في موكب جنائزي مهيب شيع مالا يقل عن 2 مليون شخص بساحة التغيير بصنعاء جاثمين 38 شهيدا من أصل 52شهيدا ضحايا المجزرة التي ارتكبها نظام صالح وأولاده الجمعة الماضية "جمعة الكرامة" بحق المعتصمين السلميين المطالبين بإسقاط النظام. وانطلق الموكب الجنائزي من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بشارع الستين متجها نحو ساحة التغيير حيث تم الصلاة على الشهداء بعد صلاة الظهر والعصر جمعا " لينطلق الموكب وسط زغاريد النساء وترديد هتافات "الشهداء أحباب الله" بعد ذلك إلى مقبرة سواد حنش بحانب الفرقة الأولى مدرع. وجدد المشيعون عهدهم للشهداء محاكمة من ارتكب تلك المجزرة البشعة والتي راح ضحيتها 52 شخص وأكثر من خمسمائة جريح من مختلف أنحاء الجمهورية، والمضي فيما استشهدوا من أجله. وأكدوا استمرارهم في الاعتصام وعدم مفارقة المكان حتى يتم القصاص من صالح وأولاده ومن له صلة بالجريمة.
كما طالب أولياء الدم والجرحى النائب العام الذي حضر إلى ساحة التغيير قبل موكب التشيع القيام بالقبض صالح وأولاده وتقديمهم للمحاكمة. وأعلنت عدد من القبائل التي حضرت من مختلف مناطق ومحافظات اليمن انضمامها إلى ثورة الشباب، وتقديم الدعم اللازم لها. وعلى صعيد متصل استنكر أهالي الأحياء المجاورة للاعتصام اتهامات صالح لهم بقتل إخوانهم المعتصمين، مؤكدين عدم علاقتهم بالجريمة البشعة. وقالوا إن من قام بالجريمة هم من أتباع نظام صالح وأولاده، فيما شوهد قيام الأهالي من على أسطح المنازل بالورد ورش المشيعين بالماء البارد. يشار إلى أن نظام صالح قام بقطع الكهرباء عن كافة مناطق الجمهورية في محاولة يائسة لمنع المواطنين من مشاهدة موكب التشيع.
نقل آخر للشهداء في منطقهم وأقامت عدد من المساجد في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية صلاة الغائب على شهداء جمعة الكرامة، كما شُيع عدد من الشهداء للمرة الثانية في مناطقهم بعد نقل جثامينهم إليها عقب تشيعهم في صنعاء. واستقبل الآلاف من أبناء محافظة المحويت أربعة من شهداء جمعة الكرامة الذين سقطوا في ساحة التغيير بصنعاء بمجزرة بشعة أرتكبها نظام صالح وأقاربه، حيث تم تشيعهم هناك وسط زغاريد أمهاتهم وأسرهم. وفي مديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار شيع الآلاف قبل مغرب اليوم شهيد الحرية "محمد محمد الطويل السليماني" إلى مسقط رأسه في قرية حمة سليمان بعد استقبال جنازته التي شيعت مع شهداء الحرية في ميدان التغيير بالعاصمة صنعاء بعد ظهر اليوم. واستقبلت جموع المشيعين جثمان الشهيد –الحافظ لكتاب الله- في مدينة ذمار وسار الموكب الكبير يشق شوارع مدينة ذمار مردداً الهتافات التي أكدت أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، كما عبرت عن الفخر بالشهداء الذين سقطوا في ميدان الحرية والكرامة، كما عبر الآلاف عن غضبهم للمذبحة البشعة التي نفذها علي عبد الله صالح وأبنائه وأبناء أخيه، مشددة على المطالب الشعبية في محاكمتهم. واتجه موكب الشهيد السليماني صوب مسقط رأسه حمة سليمان بمديرية ميفعة عنس حيث ووري جثمانه الثرى، فيما قال أقاربه أن الشهيد محمد هو مصدر فخر لأسرته ولأهل قريته ولكل الأحرار في اليمن التواقين لتحرير الوطن من حكم صالح وأسرته الإجرامية، مؤكدين أن على صالح أن يغادر فوراً قبل أن تكون نهايته مأساوية.