أرادت بها السلطة أن ترهب الناس، وأن تصرف الشباب عن ساحة التغيير، وأن تثنيهم عن نضالهم السلمي في سبيل إسقاط هذا النظام. لكن ما شهدته ساحة التغيير منذ وقوع المجزرة الإجرامية مساء الثلاثاء الماضي خيب آمال النظام، وجاءت نتائج جريمتهم النكراء على عكس ما كانوا يتوقعون. لقد تحولت كل طلقة رصاصة إلى وفد تضامني، وتفجرت قنابل النظام المحرمة دوليا قوافل شعبية توالت منذ ساعة الجريمة. الجريمة التي ارتكبتها عناصر الأمن المركزي والحرس الجمهوري هزت مشاعر التضامن الشعبية، وتهافتت مواقف التضامن والتأييد من داخل البلاد وخارجها البلاد، وتحولت دماء ألئك الأبطال التي سقطت بالأمس القريب إلى وقود أشعلت جذوة التغيير لدى جماهير اليمن الحرة. بعد هذه المجزرة تمددت مساحة ساحة التغيير أكثر مما كانت عليه قبل الحادث، واضطرت الأجهزة الأمنية المعنية بحماية المتظاهرين للتراجع عن أماكنها بعد توسع الخيام في الشوارع الفرعية المتصلة بساحة التغيير. لقد استقبلت ساحة التغيير منذ ليلة الأمس أكثر من 15 وفدا وقافلة جاءت جميعها لتخيم فيها من أجل إسقاط النظام. فقد دلفت على الساحة وفودا من محافظات صنعاء وعمران وشبوة والضالع ومأرب والمحويت وحجة وتعز، وريمة، وخلال ثلاث ساعات فقط انضمت قبائل خارف وقبائل الظاهر بعمران، وكذا قبائل وصاب بذمار، كما شهدت الساحة قدوم عدد من القوافل من جبن بمحافظة تعز وقافلة شبابية من محافظة الضالع، وقافلة من قبائل قيفة بمحافظة البيضاء، وقافلة عن قبائل رداع وعلى رأسهم الشيخ الذهب وأحمد الزوبة. واستقبلت منصة الساحة اتصالات تضامنية من الخارج والداخل، فقد أعلن الشيخ مبخوت بن عبود في اتصال من مأرب أن قبائل مأرب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المجازر وأعمال البلطجة التي يتعرض لها المعتصمون سلميا في العاصمة صنعاء. وقال: إن قبائل محافظة مأرب اجتمعت اليوم واتخذت موقفا بالتضامن مع المعتصمين، داعيا المعتصمين إلى الصمود والاطمئنان، مؤكدا أن لديهم من الضغوط ما يكفل عدم مساس السلطة بهم مرة ثانية. وأضاف مخاطبا المعتصمين: أيها الأبطال إننا معكم وقلوبنا معكم ودماؤنا من دماؤكم فاصبروا وصابروا ورابطوا، والنصر هو صبر ساعة. أما عبدالله باصالح من السعودية فأكد في اتصال هاتفي تضامن المغتربين في المملكة مع المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء وكل المحافظات. ودان في كلمته إلى شباب التغيير أعمال البلطجة والاعتداءات التي يرتكبها النظام بحق المعتصمين سلميا في ميادين النضال. وقال مخاطبا المعتصمين "أنتم أيها الشباب صف التغيير الأول، فالشباب هم من كانوا سببا في نقل كفار قريش من عبادة العباد إلى عبادة الله تعالى. ودعا المعتصمين إلى الحذر، وقال "احذروا فإنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم". وأضاف: "إن تكونوا تألمون فهم يألمون كما تألمون ويرجون من الله مالايرجون" "واصبروا وصابروا ورابطوا" "ولاتهنوا ولا تحزنون فأنتم الأعلون". وواصل: لقد فضلكم الله أيها الشباب بفضل انتدابكم لهذه المهة الصعبة، إنكم اليوم تصنعون مستقبلكم وتصنعون حدثا تاريخيا عظيما، وهذه هي مهمة الرجال الذين ما وهنوا لما أصابهم ولا استكانوا". وقال: إننا نعول بعد الله عليكم أيها الشباب، فأنتم قدر الله في هذه الأرض، والأمل