تطل علينا مناسبة عظيمة -مناسبة عيد الأضحى- انتهز فيها الفرصة لتقديم اسمى آيات التهاني والتبريكات لكل الزملاء الطلاب الدارسين في جمهورية الهند بصفة عامة وفي ميسور بصفة خاصة سائلاً المولى عز وجل ان يوفق الجميع لكل خيرٍ و سؤدد. لعلها فرصة طيبة لنستذكر معاً دروس الماضي لنستلهم عِظَم هذه الذكرى الطيبة التي خصَّ الله بها المسلمين، أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، انها قصة سيدنا ابرهيم وولده اسماعيل عليهما السلام وكيف ان التضحية بالولد -استجابة للمولى عز وجل -شكلت جوهر القصة وان اختبار النفس البشرية هي المحك في هذا السرد القصصي القرآني... إن من ثمرة نجاح سيدنا ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام في هذا الابتلاء العظيم أنْ خلد ذكراه القرآن الكريم، قال تعالى : ((وفديناه بذبحٍ عظيم)) لستُ هنا بصدد الحديث عن هذه القصة، التي يعلمها كل المسلمين، ولكن استوقفني فيها التجرد في خدمة القضية الساميه في أبسط صورها، ناهيك عن انها فريضة ربانية.. ومن هنا يمكن القول ان صناعة المجد لا تأتي من تقنيناتٍ جوفاء او مسميات عقيمة او شعارات فارغة، بل من حقائق واقعية و ممارسات ملموسة تتجلى فيها صور التجرد و تتفرد فيها نماذج التضحية.. وعليه فإن من لا ينكر ذاته من أجل الغايات السامية والهدف التربوي والأخلاقي والإيماني العام سيصطدم حتماً مع انسانيته اولاً التي تفرض عليه واجباً انسانياً تجاه بني جنسه، ثم يصطدم ثانياً مع نفسه ليجد نفسه معزولاً لاهثاً وراء سراب الذات المزعومة... فالأصل في مقومات العنصر البشري بشكل عام هو التكافل ، ناهيك عن خصوصية هذا العنصر في المجتمع المسلم ف"خير الناس انفعهم للناس".. وبالاشارة لما سبق فإن أي عمل نقابي طلابي لاينطلق من تلك الأبجديات –الغايات السامية في إطار المجموع والعام بعيداً عن الشخصنة والتجيير لأمجاد الفرد والذات- يظل عملاً حكروياً فارغاً أجوفاً يمثل صاحبه فقط بمرحلة آنية تسقط بسقوطه وتزول بزواله،وسيغدو مصيرها الفشل.. العمل الطلابي هو انعكاسٌ طبيعي لتوجهات الفرد القِيَمية في منظومة العمل الطلابي ككل ،وإن بناء و تنمية قيم التجرد و التكافل بعيداً عن النفعية الفردية والأنانية الطاغية كانت- و لم تزل- احدى اهم الركائز القيمية لاتحاد الطلاب اليمنيين- ميسور -بعون الله وفضله ومنته سبحانه- حيث لا حضور فيها للأسماء بل للفكرة يقودها اعضاء وأفراد، وهم أنفسهم وكلهم منقادون للفكرة وللفكرة وحدها وليس وراء شيئ آخر .. ومن هنا فإن هذا الكيان الطلابي الطوعي الجميل بفكرته السامية يستند الى الهم الطلابي كركيزةٍ اساسية في عطائه و انتاجه، وليس الى رؤى وهمية عبثية أو فردية (شطحوية أنانية ذاتية)... لقد غدا هذا المفهوم -بحمد الله- حقائق مدروسة و منطلقات ناضجة ملموسة وأصبحت جزءاً من الصِّبغة البنوية التكوينية لهذا الاتحاد - بعون الله وفضله ومشيئته سبحانه – هكذا حين ينقاد الكل وراء الفكرة من غير شخصنة أو تجيير للفرد مهما كان عطاء هذا الفرد أو موقعه، فإن موقعه الجميل كقيادي مؤثر ينبثق من وعيه أنه تبعاً لغايات وأفكار ناضجة سامية لا يجوز له التصرف بخطها العام النبيل الذي عشقه الجميع كأعضاء واحترمه آخرون خارج إطار النقابة.. *عضو اتحاد الطلاب اليمنيين بالهند