أخيرا توالت الأيام حاملة ما أقض مضجع الحكام ممن اعتمدوا إذلال شعوبهم وتجهيلهم وتسليط الأذى عليهم وتجهيلهم وحكمهم تارة بالحديد والنار وتارة بالفتن والخداع وما تؤدي إليه هذه المثالب والمظالم من انتشار للفساد وضياع الحقوق وظهور طوابير طويلة من المنتفعين والفاسدين والمنافقين الذين يهيئون الأسباب للحكام الطغاة أن ينموا ثرواتهم والمحسوبين عليهم على حساب حاجات الشعوب والمجتمعات فترفل تلك المجاميع في بحبوحة من العيش والإسراف والبذخ وتصم أذانها عن سماع أنات الفقراء والمرضى والجياع والمحتاجين وتكتفي بشعورها بالرضا أنها منحتهم القدرة على الأنين والتعبير عن الآلام وقسوة المعاناة ومع أن الله تعالى مع الصابرين فقد أذن بزوال تلك الأنظمة الفاسدة وطواغيتها تباعا ابتداءً بتونس ومصر ومروراً بليبيا واليمن وبما لا يعلم الله تعالى من يليها من بلدان العرب والمسلمين. وكما قال أحد الشعراء : دعت عليكم أكف طالما ظلمت ولن ترد يد مظلومة أبدا وهاهم أبناء شعبنا اليمني في عموم محافظات الجمهورية يجأرون بصوت واحد ومطلب وحيد هو سقوط النظام ورحيله رداً على صبره عليه وإغرائه على العداوة بين أبنائه بالمزيد من الإذلال والهوان والترويع والتجويع واتهام أبنائه الشرفاء بالتآمر والخيانة وكأن رأس النظام ومن حوله يعكس أفكاره ويسقط عيوبه ومساوءه على الآخرين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء والشهداء من أبناء شعبنا اليمني ولم تنتفخ أجسادهم وجيوبهم بالمال الحرام . إن شعبنا اليمني الأبي قد عمد مسيرته بدماء الشهداء الذين تلقوا رصاص الغدر من رموز النظام وزبانيته بصدور عارية وستبقى له عزته ووحدته وشموخه وسيمضي الطغاة الجدد كمن سبقوهم يجرون أذيال الخزي والعار فنقول لهم ولذوي الأحلام المريضة والمشروعات الصغيرة موتوا بغيظكم ..لقد تجاوز شعبنا أطروحاتكم وأمانيكم القصيرة والوضيعة , لقد توحد اليمن قلباً وقالباً شمالا وجنوبا ولم يبق لكم إلا الإذعان والرحيل والصمت والعيش الذليل .
وعلى خلفية استمرار الاعتصامات السليمة كانت لنا هذه اللقاءات مع بعض الإخوة والزملاء الصحفيين وغيرهم من المعتصمين وكان اللقاء الأول مع شخصية تربوية معروفة هو نقيب المعلمين اليمنيينبتعز الأستاذ عبد العزيز سلطان: الذي قال بأن هذه الحشود الضخمة وهذا الاعتصام الكبير والذي يضم كافة شرائح المجتمع من مشايخ وعلماء من أطباء وعلماء وحركات طلابية ومعلمين وعمال المصانع وأكاديميين ومثقفين وكتاب وفنانين وصحفيين وشباب عاطل عن العمل يبحث عن فرصة عمل ليخدم وطنه لهو دليل على توحد الهدف والشعار المرفوع " رحيل النظام " وهذا الحال وحد أبناء اليمن بما لا يدع مجالاً للشك لسقوط كل الرهانات الخاسرة والأوهام الكاذبة التي تتحدث عن التمزق والتفكك والانفلات الأمني ونأمل أن ينعتق شعبنا قريباً من هذا النظام الذي جثم على صدره 33 عاماً , عانى شعبنا من خلاله الويلات والمآسي وارتفعت نسبة البطالة والفقر إلى أرقام قياسية مهولة ولكن لا بد لكل ليل من نهاية ولكل ظالم من زوال وهاهي الملايين تتمسك بحقها برحيل النظام ورموزه .
