أفرجت إدارة امن البيضاء مساء أمس عن الشاعر مجيب الرحمن غنيم بعد أن كان قد اعتقل لساعات في إحدى النقاط العسكرية أثناء رحلته الى رداع للمشاركة في أمسية شعرية ينظمها المشترك بمشاركة عدد من شعراء المحافظة. وكان الأمن قد توعد بمنع الأمسية بعد أن فشل في منع اعتصام للمشترك صباح أمس في رداع واعتقل عددا من الأحداث والشباب أثناء توزيع ملصقات الأمسية الشعرية ولا يزالون معتقلين حتى اللحظة, فيما تم إقامة الأمسية بدون مشاركة مجيب بنجاح رغم قطع التيار الكهرباء على المنطقة بالكامل. وقد لاقت عملية الاعتقال بحق الشاعر مجيب الرحمن غنيم استنكارا واسعا في الأوساط الحقوقية والصحفية والأدبية. وأكد محامون وصحفيون في تصريحات ل"الصحوة نت" أن البلاد تعيش حالة طوارئ غير معلنة, وحادثة اعتقال مفكر وشاعر تكون اشد جريمة كما حدث لمجيب الرحمن, معتبرين إقدام السلطات اليوم على اعتقال الشاعر غنيم ومنع الفنان فهد القرني من المشاركة في مهرجان دائرة طلاب الإصلاح في المكلا السبت الماضي تعبر عن نوع من الهستيريا الواصلة حد الضيق بكل صوت ينتصر للناس وللبلد. اعتقال الشاعر مجيب الرحمن مثل صدمة لرئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين جمال أنعم الذي قال: " لقد صدمت بهذا الأجراء بحق الشاعر مجيب غنيم، وهو حسب معرفتي به شاعر فريد له حضوره الخاص في عالم الشعر الشعبي والجماهيري، وباعتقادي انه يثمل ظاهرة في ساحتنا وأ عده من القامات المهمة في ساحة الشعر الشعبي عموما، لاسيما الشعر المرتبط بالهم الوطني العام". وأضاف الكاتب والصحفي جمال انعم في تصريح ل"الصحوة نت" عرفنا غنيم من خلال الزخم الجماهيري الكبير الذي حفل به السنوات الأخيرة، ووجوده الدائم في كل مكان أذهب إليه في البلاد. ووصف الأديب والصحفي جمال أنعم الشاعر غنيم بأنه " قصيدة معبرة عن الشارع بصدق وجرأة, وعن هموم الشعب اليمني المتعب والمكدود". ولفت إلى تفاصيل معرفته بالشاعر غنيم, والتي كانت في العام الماضي " وجدت فيه شاعرا أصيلا محترفا بأوجاع شعبه ووطنه فضلا عن الإخلاص لمجتمعه ولشعره, ومعه شعرت بأنفاس الوطنيين من الشعراء الأحرار. ويشير رئيس لجنة الحقوق والحريات في نقابة الصحفيون في سياق حديثة أن مجيب الرحمن يمثل امتداد صادق وحقيقي للروح الوطنية لدى أولئك الرجال العظام الذين ارتبطت أسماؤهم بالثورة وبالحرية وبالعدالة وبالكرامة وبالآمال والأحلام الكبرى، التي رخصت في سبيلها دماؤهم. واصفا ما أقدمت عليه السلطات اليوم بأنة يعبر عن حالة من الهستيريا الواصلة حد الضيق بكل صوت ينتصر للناس وللبلد، كون غنيم حمل في شعره قضايا اليمن الكبرى وبشعره السياسي والاجتماعي, فهو شاعر متدفق وصاحب نفس طويل، ورؤية نافذة، تعرف مكامن الخلل وتشير إليه بذكاء، ويملك لغة ساخرة تزعج بالطبع الخيانات المصورة. وتساءل متعجبا من أفعال السلطة بحق الفنانين والشعراء بقولة: بالأمس تم في أكثر من مكان التضييق على الفنان فهد القرني في محاولات لمنعه من إقامة فعالية هنا أو هناك واليوم يتم التقطع للشاعر غنيم بهذا الأسلوب المدان، و لا ندري هل تريدنا السلطة أن نصل إلى درجة السباب، تصريحا بقول القصيدة، لا تروق بالطبع للنظام والسلطة. وعبر عن خشيته أن يظهر من الحكومة من يطرح مشروع لتقنين الشعر وتقنين مختلف الأداءات الإبداعية والفنية. وارجع الأديب جمال انعم اعتقال السلطات للشاعر غنيم لان رسالته قد وصلت، وأن تأثيرها صار حاسما، مشيرا إلى أن السلطة تمنحنا روح معنوية عالية باعتقال شاعر كمجيب, وبالطبع تظن نفسها بهكذا إجراء في أكثر مما تأمل، ومن أمثال مجيب من الشعراء لا يمكن إسكاتهم، ولا إبعادهم ولا زجهم هكذا ببساطة في معتقلات السلطة. وطالب انعم إزاء ما حصل اليوم بوقفة جادة من الجميع تحد من هذا التمادي والصلف، لاسيما ومجيب الرحمن غنيم يعبر بالشعر ولا يحمل سلاحاً، ولا يقود تمردا، وهو يشتغل في قلب الهم الوطني. معبرا في السياق ذاته عن تضامنه معه شخصيا باعتباري – يضيف أنعم - أحد جمهوره العريض, وباعتباري صحفي يهمه هذا الصوت الجريء والحاد، داعيا اتحاد الأدباء والكتاب بأن يقف مواقف جادة إزاء حالات كهذه بحيث يكسر نخبوية الاهتمام, ويبتعد عما يمكن أن يجعله في دائرة الانتقائية، ذلك انه ليس مهما أن يكون مجيب عضوا في اتحاد الأدباء، يكفي أنه عضوا في هذا الوطن الكبير الذي تحاول السلطة اليوم إخراس صوته بشتى الوسائل والسبل. من جهته قال المحامي خالد الانسي, المدير التنفيذي لمنظمة "هود" للدفاع عن الحقوق والحريات, إن اعتقال مفكر وأديب وشاعر يكون اشد جريمة, واصفا الاعتقالات التي تقوم بها السلطة يوميا بأنها جرائم ضد الدستور والقانون. وأشار الانسي في تصريح ل"الصحوة نت" إلى أن البلاد تعيش حالة طوارئ غير معلنة, وهذه نتاج لممارسات حالات طوارئ . ولفت المحامي الانسي إلى انه يفترض لو كانت هناك دولة مؤسسات آن يحال من قام بالاعتقال إلى المحاكمة والمحاسبة. وكان الشاعر الشعبي "مجيب الرحمن غنيم" شارك صباح أمس في اعتصام مدينة رداع دعا إليه اللقاء المشترك، وتعرض لاعتقال عصراً في إحدى النقاط العسكرية بالبيضاء حيث كان في طريقه الى عاصمة المحافظة لإحياء أمسية شعرية مع عدد من الشعراء نظمتها أحزاب المشترك بالمحافظة مساء أمس.