أعلنت مصادر في المعارضة السورية انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن نظام بشار الأسد ووصوله إلى الأراضي الأردنية، فيما سارع التلفزيون الرسمي السوري اليوم إلى نفى الخبر، مؤكداً إن فاروق الشرع على رأس عمله ولم يغادر البلاد. وذكر التلفزيون نقلا عن بيان صادر عن مكتب نائب الرئيس السوري أن الشرع "لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت". وأكد لؤي المقداد - من المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر- خبر انشقاق فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة إلى انشقاق ضابطين من رتب عالية في ظل موجة انشقاقات كبيرة. وقال المقداد " نشر جيش النظام قناصته على الحدود السورية الأردنية في محاولة لاعتقال فاروق الشرع بعد تأكيد خبر انشقاقه"، مضيفا أن نظام الأسد كان يسعى إلى اتهام الجيش الحر بقتل الشرع. وتقول المعارضة السورية إن انشقاق الشرع يعد ثاني أكبر انشقاق يطال النظام السوري بعد انشقاق رئيس الحكومة، حيث ذكرت مصادر متطابقة اختفاءه من العاصمة دمشق قبل أيام، ولم يعلن عن انشقاقه بشكل قاطع إلا بعد وصوله إلى الأراضي الأردنية. تجدر الإشارة هنا إلى أن فاروق الشرع سياسي ودبلوماسي تقلب في مناصب عدة وتقلد مسؤوليات مختلفة، حيث ولد بدرعا في العاشر من ديسمبر عام 1938، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق عام 1963. في عام 1972 غادر الشرع دمشق ليكمل دراسته في جامعة لندن حيث درس القانون الدولي، لكنه بدأ مسيرته المهنية في شركة الطيران السورية عام 1963 حتى عام 1976 حين عين سفيرا في روما. وقضى في منصبه هذا ما يقارب أربع سنوات، ليتم تعيينه عام ألف وتسعمائة وثمانين وزيرَ دولةٍ للشؤون الخارجية وبعدها بأربع سنوات عين وزيرا للخارجية. ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2006 ظل في هذا المنصب ليصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية خلفا لعبد الحليم خدام الذي أعلن انشقاقه عام 2005. وكانت أنباء قد أفادت بأن الشرع -المنحدر من محافظة درعا مهد الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد- قد وضع رهن الإقامة الجبرية في دمشق. وسجل آخر ظهور للشرع أثناء تشييع أربعة من قادة الأجهزة الأمنية كانوا قد قتلوا في تفجير استهدف يوم 18 يوليو/تموز الماضي خلية الأزمة التي يعتمد عليها النظام في إدارة معركته مع المعارضة السورية، أثناء اجتماعها في مقر الأمن القومي بدمشق. وعلى صعيد المواجهات، شهدت الأراضي السورية يوما داميا مع اقتراب عيد الفطر المبارك، فقد أعلن المجلس الوطني السوري أن الهلال الأحمر أحضر إلى مشفى دوما يوم أمس الجمعة 7 جثث بينهم طفل، مذبوحين من الرقبة وأيديهم مكبلة من الخلف. وأوضح المجلس أن 6 من الجثث وجدت في مزارع الشيفونية بالقرب من الريحان، ولم تعرف هويات القتلى لعدم حملها ما يعرف عنها، إلا أن مصادر أشارت إلى أنه يعتقد أنهم "مذبوحين" منذ فترة. كما تم إحضار 7 جثث أخرى لأشخاص بعد أن اعتقلهم الأمن السوري مع شخص ثامن من أحد المدارس في عدرا وهم يعملون على إعداد سلل إغاثية للعائلات الفقيرة، فقامت القوات الأمنية باعتقالهم وأمرت بإعدامهم، رمياً بالرصاص على الطريق الدولي. إلا أن أحدهم كتبت له النجاة، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون، وركض باتجاه مزارع مدينة دوما وأحضر عناصر من الجيش الحر لانتشال الجثث، تحت أزيز رصاص القناصة الذين راحوا يطلقون النار على كل من يحاول إنقاذهم، وكان بينهم طفل مُصاب. وتمكن الجيش الحر -بعد عدة محاولات- من سحب الجثث، ولكن الطفل استشهد مع الستة الآخرين بعد تأخر إسعافه بسبب كثافة القنص. من جهة ثانية، أفادت لجان التنسيق بسقوط 157 قتيلاً برصاص قوات النظام السوري اليوم، فيما قالت هيئة الثورة السورية إن حي العسالي في دمشق يشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام. أما في حلب، فقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات جيش النظام وعناصر الجيش الحر في حي صلاح الدين، وأضافت أن قذيفة سقطت على مبنى سكني في حي السكري بحلب وقتلت العشرات.