أطلقت المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن والتي يبلغ تعدادها 89 منظمة دولية ومحلية ،بالاضافة إلى 60 منظمة غير حكومية دولية الثلاثاء الماضي من مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي 2013 بحضور وزيرة حقوق الانسان حورية مشهور وعدد من المسؤولين في وزارة التخطيط والتعاون الدولي وممثلي تلك المنظمات في اليمن .. وهي ليست المرة الأولى ،فقد سبق لهذه المنظمات وفي نفس هذا الموعد من العام الماضي أن أطلقت نفس الخطة للعام 2012 . تعتقد هذا المنظمات أن اليمن تعاني واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، ذلك أن 5.25 مليون شخص يفتقرون بشدّة إلى الأمن الغذائي ،و 5.3 مليون آخرون مهددون بخطر الافتقار الشديد للأمن الغذائي . كما أن هناك نحو مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ، منهم 150,000 طفل معاناتهم شديدة. وفوق ذلك هناك 13 مليون شخص يعانون محدودية في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب ، و 70 % من سكان المناطق الريفية يفتقرون إلى مرافق الصرف الصحي المناسبة و 6 ملايين شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية ، بما في ذلك رعاية الأمومة والطفولة..ولا تقف حدود المأساة اليمنية عند هذا الحد ،فهناك جملة من الأمراض المعدية تفتك بالكثيرين ومواجهتها يشكل تحدياً مهماً لتلك المنظمات ولنا كيمنيين.. ولا تقتصر مأساتنا عند هذا الحد ،فبسبب قربنا الجغرافي من المناطق المنكوبة في القرن الأفريقي، فإننا نواجه موجات نزوح متزايدة للاجئين من تلك الدول ، بلغت معدلات قياسية ، حيث تستضيف البلاد حالياً 270,000 لاجئ (237,000 وفقاً لآخر الأرقام التي أعلنتها مفوضية الأممالمتحدة للاجئين) ، و 37,000 مهاجر.وكأنه لم يكن يكفينا ذلك الرقم المخيف من اللاجئين الأجانب ، فانضم إليهم 430,000 نازح يمني . المخيف في تلك الأرقام أنها زادت عما كانت عليه في خطة العام الماضي بمعدل 27 بالمائة، رغم ارتفاع معدل الاستجابة للنداءات الإنسانية ثلاثة أضعاف وزيادة قيمة التمويل الدولي المخصص من 121 مليون دولار عام 2010 إلى 329 مليون دولار عام 2012، وهذا المبلغ لم يمثل سوى نصف ماكانت تطالب به المنظمات الإنسانية عام 2012 حيث طلبت 600 مليون دولار.. كل هذه الأرقام تشير بوضوح شديد إلى أننا نحرث في البحر وأننا أمام خطر حقيقي وأن تفاديه أو التخفيف من حدته في ظل الوضع الحالي وطريقة إدارتنا للأزمة وللبلاد عموماً .. وبعد إدراك هذه المأساة ترى هل مازال يحق لسياسيينا أن يتصارعوا ؟! على ماذا تتصارعون إذا كنتم لا تستطيعون وقف مثل هذه المآسي . تحدثت عقب اللقاء إلى الأستاذة حورية مشهور وزيرة حقوق الانسان عن الأمر ، بدت هذه السيدة الفاضلة مصدومة ولم تزد على أن قالت إن هناك من يتعامل مع الأوضاع بدناءة ويريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب آلام الناس وأوجاعهم ... أيها الساسة قفوا وتأملوا أي يمن تريدون أن تحكموا ! [email protected] *الجمهورية