في صبركم وصمودكم لإزاحة هذا النظام المستبد. أما الحقوقي محمد العمراوي من محافظة عدن فقد أعلن تضامن أبناء عدن مع المعتصمين في ساحة التغيير. وقال: من عدن جاءت شرارة الانتفاضة، وأنتم اللهب المتصاعد عن هذه الشرارة، وتأكدوا أنكم أعدتم لنا قوتنا وأملنا في التغيير بفضل صمودكم ونضالكم السلمي. وأضاف: تأكدوا أن الجرائم التي قام بها زبانية النظام تدل على الضعف التام الذي وصل إليه، وهي بداية النهاية. ووصف نظام صالح بالمافيا، وقال: هذا النظام استحوذ على ثروات هذا البلد، وهذا النظام فئة تعمل على تجهيل الأمة اليمنية حتى يظل ينصاع لأوامر الطغاة، لكننا سنظل نناضل ونكافح يدا واحدة من صنعاء إلى عدن ومن المهرة إلى ميدي، وتأكدوا أننا لكم وأنتم لنا ودمائكم هي دمائنا. أقارب الشهيد الشهيد محمد الجائفي الذي قضى نحبه في ساحة التغيير إثر إصابته في الاعتداء الإرهابي للنظام دفع دمه الذي سقط في هذه الساحة أبناء همدان لإعلان موقف تضامن وتأييد لشباب التغيير. وفي بيان ألقاه أحد أقارب الشهيد الجائفي ويدعى مجدي الجائفي أعلن أبناء همدان وقرية الجائف التي ينتمي إليها الشهيد انضمامهم إلى الثورة. وتعهدوا أن يكونوا أوفيات لدم الشهداء، مؤكدين أنهم سيظلون في ساحة التغيير حتى يتحقق ما جاء من أجله الشهيد الجائفي. وأكدوا أن هذه الأعمال لن تخيفهم، معبرين عن افتخارهم بأن يقضي أحد أبنائهم نحبه في ساحة الثورة. وأضاف البيان: لسنا بأغلى ممن سبقنا من الشهداء الأحرار، وسنواصل نضالنا السلمي فهو أقوى من الدبابات والصواريخ. ودعا البيان الشباب في ساحة التغيير إلى الثبات والصمود، مؤكدا أن النصر قادم لامحالة بفضل صمود الشباب. استياء شعبي أثارت المذبحة التي أقدم عليها النظام الحاكم بحق معتصمي ساحة التغيير استياء وغضبا واسعين في الوسط الشعبي الذي أبدى استنكاره لهذه الحادثة الإرهابية والتي أدت إلى استشهاد وإصابة 81 من أبطال ساحة التغيير. ومثل الإنترنت عبر المنتديات متنفسا للتعبير عن الغضب العارم إزاء هذه الجريمة التي أثارت اهتمامات الشباب اليمني الذي أبدى غضبه من هذه الحادثة، وتأييده للمعتصمين المرابطين بساحة التغيير. يقول (أبو تميم النعماني) "إن الانتشار الأمني والغير اعتيادي للقوات الأمنية هذا اليوم أعطى مؤشرا واضحا على النية المبيتة للإعتداء على المعتصمين وإرهابهم وقمعهم حتى يتم تفريقهم ، ولكن لتكن لدى الجميع قاعدة وهي أنه كلما أثخن النظام في القتل كلما اقترب من نهايته". ويؤكد (وضاح عدن) أن هذا الحادث لن يذهب هدرا، وقال إن النظام سيدفع ثمن هذا الدم الذي أهدره من أجل المناصب. الشاعر (علي الأشول الدهمي) يبدأ بالبيت الشعري القائل (أصلي يماني شامخ الرأس مرفوع= وأهل اليمن أصل الكرم والشجاعه) ويضيف: مهما أرجفوا ومهما حاولوا أن يثنوا عزيمتنا ويغرسوا فينا الخوف والرعب بقنابلهم وأسلحتهم ودباباتهم فلن يثنوا عزيمتنا ولن يزحزحوننا عن مطلبنا الذي اعتصمنا من اجله وهو سقوط النظام الفاسد ومحاسبة المفسدين مهما كان الثمن. وقال (كنعان): "لقد حاول النظام أن يرتدي لباس الديمقراطية أمام العالم، فسمح للمعتصمين (السلميين) بإقامة فعالياتهم، ولكنه ضاق ذرعا بديمقراطيته المزعومة". ويقول (أبو رعد العولقي) "هذه الاجهزه البوليسيه التي شكلها علي صالح على مدى 33عام لتبطش بكل