، وحماية هذه الحقوق المدنية أساسية لتعزيز قدرة مجلس القيادة الرئاسي على مواجهة التحديات السياسية والأمنية وحفظ استقرار الدولة.
بدوره، شدد السفير الأمريكي ستيفن فاجن على دعم بلاده لليمن، مشيرًا إلى أهمية استمرار الإصلاحات السياسية والاقتصادية بما يخدم مصلحة الشعب اليمني، ويعكس التزام الإدارة الأمريكية بدعم المؤسسات الوطنية والقوى السياسية المدنية للحفاظ على الدولة واستقرارها.
مواقف وتصريحات حزبية
أكد رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، علي الجرادي، أن الموقف الأمريكي الأخير –في إشارة لإدانة السفارة لاعتداء الانتقالي على النساء في الحفل – يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية حماية الحياة السياسية، باعتبارها الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة وضمان مشاركة المجتمع في صنع القرار.
وقال في منشور على منصة X: "من المؤسف أن يكون الخارج – الذي يحاول البعض الاستقواء به – أكثر تقديرًا وإدراكًا لأهمية الأحزاب السياسية الوطنية. موازين القوى تُصنع على الأرض، وبمدى تمثيل القوى السياسية لمجتمعاتها، لا بعدد بيانات الدعم التي تصدر من هنا أو هناك."
بدوره، أوضح الناطق الرسمي باسم الإصلاح عدنان العديني أن الدفاع عن حقوق المرأة، كما أثبتت حادثة الفعالية الحضرمية، يمثل جوهر الفعل الديمقراطي، مؤكدًا أن حماية مشاركة المجتمع دون خوف أو إقصاء هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية الإصلاح السياسية والعملية.
وأصدرت أحزاب التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية بيانًا أدانت فيه مداهمة الفعالية النسائية في حضرموت، واعتبرت ما حدث انتهاكًا صارخًا للحريات العامة وحق التنظيم السياسي، داعية السلطات المحلية والأمنية إلى احترام الأنشطة المدنية والحزبية وحمايتها.
توقيت ورسائل سياسية
تزامن اللقاء مع السفير الأمريكي في وقت حساس يشهد تصاعد القيود على الأنشطة الحزبية والمدنية في عدد من المحافظات المحررة، ليجدد الإصلاح بذلك رفضه لهذه الانتهاكات، وسعيه لتعزيز حضور القوى المدنية في مواجهة المليشيات والانفلات، وإعادة الاعتبار للتعددية السياسية كضمانة لاستقرار الدولة.
كما أبرز الاجتماع أهمية الإصلاح في المشهد اليمني، ودوره في تعزيز الشرعية وحماية مؤسسات الدولة، وإظهار قدرته على المساهمة في رسم موازين القوى السياسية على الأرض، بما يدعم مجلس القيادة الرئاسي ويعزز موقف اليمن في مواجهة التهديدات العسكرية للحوثيين.
ويشدد الإصلاح، في لقاءاته، على أهمية حماية الحقوق المدنية والحريات الأساسية، واعتبارها عنصرًا أساسيًا لاستمرار العملية السياسية، مع مواجهة أي محاولات لتهميش القوى الوطنية المدنية، وتأكيد أن نجاح الدولة مرتبط بقدرة المجتمع على المشاركة الحرة والمتساوية في صنع القرار.
امتداد للعلاقات الدولية والدعم السياسي
يمثل هذا الاجتماع امتدادًا لسلسلة لقاءات جمعت، خلال الفترة الماضية، قيادة الإصلاح بالسفير الأمريكي وغيره من السفراء ومسؤولي البعثات والدول، تناولت التطورات السياسية والاقتصادية، وأكدت على الدور الفاعل للحزب في دعم الدولة ومؤسساتها.
خلال المعركة الوطنية، ركّز التجمع اليمني للإصلاح جهوده السياسية، وكثَّف تحركاته الدبلوماسية في سبيل حشد الدعم الدولي للحكومة الشرعية، وتثبيت موقفها في مواجهة مليشيا الحوثي، مع التأكيد على حماية مؤسسات الدولة والحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية.
على المستوى الدولي، يمتلك الإصلاح ثقلًا سياسيًا وحضورًا فاعلًا، وقد وظّف هذا التأثير، في الأعوام الأخيرة، لتعزيز قدرة مجلس القيادة الرئاسي على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، وفتح قنوات تعاون مع شركاء دوليين لدعم إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.
وينطلق الإصلاح في جهوده مستفيدًا من خبرته الطويلة في العمل السياسي، والتي مكّنته من لعب دور استراتيجي في إيصال القضايا الوطنية للمجتمع الدولي، وتسليط الضوء على معاناة اليمنيين، مع تعزيز فرص الدعم الدولي للحفاظ على الدولة ووحدتها.
ويعكس تفاعل المجتمع الدولي والإقليمي مع نشاطات الإصلاح وتحركاته، إدراكًا متزايدًا لأهمية الحزب كركيزة للعمل السياسي الحضاري، ولقدرته على حماية مؤسسات الدولة من محاولات الانزلاق نحو الفوضى، ودعم مشروع الدولة المدنية في مواجهة التهديدات المسلحة.