يتزامن احتفال العمال في اليمن بعيدهم هذا العام مع ثورة شعبية شبابية تتطلع لتحسين الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها عمال اليمن بسبب نظام صالح منذ 33 سنة. كان عمال اليمن يتمنون أن يأتي عيدهم لهذا العام وقد سقط نظام صالح الذي أذاقهم ويلات الظلم والقهر والحرمان ، فهم الجزء الأكبر من المجتمع اليمني الذي تجرع مرارة القهر في ظل نظام صالح، لذا لم يكن العامل اليمني بعيدا عن الثورة الشعبية اليمنية وقت اندلاعها، بل كان لهم تواجد واضح وذلك من خلال تقديمهم الشهداء والجرحى الذين سقطوا في بداية الثورة المطالبة برحيل نظام صالح، ولا يزالون يرابطون في ساحات التغيير والحرية في كافة محافظات الجمهورية للمشاركة ببناء اليمن الجديد الذي يحلم به كل يمني في الداخل والخارج. فقد كانت ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء قبلة توجه إليها عدد من العمال ليكن احتفالهم بهذا اليوم في ساحات الحرية والكرامة والتغيير وبإطلاق كلمة مدوية في أفق صنعاء يصل صداها إلى منطقة النهدين وهي كلمة "إرحل نريد أن نعيش كبقية شعوب العالم" حاملين معداتهم التي تصاحبهم طيلة اليوم، معلنين انضمامهم للمطالبين برحيل نظام الرئيس صالح. وقال منيف عبده إنه كان يتمني أن تأتي هذه المناسبة مع احتفال الشعب اليمني برحيل نظام صالح الذي جرع الشعب خصوصا العمال الويلات. ويقول علي محمد "كفنا فقر وبطالة" "يرحل .. يريحنا". مضيفا" كلما قلنا البلاد تتحسن تزداد تدهور وفقر. وكانت الساحة تعد للاحتفال بعمال اليمن من خلال لافتاتها التي وضعت على كافة المداخل إضافة إلى منصة التغيير ومن أبرز الشعارات التي رفعت " العمال قاعدة الثورة وقيمتها"، "من أجل حركة نقابية قادرة على الانتصار لحقوق العمال 8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة ". وتقيم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية حفل خطابي فني مساء اليوم وسط ساحة التغيير بصنعاء وذلك احتفاء باليوم العالمي للعمال والذي يتزامن مع أول أيام شهر مايو من كل عام. وقال المصدر في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية "إن الاحتفال بهذه المناسبة في ظل هكذا ظروف استثنائية يأتي في إطار اهتمام اللجنة بشريحة هي الأوسع في المجتمع اليمني والأكثر تعرضاً للظلم والتهميش والإلغاء في ظل نظام علي عبدالله صالح الذي شرد –حد قوله- نصف سكان اليمن خارج أرض الوطن بحثاً عن لقمة عيش كريمة في الوقت الذي يعبث هو وعائلته وزبانيته بثروات وخيرات البلاد ومقدراتها. وأضاف:"لقد أهان علي صالح ونظامه كل العمال اليمنيين داخل الوطن وخارجه وأمعن في إذلالهم إلى حد جعل منهم أرخص أياد عاملة على مستوى المنطقة وفوق ذلك لا يتم قبولهم إلا في الأعمال الشاقة لعدم امتلاكهم أي مؤهلات أو خبرات تضمن لهم الحصول على فرص عمل محترمة". وأشار إلى أن نظام صالح لا يزال حتى اللحظة يستورد عمالة خارجية في الوقت الذي تجاوزت نسبة البطالة بين أوساط اليمنيين وبالذات الشباب فوق ال 70% ، مشيراً إلى أن العدد في تزايد مستمر خصوصاً مع استمرار التلاعب بالدرجات الوظيفية وغياب معايير التوظيف العلمية وإحلال الوساطة والحزبية والمحسوبية محل المؤهل والكفاءة والخبرة.