تلعب كثير من الصحف و الأقلام الشريفة دوراً محورياً في معركة الثورة الشبابية السلمية ضد النظام العائلي وقوة دفع ومساندة للزخم الثوري لا يقل عن دور الساحات كما استطاعت أن تشكل نافذة أمينة يطل عليها العالم الخارجي و المتابع الداخلي لمعرفة ومتابعة يوميات الثورة وديناميكيتها وما يدور من تفاصيل في ساحتها وخطابها الإعلامي القائم على فضح سوأة النظام وإبراز عدالة المطالبة الثورية ونقاء وسائلها وصفا أهدافها فتح باب كبير من الأمل للمتابع و القارئ بقرب تباشير فجر الثورة المباركة .. وفي المقابل هناك صحف وأنا هنا لا أقصد الصحف الحكومية أو أي من صحف النظام وأحزابه صحف تدعي إلى الاستقلالية فظلت طريقها المهني و الأخلاقي ، فنصبت من نفسها خط دفاع أول عن النظام العائلي وأزلامه بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، و ناصبت الثورة العداء ، ففتحت صفحاتها لتصويب السهام المسمومة صوب جسد الثورة الغض ولإثارة الإفك حول نقائها و لتشويه الصورة النقية لثورة الصدور العارية ، مستغلة انتشارها وسمعتها قبل الثورة ومكانة محرريها ، فتجدها تنوع اساليبها ما بين الكلمة و الصورة و الكراكاتير ، ومعتمدة على عناوين مثيرة وقلقة ومناقشة المواضيع من أكثر من زاوية كله تخدم هدف واحد ، وهذه الصحف لا تتورع أن تذرف دموع التماسيح ساعة ارتكاب جريمة بحق الشباب ، وقد ترفع صوتها كالنائحة دون التفريط في سياستها ، وهذ الصحف كثيرة وملاحظة خطورتها نأتي من السياسات المتبعة في الادارة الصحفية سواء قبل الثورة أو الآن و اعتمادها على صحفيين يختلط فيها المناصر و الصامت و المنافق و المجاهر .. وهذه الصحف وهؤلاء الصحفيين كان الأحرى بهم تقويم مسار الثورة بالنصح و النقد البناء حتى تحقق أهدافها ولكن للأسف الشديد ساروا في طريق ( اغتيال الحلم الثوري ) يحركهم المال أحياناً و الإنتقام الشخصي أحياناً أخرى أو الخلفيات الفكرية و الأحكام المسبقة ، متناسية أن الثورة اليوم ثورة شعب و المستقبل الذي تتحدث عنه الثورة هو الحلم الذي كان يتداول في مجالسنا كأمنية وبالتالي فإن الحديث أن الثورة ماتت ساعة ولادتها وأن الزخم الثوري في الساحات ما هو إلا شبح ثورة شوهاء خرجت عن مجراها ، فالثورة أختطفها أحزاب راد يكالية بسيطرتها على المنصة وقوى تقليدية لا حق لها في بناء الدولة ، وأن دخول الجيش وزعماء القبائل رسموا مستقبل مأزم لليمن وأخيراً أن ثورة اليمن ما هي إلا رجع نشاز لصدى الثورة التونسية و المصرية وشبابها يبحثوا في ذواتهم عن (وائل غنيم) وغير ذلك مما نقرأه باستمرار في هذه الأيام وهؤلاء لا يفهمون ألف باء في فلسفة الثورة القائمة على التناغم و الإلتقاء بين جميع طبقات المجتمع span lang="AR-SA" dir="RTL" style="font-size:13.5pt; line-height:115%;font-family:" times="" new="" roman","serif";mso-ascii-font-family:="" calibri;mso-fareast-font-family:calibri;mso-hansi-font-family:calibri;="" color:black;mso-ansi-language:en-us;mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:="" ar-sa"=""هذا الخطاب يجب التصدي له ورصده بدقة وتدوينه ضمن القائمة السوداء ، كونه خطاب خرج من حدود النقد و التقويم إلى التهم و التجريح ، يرمي حجره في الوسط و لا يقدم رؤية بديلة لخلق بلبلة ، فهدفهم التلاعب بالعقول وإيجاد نوع من التشويش في الوعي وفتح فجوات في صف الثورة علهم أن يجدوا لأنفسهم موطئ قدم في زمن الثورة القادم ، فبعض الأقلام و الصحف موقنة أن الزمن للتغيير وتباطؤها في الإنخراط المبكر حرمها الظهور فلجأت إلى التشويه و التحقير من شأن الثوار ، فتفكيرهم القائم على الانتهازية حجب عنهم رؤية الوهج الذي يراه الجميع ويرتسم في افق الأماني القادم كقوس قزح الذspan lang="AR-SA" dir="RTL" style="font-size:13.5pt;line-height:115%;font-family:" arial","sans-serif";="" mso-ascii-font-family:calibri;mso-fareast-font-family:calibri;mso-hansi-font-family:="" calibri;color:black;mso-ansi-language:en-us;mso-fareast-language:en-us;="" mso-bidi-language:ar-sa"=""ي