سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العرب القطرية: مساعي للرئيس صالح للقاء قيادات للحراك في القاهرة سكان الضالع وتجارها يضغطون باتجاه التهدئة وتقليص أيام الإضراب إلى يوم في الشهر، والحراك يستجيب لتفويت الفرصة على المؤتمر
فرفت قوات الأمن بالضالع صباح أمس مسيرة سلمية دعا لها الحراك الجنوبي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في إطار ما يعرف بيوم الأسير. وقال شهود عيان - للصحوة نت - أن قوات الأمن المركزي قمعت المسيرة بالقوة حيث استخدمت الرصاص الحي والقنابل لمسيلة للدموع لتفريق المئات من المتظاهرين الذين جابوا الشارع العام. وقد جاءت مسيرة الضالع أمس الاثنين وفقا لتأكيدات مصادر في الحراك الجنوبي بالمحافظة عزم قيادات الحراك تقليص فترة الإضراب إلى يوم واحد فقط كل شهر بدلا عن كل أسبوع ابتداء من الأسبوع الذي لم يشهد أي دعوة للإضراب وتحول إلى خروج مسيرة قامت قوات الأمن بالضالع بتفريقه بالقوة. وتأتي هذه الخطوة وفق مصادر مطلعة استجابة لدعوات مختلفة للحراك والسلطة بتهدئة الأوضاع والكف عن حالة التأزيم المستمر من قبل الطرفين والإصغاء للغة العقل والمنطق، وعقب تعرض قوى الحراك بالمحافظة لضغوطات كبيرة من سكان عاصمة المحافظة والتجار وبائعوا القات وغيرهم باتجاه التهدئة خاصة بعد أن سادت حالة السخط والتذمر التي عمت في أوساط التجار والباعة في المدينة. وقالت مصادر مطابقة إن لجنة مكونة من عشرة أشخاص من بائعي القات الذين يوردون إلى أسواق عدن ولحج والحبيلين والضالع قد التقت الثلاثاء الماضي بعدد من قيادات الحراك شرحوا لهم خلالها ما تعرضوا له من أضرار وخسائر مختلفة في تجارتهم ومصدر رزقهم سواءً من خلال منع الناس من الوصول إلى أسواق القات أو من عدم تمكنهم بعد جلب القات من دمت وقعطبة والشعيب من تجاوز المنافذ المؤدية إلى الأسواق التي يتم إغلاقها، وهو ما يعني تلف القات وتكبدهم لخسائر فادحة في كلا الحالتين. وقد شكل الإضراب الذي تنفذه قوى الحراك الجنوبي مشكلة اقتصادية للتجار والباعة المتجولين وأصحاب الفرشات والمطاعم والبوفيات والمخابز وغيرها من القطاعات. وأكبر أزمة مالية أنتجتها أعمال الشغب والإضراب بمراكز الاتصالات والانترنت التي هي ملزمة بتسديد فواتير الاشتراك الشهري لشركات الاتصال كقيمة كروت تفعيل يدفع ثمنها مقدماً. وكانت مدينة الضالع قد شهدت الاثنين الماضي إضرابا عاماً شوهدت شوارعها ومحلاتها شبه مشلولة من حركة السير والبيع والشراء منها ما هو تضامناً مع دعوات الحراك ومنها ما هو بدافع الخوفً وخشية التعرض لإطلاق نار أو اعتداء أو إحراق من نشطا الحراك وفق المصدر. وفي سياق متصل كشف مصدر بمؤتمر الضالع عن خطة جديدة للحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" بالضالع يسعى من خلالها إلى إشراك قواعده في المديريات الخمس في التصدي لما يصفه بأعمال الشغب ومحاولات فرض الإضراب بالقوة والدعوات الانفصالية وهو ما رأى فيه مراقبون خطوة لزرع الفتنة بين أبناء تلك المديريات ونقل الصراع إلى أوساط المواطنين. وقد بدأ في تنفيذ ذلك مساء الخميس الماضي حيث جند العشرات من أعضائه للخروج إلى الشارع لمواجهة المتظاهرين وكانوا على استعداد لذلك وفقا لما نقلته مصادر صحفية؛ إلا أن إفشال المسيرة من قبل الأمن ساعد في تنفيذ المهمة وحال دون قيامهم بأي عمل من هذا القبيل. يأتي ذل في وقت كشفت أن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح الأحد الماضي إلى مصر كان للبحث في سبل تهدئة الوضع المشتعل بالجنوب عبر اللقاء بعدد من قادة الحراك. و نقلت صحيفة العرب القطرية عن مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة إن الرئيس صالح سيحاول في زيارته القصيرة لمصر لقاء أو الترتيب للقاء عدد من قادة الحراك الجنوبي في مقدمتهم حيدر أبو بكر العطاس رئيس وزراء دولة الوحدة السابق، والذي يصنف على أنه يمثل الجناح المعتدل في القادة الجنوبيين، مشيرة إلى أن العطاس الذي يقيم متنقلا بين الإمارات والسعودية، كان قد كشف في تصريح عبر الهاتف ل «العرب» قبل أيام عن زيارة وشيكة للقاهرة دون أن يربطها بزيارة الرئيس صالح. وتوضح المصادر الدبلوماسية العربية في تصريحها، أن الرئيس صالح يسعى لإقناع مصر بالدخول على خط المصالحة والتهدئة باليمن، وأن السعودية تحاول لعب دور أيضا في هذا الصدد، لكن لم تبلور حتى الآن خطة مصرية سعودية للتحرك، وأن التوجه القائم هو دعم لقاءات ثنائية قد تتم بين صالح وعدد من قادة المعارضة خاصة الجنوبية سواء بمصر أو السعودية، اللتين تشعران بقلق متزايد بسبب الأحداث الدائرة باليمن, وتأثير ذلك على المنطقة برمتها خاصة في ظل مخاوف الدولتين من استفادة إيران من هذا الوضع.