أكد الدكتور "أحمد قاسم عتيق" استاذ الاجتماع في جامعة صنعاء عضو مؤتمر الحوار الوطني أن لا تمديد للرئاسة ومؤتمر الحوار ، مشيرا إلى أن هناك ضغط في اتجاه سرعة تنفيذ المبادرة الخليجية والانجاز وليس التمديد وإن حصل تمديد فمن باب الاعتراف بأن هناك عجز في المرحلة الانتقالية وخاصة في مسألة هيكلة الجيش والأمن ، كما أن هناك عقبات كبيرة وخاصة في حل القضية الجنوبية وإعادة المسرحين من أعمالهم وإعادة ما نهب من الأراضي والممتلكات . وقال عتيق وإذا لم تستطع المرحلة الانتقالية أن تنجز هذه الأمور فانه يظن بأن هناك حاجة للتمديد ولكن هذا الظن ليس حقيقيا حتى الآن . وفي الندوة التي نظمتها منظمة الحقب الثقافية بدمت بالضالع بعنوان "الحوار الوطني .. آفاق وتحديات في ضوء القضايا الاجتماعية والسياسية " قال عتيق أن الامكانات المادية واللوجستية صارت تقل وتتناقص بشكل كبير ، لا سيما وأن هناك أطراف في الخارج يعملون على زرع المشكلات وإيجاد عقبات كبيرة في انجاز المبادرة الخليجية وانجاز اليمنيين حقوقهم في الفترة المحددة وبالتالي هناك ضغط باتجاه الانجاز وليس غيره . وقال عتيق أن القوى السياسية حريصة كل الحرص على اشراك كافة القوى في الحوار الوطني سواء في الداخل أو الخارج واليمنيون في الخارج هم يمنيون مواطنين مثلنا في الداخل ولكن من يصر على إقصاء نفسه ولا يريد أن يشترك في مؤتمر الحوار فهذه مشكلته ، ومن أراد أن يثبت ولائه للوطن سواء في الشمال أو الجنوب فلا بد أن يقترب من الحوار ومن يدعي حرصه على الجنوب عله أن يطرح مشكلته واضحة وجلية والمظلومية في الجنوب واضحة وقوية ونقية . وقال عضو الحوار الوطني عتيق أن لا قيمة للاعتذارات التي يطالب بها البعض للجنوب وصعده ما لم يكن هذا المعتذر قادر على التنازل عن حق الناس من الأراضي والممتلكات وردها إلى أهلها واشعار الإخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية بحقهم في المواطنة المتساوية ، بل وإعطائهم ما هو أكثر من ذلك لأنهم بحسب قوله أصحاب مشروع مدني قبل أن يأتي الحديث عنه من أي جهة وتنازلوا لأجل الوحدة اليمنية عن دولة كاملة السيادة ، كما أن انصافهم أمر واجب حتى يتجاوز اليمن ما هو فيه . وقال استاذ الاجتماع إن تجاوز أي يمني أمر مستحيل وسيجر وبالا ونكالا على هذا البلد ، لافتا إلى انه إذا ما أردنا أن نصل بالبلد إلى يمن آمن ومستقر فأنه لا بد من الاعتراف بأننا نعيش في هذه الأرض تحت سلطة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية التي تنظر إلى المواطنين بعين واحدة دون تمييز لا للجنس أو اللون أو غيره. من جانبه قال الدكتور "عبد الجبار الشغدري" أن ثمة مشكلات ومعضلات تواجه اليمنيين وليس هناك عصى سحرية يمكن من خلالها حل تلك المشكلات ولكن السؤال من أين نبدأ وما هي المهام المباشرة أمام المتحاورين والقوى السياسية وفي رده على سؤال عن نبرة الشكوى التي تفهم من حديثه عن المعوقات التي واجهت مؤتمر الحوار الوطني وخصوصا عدم تنفيذ النقاط العشرين قال الشغدري انه لا يشكوا بقدر ما ينبه إلى عدم تجاوز المشكلات والقضايا العديدة التي تأتي في مقدمتها القضية الجنوبية والتي يتوقف عمل كثير من اللجان داخل مؤتمر الحوار كقضايا بناء الدولة وشكلها وكثير من الحلول على حل هذه القضية باعتبارها القضية المركزية . وأضاف : إذا أردنا أن نلج إلى المستقبل وبالنسبة للقضية الجنوبية فلا يمكن لأي شخص أن يحاور أو يقبل بأي حل وهو مطرود من وظيفته وبيته منهوب ونريد منه أن يأتي ليتحاور مع الناهب ، المسألة ليست كذلك ، المسألة هي أن هناك تسامح فيما بين اليمنيين وقبلنا بأن هناك قضايا يتحملها في الفترة الماضية كل الناس بمسئولية وأقل شيء أن نعتذر عن الحروب وليس معنى ذلك أن نعتذر للجنوب أو لصعدة فقط وإنما نعتذر لأنفسنا عن الخطايا التي كانت تقودنا إلى الحروب ، وأن نخلق ثقافة وطنية واسعة عند اليمنيين لمنع الحروب وهذا هو الهدف الرئيس . وقال إن من النقاط العشرين ما يمكن أن نحققه الآن . الشيخ "عبد اللطيف البيل" أن واجب المرحلة يقتضي على الجميع أن كل يتحمل مسئوليته فالبلد بلد الجميع وليس هناك من يتحمل المسئولية بمفرده وكلنا شركاء في المسئولية والمرحلة انتقالية ، مؤكدا أن الجميع متفقون على تنفيذ النقاط العشرين المطروحة وليس هناك من يعارض