قال مصدر حكومي في محافظة الجوف اليوم الخميس إن الوضع الإنساني والطبي في المحافظة تراجع بشكل مهدد وإن أغلب المدارس الحكومية أغلقت أبوابها أمام الطلاب. وقبل أيام,أعلن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن نزوح 1141 أسرة، تضم حوالي 8 آلاف شخص منذ بدء المواجهات المسلحة بين الحوثيين، وقوات القبائل والجيش، في محافظة الجوف شمالي البلاد. وتشهد المحافظة منذ أشهر عدة مواجهات مسلحة بين قوات الجيش مسنودة برجال القبائل ومسلحين حوثيين يحاولون السيطرة على مناطق حيوية في المحافظة. وذكر المصدر إن عدد كبير من المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء وكبار السن يعانون بشدة بسبب تردي الأوضاع الإنسانية ونقص المواد التموينية إثر المواجهات المسلحة. وأوضح إن عدد من جرحى المواجهات بالإضافة إلى المدنيين لا يحظون بفرص جيدة للعلاج والتداوي في مناطق قريبة في المحافظة التي تشهد غياب للمراكز والمستشفيات الصحية التي تقدم جراحات أولية، ويحتم على المصابين بجراحات بليغة نقلهم إلى العاصمة صنعاء. وأضاف إن العملية التعليمية في المحافظة شلت، مع نزوح المعلمين وإغلاق المدارس لتعرضها للقصف وتمركز المسلحين من الطرفين فيها. وفي تقريرها الشهي أشارت منظمة اليونسيف,إلى أن "أغلب النازحين من النساء والأطفال، ونزحوا داخلياً إلى مديريات مختلفة بمحافظة الجوف ويقيم معظمهم في العاصمة (الحزم) مع أهلهم والبعض الأخر في مرافق حكومية مثل المدراس". وأوضح التقرير أن احتياجات النازحين تتمثل في المأوى والمواد الغذائية والملابس والخدمات الطبية. وأوضح أن صندوق الطوارئ الخاص بالأممالمتحدة سيقدم قريباً خدمات صحية في ست مديريات بدعم من منظمات انسانية، بعد تقييم احتياجات النازحين والسكان المتضررين من الصراع الدائر منذ أشهر. وفي تصريحات سابقة,قال رئيس مؤسسة الجوف للإعلام والتنمية, مبارك العبادي, إن النازحين يعيشون حالة مأساوية لعدم وجود أي اهتمام بقضيتهم رغم افتقارهم لأبسط مقومات الحياة. وأشار إلى أن مئات الأسر نزحت عن منازلها خوفاً من الموت وبعضها لتهدم منازلها جراء القصف خاصة من قبل الحوثيين الذين فجّروا ثلاثين منزلاً في مديرية الغيل. وأوضح أن أغلب النازحين يقيمون عند أقاربهم رغم فقرهم حيث تتكدس تسع أسر في منزل صغير, وبعضها لم تجد مكاناً غير المدارس وأخرى في الأعشاش بالعراء. وانتقد العبادي غياب الدور الرسمي والمنظمات الإنسانية تجاه أوضاع النازحين وعدم قيامها بواجباتها في المسارعة بتوفير أماكن للإيواء والمواد الغذائية المطلوبة. يشار إلى أن اليمن يضم أكثر من 300 ألف نازح داخلي، نزح أغلبهم منذ سنوات إلى مناطق في محافظاتحجة وصعدة وصنعاء وعمران خلال السنوات الماضية.