انتقد المؤتمر القومي العربي بشدة سياسات السلطات اليمنية التي أدت لقمع الصحافة والحريات العامة وعسكرة الحياة المدنية في البلاد. وقال تقرير "حال الأمة العربية" الذي يصدر عن المؤتمر وتم استعراضه في اجتماعات دورته ال11 التي اختتمت أعمالها أمس في العاصمة اللبنانية بيروت "إن النخبة الحاكمة في اليمن فشلت في إدارة التنوع لدولة الوحدة، واستبدلت القلم بالسيف، من خلال عسكرة الحياة المدنية، وشخصنه السلطة السياسية، والتضييق على حريات الصحافة والإعلام". ووصف التقرير الوضع في اليمن ب"مشهد الحزن اليماني، أو المشهد الكارثة وأفول الحكمة اليمانية". وأعتبر التقرير حرب صعدة نتيجة ل"فشل ثورة 26 سبمتبر" التي قال إن معظم أهدافها لم تر النور بعد، بينما أشار إلى أن تصاعد الاحتجاجات في الجنوب تشكل تهديداً لدولة الوحدة". وأضاف التقرير في معرض انتقاده لسياسات السلطات اليمنية قوله "إن حصار المعارضة السلمية وإضعافها والسعي إلى نفيها أو دفعها إلى مربع العنف وحضور تنظيم القاعدة، واستمرار الأزمات والحروب والعجز عن الانتقال من حوار البنادق إلى حوار البرامج، يفصح عن غياب التعددية السياسية والحزبية في البلاد". وعبر المؤتمر القومي العربي عن رفضه لكل أشكال التدخل الخارجي في اليمن، وتدويل الأزمة اليمنية، محذراً في الوقت نفسه ممن محاولة خلق صراعات مفتعلة جديدة تحت غطاء محاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم القاعدة، ودرءاً لأية محاولة تسعى لتحويله إلى أفغانستان أخرى. وكان المؤتمر القومي العربي قد افتتح أعماله الجمعة الفائتة في بيروت بحضور أكثر من 200 شخصية سياسية من مختلف الدول العربية. وفي ذات السياق كشف أمين عام المؤتمر القومي العربي الدكتور خير الدين حسيب عن محاولة المؤتمر القيام بمساعي لإرسال وفد عربي لإجراء مصالحة بين القوى السياسية اليمنية. وقال وفقاً لموقع "المصدر أونلاين" حاولنا إرسال وفد عربي لإجراء مصالحة بين القوى السياسية في اليمن، لكن تلك المبادرة لم تلق ترحيباً من قبل السلطات اليمنية". وعبر المؤتمر القومي العربي عن دعمه الكامل للحوار الوطني الشامل والجاد تحت سقف الوحدة اليمنية, مؤكدا أن سبل الحفاظ على الوحدة تقتضي ترسيخ الديمقراطية. ودعا المؤتمر القومي العربي في ختام دورته الحادية والعشرين إلى ضرورة دعم المشروع النهضوي العربي، باعتباره دليلاً على نضالاتها الراهنة والمستقبلية، وطريقها نحو المستقبل، ومنطلقاً للتفاعل الإيجابي مع مشروعات الجوار الإقليمي.