" التغيير" خاص عبده عايش : لم أكن أتصور أن أرى وأعايش اليوم الذي يقهر فيه الجيش الإسرائيلي الذي أطلق عليه المنهزمون انه لا يقهر , ولم أكن اعتقد أن يأتي يوم نفرح فيه ونهلل ونكبر بأعلى أصواتنا بنصر حقيقي على أعداء الأمة العربية والإسلامية . إنها أيام عصيبة مر بها إخواننا في لبنان , ولكنها أثمرت بصمودهم وبسالة المقاومة في جنوبلبنان وتضحياتهم نصرا حقيقيا على الكيان الصهيوني , و أطاحت بأسطورة جيشهم وآلة دمارهم العسكرية . لقد سطر رجال حزب الله في لبنان ملاحم بطولية ستكتب في سجل التاريخ بأحرف من نار ونور , وسيكتب التاريخ أن قوة الإيمان تنتصر على قوة الطغيان , وقوة الإرادة تنكسر على صخرتها قوة الآلة العسكرية الباغية , و أطماع ومخططات أمريكا وربيبتها اللعينة إسرائيل . إن انتصار المقاومة اللبنانية , وصمود المقاومة الفلسطينية , وفعالية المقاومة العراقية , تؤسس لخيار شعبي واسع في العالم العربي والإسلامي , يرى أن خيار السلام لن يعيد الحقوق المغتصبة إلى أهلها , وان المقاومة وحدها القادرة على ردع العدو ورفع الظلم , ومجابهة الطغيان , وتلقينه درسا ,يجبره على الخضوع للحق والكف عن عدوانه وبغيه . إنه زمن المقاومة والممانعة والصمود , زمن رفض الهيمنة الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية , زمن كتبت بداياته اليوم المقاومة اللبنانية التي أطاحت بعنجهية الجيش الإسرائيلي , ومرغت انفه في التراب , وكبدته خسائر فادحة في دباباته وجنوده لن ينساها , كما لن ينسى الصهاينة أصوات صواريخ الكاتيوشا التي انهمرت على رؤوسهم ومدنهم ومستوطناتهم وكأنها حجارة من سجيل . إنه زمن آت , صنع بدماء الشهداء الأبرار , وبصرخات الأطفال وأرواحهم , وبعزيمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ,وبصمود شعب عربي حاول أعداؤه هزيمته وتفكيكه من الداخل , ولكنها إرادة الشعوب التي هي من ارادة الله تحولت إلى انتصار , وهزيمة وانكسار لآلة القتل والبطش والدمار الإسرائيلي . إن فكر المقاومة وروح الإباء والشموخ والإيمان يجب أن تتحول إلى ثقافة شعبية في كافة الأرجاء فهي الوحيدة القادرة على مقارعة أطماع الصهاينة والأمريكان , وأيضا لمواجهة الاستبداد الحاكم والجاثم على صدور الشعوب منذ عقود طويلة , انها لحظة تاريخية يجب أن لا تفلت من بين أيدينا , لعل وعسى نصبح أصحاب حياة كريمة وعزيزة في أوطاننا , بعيدا عن تسلط الحكام واستبداد الأنظمة العربية الخائرة التي فقدت كرامتها وحياءها منذ وقت طويل , ولكن اليوم بات قريبا للإطاحة بها بإرادة شعبية , وخلق واقع ديمقراطي حقيقي وبناء دولة ترعى أبناءها , تغنيهم لا أن تفقرهم , تحافظ عليهم لا أن تنتهك كرامتهم وحقوقهم , تدافع عنهم لا أن تقهرهم وتذلهم . و أخيرا .. يحق علينا أن نقدم آيات الإجلال والإكبار لمقاومة لبنان ورجالها الأبطال الشجعان , وتحية خاصة وصادقة لزعيم المقاومة حسن نصر الله وشعبه لبنان الصامد , كما أن التحية والإجلال والإكبار لمقاومة فلسطين والعراق , و نقول لهم أن يوم الانتصار آت آت آت .