لو كنت قائل هذه الكلمة لانهالت علي كلمات التأنيب ولوصفت بالغرور، ولو كان قائلها عربيا- أي عربي لاستهجنه كثير من العالمين ولكن قائل هذه الكلمة شخص كانت أمته يوما تحكم العالم الإسلامي في آخر خلافة إسلامية، وكان العرب الأشقياء يحاربونها ويكنون لها العداء، انسياقا وراء الدعوات الجاهلية. إنه رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا حاليا، قالها رغم ظهور العرب عرب اليوم- بأحقر منظر وأقبح مظهر، من التبعية والتدافع في خدمة أمريكا ولو تكون هذه الخدمة هي قبول سلالة القردة والخنازير، ومصدر كل شر ورذيلة في هذا العالم. هؤلاء العرب يرون رضا أمريكا يأتي من باب التقرب إلى اليهود الذين لعنهم الله في كتابه الذين يحاربونه لأنه هو الذي يظهر حقيقتهم. إن رجب طيب أردوغان يتفاهم مع الأمريكان ولكن في صورة من يحترم نفسه ولا ينسحق أمام عدوه، لماذا لا يقف ذراري العرب موقف هذا الرجل ويتفاهمون مع أمريكا ولكن برجولة، إنهم يعلمون وأمريكا كذلك تعلم أن فائدة أمريكا من العرب أكثر من فائدتها من اليهود فلماذا التضاؤل أمام الأمريكان. وإذا كان هؤلاء العرب لم يعودوا يعلمون قدر أنفسهم فليت أردوغان يفهم أمريكا قدرهم لعلها تراجع نفسها وتوازن بين مصلحتها في الحفاظ على صلتها بالعرب وبين مصلحتها في حماية اليهود والاستماتة في حماية جور اليهود وطاغوتهم. كم هو عظيم أردوغان هذا الذي لم ينكر فضل العرب رغم أنهم أصبحوا في أسفل سافلين، إنه لا ينظر إليهم من خلال الحاضر بل ينظر إلى ما فيهم وإلى مستقبلهم المأمول. فإذا كان اليهود يظنون أن ما وصلوا إليه هو نهاية التاريخ فإنهم واهمون فالأيام دول ودوام الحال من المحال. وإذا كان الأمريكان ينظرون إلينا بمنظار اليهود فإن هنالك أناسا غيرهم ينظرون إلينا بمنظار غيره، وحتى لو جهلنا نحن قدر أنفسنا حاليا، فإن ذلك ينبئ عن جنين يتخلق في رحم الغيب وسيكون ضد ما يخطط له الذين غرهم ما وصلوا إليه من قوة وسيكون ذلك مفاجئا وصادما لآمالهم.