من يعارضه تتعامل بهستيريا يوم في عدن واليوم في صنعا" ويضيف مهددا "ليعلم النظام المتهاوي أن كل رصاصه تطلق أو كل قطرة دم هي مسمار في نعشه". أما (عبد الحميد الفرجي الدهمي) فيقول مهدد من أقدموا على القتل "يومكم جاي انتم ومن كان معكم من المرتزقه الجبناء، ولن يذهب دم الاحرار هدرا وكل طير سوف يحاسب بما نقر سوان الرئيس اوالحاشيه التي بحوزته. ودعا الله أن "ينصر الأحرار ويهلك المفسدين والمنافقين وعلماء السلطه والذين هم ضد هذه الثوره من المرتزقه الذين يرون ان ان الثوره حرام يريدون بذالك عرضا من الدنيا" أما (محمد باقاسي) فيدعو "اللهم احفظ إخواننا المرابطين في اليمن وثبتهم وانصرهم بالتأييد والتمكين واجمع شملهم على الحق والهدى .. اللهم ياجبار ياقهار يامن هو لكل ظالم بالمرصاد ياذا العرش المجيد والبطش الشديداللهم عليك بطاغية اليمن وأبنائه وجنوده وأعوانه اللهم ارفع عنهم عافيتك وأنزل بهم عقوبتك اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين كلمتهم ومكن إخواننا منهم وأرنا فيهم آية من آياتك يا ألله يا ألله. ويقول (أبو سامي) "النظام هو من يمتلك القوة وهو من قام بالحشد على ساحة التغيير ويتحمل كافة المسئولية ويسجل فوقه الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب اليمني". ويدعو (المفلحي) أعضاء مجلس النواب الباقين في المؤتمر إلى الإستقالة بعد هذه الجرائم، ولا يعاونو الظالم على ظلمه ومن رضي بالظلم سلط الله عليه من يظلم. أما المعلق الذي رمز إلى اسمه (أبو ركبه اليماني) فيوجه سؤالا إلى من علي عبدالله صالح الذي أسماه رئيس البلاطجة قائلا: "هل هذا جزاء الشعب الذى ائتمنك على حياته ومقدراته على مدار 33 سنه وانت تاكل فى أمواله وعندما مل منك ولفظك تبين انك دموى وأشد من معمر قذاف الدام. وأضاف: "ألا لعنة الله على الظالمين الجزاء من جنس العمل وتاكد بان نظامك ساقط لا محالة، وإرادة الشعب لا تقهر وسيحاسبك الشعب على كل ما اقترفته يداك انت وأزلامك فى حقه وهذا الحساب قريب انشاء الله". واختتم "سلام ياشاوش وللعلم لن نقبل صفقة تضمن فيها خروجك بل سنحاسبك وسنسترد أموال الشعب منك ومن العائلة والاقارب والأزلام كبيرا وصغيرا احمر او اخضر". ويعتبر (عمر) أن الحادث دليل على نفاد صبر النظام فقرر أن يتصرف بشكل أكثر جرأه. ويضيف: لقد شاهدنا جميعا انتشارا أمنيا مكثفا وحضورا للحرس الجمهوري في الشوارع وحواجز اسمنتيه ودبابات ومدرعات. وأضاف: تلك الإستعدادات كلها استعدادات لساعة الصفر التي ربما قد دقت إيذانا ببدء ترويع المتظاهرين ولا بأس من قتل اعداد منهم لأخافة الأخرين وربما كان المخطط اكبر من ذلك من يعلم، وربما صدرت بتصفيتهم خصوصا في ظل التعتيم الأعلامي والأجراءات التي عمدت على فصل المدن وبعضها بل والأحياء ايضا لضمان عدم المساعده او الدعم بكل صورة, ويورد مداخلا رمز إلى اسمه ب(يمني حر) عبارة ل مارتن لوثر كنج "إن الحرية رجل من السهل قتله.. ولكنا ننسى ونحن نصوب الرصاص إلى جبينه بأن هناك ألاف اسيحملون الشعلة من بعده". ويضيف: إلى متى سيظل هذا الحاكم يتلذذ بمنظر دماء أحرار اليمن تسيل في الساحات والشوارع.. هذا الفعل لن يزيد الشعب المتعطش للحرية إلا إصرار على إزالة هذا الحكم الطاغوتي المستبد الذي أكل عليه الدهر وشرب و(ستبصر وتبصرون).