علم الله أنني كنت أنتظر هذا الموقف منذ وقت بعيد لما علمت من وقاحة الحثالة البشرية الذين أطلقوا على أنفسهم إسرائيل. الخبر الجديد هو أنهم سيطالبون بتعويضات أي قيمة ما تركوه من بيوت وأثاث عندما غادروا البلدان التي كانوا يعيشون فيها ومنها اليمن. وإذا كانوا قد سرقوا بلدا كاملا وأريد لهم أن يحلو محل أهله الذين عاشوا فيه منذ آلاف السنين، إذا كانوا قد عملوا ذلك فهل يستغرب أن يطالبوا البلدان التي قصرت فسمحت لهم بالذهاب إلى فلسطين ليكونوا شوكة في عين كل مسلم، نعم شوكة في عين كل مسلم لا لسبب إلا لأنه مسلم وليس غير ذلك. في الوقت الذي كانت أغلب الدول العربية تحت ما يسمى بالاستعمار هاجر هؤلاء الأشرار وكانت الدول التي يعيشون فيها تحت سيطرة المستعمر فما كانوا يستطيعون رفض سفرهم من البلدان التي عاشوا فيها آمنين مطمئنين تحت سماحة الإسلام وحتى اليمن التي لم تكن في شمالها تحت الاستعمار سمحت بسفرهم لأن الحكام كانوا في غفلة عما يجري في العالم من مؤامرات ومخططات أو كانوا يعلمون لكنهم كانوا في شلل تام. قرأنا في شريط الأخبار في قناة الجزيرة أن إسرائيل ستطالب بتعويض عن أملاكها التي تركتها ومنها في اليمن مع أن كل من في اليمن يعرف أنهم حين غادروا اليمن باعوا كل ما يملكون من بيوت وأثاث. فهم يريدون مكافأة لاغتصابهم أرض فلسطين. يريدون قيمة ما تركوه- كما زعموا ومع أنه في الشريعة الإسلامية يصير ملكا لدولة الإسلام إذا كانوا غادروا البلاد بمحض إرادتهم ومع ذلك فقد تسامح الناس وأعطوهم ثمن كل ما تركوه حتى المسمار. وإن يعرف طبيعة اليهود لا يستغرب ذلك، ونحن نعلم أن هناك من سيؤيدهم بهذه المطالبة كأمريكا وربما تستخدم الأممالمتحدة في ذلك، وسيصورون الأمر كما لو كانوا تركوا ديارهم مكرهين مع أنهم غادروها أي غدروها وذهبوا بنية العداوة والعزم على الاعتداء، وقد كان يصرح بهذا العاديون منهم، إذ يقولون لمن يعيشون معهم سنذهب ونأتي بالطائرات لنضربكم بها. فهل سيواجه هذا الطلب بحزم ويقال لهم: لقد كل ما كان لكم فكيف تريدون ثمنه مرة أخرى، مع أنكم عدو محارب يستحق أن يؤخذ كل ما يملكه. ولكنه الطبع اليهودي المعروف بعبادة المال، وما كانت عبادة العجل إلا لأنه ذهب. وإن شيلوك التي ذكرها شكسبير خير دليل على نوع اليهودي وجشعه القبيح. يجب أن يواجه هذا الطلب بالقول: إنكم يجب أن تطردوا من فلسطين بدلا من منحكم مكافأة على اغتصابها، إننا ننتظر طردكم من هذه الأرض وعودتها لأصحابها أيها اللصوص.