تنفيذها وإنما المسألة تكمن في مراعاة تنفيذ تلك النقاط لا سيما بشكل يتوافق مع الجهد والمصلحة الوطنية سيما وأن امكانات الدولة المادية قد لا تستطيع تحمل أعباء النفقات التي نصت عليها تلك النقاط دفعة واحدة . وقال عضو شورى الاصلاح المحلية بإب أن الجميع يدرك حجم الظلم الذي وقع على الجنوب وأن مسألة إعادة الحقوق والمملكات المنهوبة ، مسألة لا غبار عليها ولا يختلف حولها اثنان ، بقدر ما يتعلق الأمر بموضوع المعالجات والطريقة التي يجري بها معالجة تلك القضايا . وقال البيل أن الاخوة في الجنوب تنبهوا لحجم الظلم الذي قع عليهم خلال الفترة الماضية نتيجة لمستوى الوعي وطبيعة المجتمع المدني في الجنوب ولذلك لم يقبلوا باستمرار بقاء الظلم عليهم ، بينما نحن في المنطقة الوسطى للأسف الشديد ومع استمرار الظلم علينا لم نتنبه لذلك وإلى اليوم لم نشتكي بعد وفي ورقة له بندوة الحوار آفاق وتحديات بالحقب قال البيل أن اليمنيين اليوم وعبر مؤتمر الحوار يؤسسون لمرحلة جديدة وأن مخرجات الحوار الوطني هي عبارة عن موجهات لصياغة دستور وقوانين . وقال أن الشعب اليمني يعول على مخرجات الحوار الوطني فمستقبل اليمن بيد المشاركين في مؤتمر الحوار وعليهم تحمل مسئوليتهم ولا عذر لهم من قبيل أن هناك جهة هي التي تتحكم وتفرض رؤاها وإن كان هناك فعليهم أن يكشفوا ذلك للشعب الذي يعول عليهم في حل كافة المشكلات والقضايا الوطنية . .وفيما يتعلق بقضية الاعتذار والفتوى قال القيادي الاصلاحي أن الجميع مطالب بالإنصاف ، إذا كان الدكتور الديلمي ينفي ما أشيع عنه ولم يحصل أن أصدر الاصلاح فتتوى ، ونحن نطالب بإثبات هذه الفتوى وإذا ما ثبت ذلك فاعتبرونا على أكمل الاستعداد للاعتذار وليس هناك أي مشكلة في موضوع الاعتذار وفيما أكد البيل رفض الاصلاح للتطرف وفتاوى التكفير وغيرها ، اثنى على الحزب الاشتراكي اليمني باعتباره كان أول الاحزاب على الساحة اليمنية مسارعة إلى مراجعة ماضية واعترف بأخطائه وقدم اعتذاره للشعب اليمني في بادرة ايجابية ، وندعو بقية القوى السياسية مراجعة حساباتها وليس عيبا الاعتراف بالإخطاء إن وجدت هناك أخطاء ، كما أن على الاحزاب السياسية ترتيب أوضاعها الداخلية . وأمل البيل في سياق حديثه عن ترتيب الأوضاع الداخلية للأحزاب السياسية ، أمل على الاخوة في المؤتمر الشعبي العام ترتيب أوضاعهم وإن يصلوا إلى توافق على الأقل ، لأن هناك خلافات وجدل وتباين وهذا بدوره يؤثر على الحياة السياسية برمتها باعتباره حزبا كان حاكما ولا يزال وله تأثير في الساحة الوطنية وبالتالي فإن أي لاف أو تشرذم سينعكس تأثيرها على الساحة الوطنية . وقال أننا في الاصلاح صحيح أن لدينا الكثير من الملاحظات ونعمل جاهدين لتجاوز ذلك خلال المرحلة القادمة ، سيما ونحن مقبلين على تأسيس مرحلة نجسد من خلالها الديمقراطية قولا وفعلا سواء داحل الكيانات السياسية وفي المجتمع وكما نسعى لتجسيدها في الاطار العام فلا بد من تفعيلها داخل الاحزاب . وبالنسبة للاعتذار أكد البيل توافقه مع ما طرحه الدكتور الشغدري في ضرورة الاعتذار لبعضنا البعض على مستوى الشمال والجنوب ، غير انه يخالفه في مسألة الاعتذار من طرف لطرف وهو ما يعتبرها دعوة قد لا تكون بريئة- حسب قوله - على أساس أن الاعتذار إذا سينهي المشكلة ، مؤكدا أن الدعوة للاعتذار إذا ما كانت بريئة وتعمل على ومعالجة القضية فسنعلنها اليوم من هنا .، داعيا في الوقت ذاته الى الاعتذار لبعضنا البعض وأن ننطلق إلى المستقبل وقال القيادي الاصلاحي أن المنطقة الوسطى تمثل قلب اليمن وإذا حملت مشروع صغير في إطارنا الجغرافي وتحول الناس فيها إلى قطاع طرق فستدمر البلد بأكملها وهذه حقيقة ، ولكننا نؤكد للجميع بأننا مجتمع مدني كان ولا يزال حامل لمشروع الوطني ومشاريع التغيير من سبتمبر وأكتوبر وحتى اليوم ودور المنطقة سيأتي انشاء الله . وطالما والشعب ماضي إلى استكمال انتزاع حقه في أن يكون صاحب السيادة فأبشركم أن المنطقة ينتظرها دور كبير وستأخذ حقها كغيرها من المناطق اليمنية والمنطقة حبلى بكوادرها في شتى المجالات العلمية وستنال مكانتها الطبيعية على مستوى الخارطة الطبيعية . حضر الندوة مدير عام مديرية دمت "سلطان فاضل" وقيادات سياسية وشبابية ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المهتمين والمثقفين .