من جانبه قال الصحفي عبد القوي شعلان: هذه الثورة الشعبية اليمنية هي لجميع فئات الشعب المتوافدة من مختلف مديريات محافظة تعز والتي هي في ازدياد يوما بعد يوم إنما أخرجها عن صمتها طول المعاناة من الظلم والقهر والتجويع والإذلال والفساد والإفساد والهدف الذي يسعى إليه الجميع هو سقوط النظام ورحيله والانعتاق من ظلمه وفساده فقد أذاق شعبنا الصابر الفقر والفاقة بكل مفرداته والتخلف ونتمنى أن يكون ذلك الرحيل عاجلاً غير آجل حتى لا تزهق المزيد من الأرواح البريئة وسنظل صامدين ومعتصمين حتى يسقط النظام ويرحل بإفساده وفساده.
وقال الصحفي عبدالعليم الحاج : قال خرجت هذه الجماهير تباعا من جميع مديريات محافظة تعز معبرة عن رفضها لبقاء النظام المستبد والظالم والمطالبة برحيله والذي لم يعد معولاً عليه في عملية الإصلاح وكل ما عرف عنه هو زرع جذور الفتن وتغذية الفساد والمفسدين وما خروج هذه الحشود الضخمة من الجماهير ومن جميع الفئات والأعمار إلا خير دليل على الرغبة في الانعتاق من هذا النظام وحباً في الخلاص منه ومن رموزه . وإذا أصر هذا النظام على تجاهل رغبات الشعب فهناك خطوت تصعيدية سيتم اللجوء إليها حتى يذعن النظام المتهالك لإرادة شعبنا اليمني الأبي والذي صبر على جور حكامه وفسادهم ولمده 33عاما . فيما قال الصحفي عبد الرحمن نصر: جئنا إلى هنا وانضممنا إلى إخواننا المعتصمين في ساحة الحرية بتعز وكلنا نهتف بسقوط النظام ورحيله ولا عودة عن ذلك حتى يرحل النظام عن وطننا الحبيب برموزه وفساده وتخلفه وفتنه وإغرائه العداوة بين أبناء شعبنا أن هذه الثورة الشبابية قد وحدت أبناء اليمن حيثما كانوا في الداخل والخارج , والعجيب أن الرئيس يخرج علينا بين فتره وأخرى بخطابات فيها الكثير من التناقضات والتخبط فماذا يريد شعبنا صبر على حكمه 33عاما وقال كلمته أخيرا "ارحل". فعليه الانصياع لإرادة الشعب ورغبته ولن يثني شعبنا الأبي عن بلوغ أهدافه عائق مهما كان وهاهو يقدم المزيد من أبنائه الشرفاء شهداء في سبيل عزته وانعتاقه من ظالميه, فهل يا ترى ما يجاهد عليه هذا النظام من أجل بقائه في حكم سام شعبه الذل والهوان أغلى من تلك الدماء الطاهرة والأرواح الزكية!!. وقال الصحفي سلطان مغلس: نحن مع التغيير للأفضل الذي ينتج المزيد من الحرية والديمقراطية والرفاهية للإنسان ويوطد أمنها واستقرارها ويوفر لقمة العيش للمواطن البسيط ويهتم بالشباب العاطل عن العمل من خريجي وخريجات الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية ويوفر المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي تخدم عامة الناس بلا استثناء وبالمقابل نتمنى أن لا يكون هناك من يستغل تلك الثورة الشبابية لأغراض ومصالح شخصية وآنية , ونتساءل لماذا لا يحتكم الجميع إلى منطق العقل والمخارج الدستورية كثيرة وهي كفيلة بحفظ الوطن من الانزلاق نحو الهاوية وبموجبها يجب أن يكون هناك اتفاق سياسي يجمع كل الأطياف السياسية والحزبية في المجتمع بكافة أطيافها ومشاربها من أجل الاتفاق على انتقال سلمي للسلطة بطرق سلسة وسليمة تجنب اليمن كل ويلات التشرذم والتفكك والخراب . من جانبه قال الصحفي محمد الحذيفي: شعبنا اليمني قال كلمته بصراحة وتحدثت الملايين من مختلف محافظات الجمهورية أن على نظام علي عبد الله صالح الرحيل وترك الشعب يختار من يحكمه من أبنائه الأكفاء والشرفاء الذي يزخر بهم وطننا الحبيب اليمن ونتمنى أن يحكم علي صالح عقله ويترك شعبنا يحدد مصيره دون إراقة المزيد من الدماء , طالما والأخ الرئيس في كل خطاباته يدعو إلى تغليب مصلحة الوطن وتغليب لغة العقل .