سيف : كنت أقول:من أنا،حتى أكون الحل؟انتهت 13 أصوات : أنت من طرد الأحباش، وأنت كما قلت: تحركت إلى فارس، ولم يكن هدفها العمالة أو الخيانة. سيف : وهل تحقق الهدف؟ أصوات : لم نر فيك: الخائن أو العميل. سيف : وإذا رأيتم أصوات : قلنا لم نر فيك . سيف : وأنا قلت إذا رأيتم؟. أصوات : ونحن قلنا:لم نر فيك. سيف : حسناً..لو رأيتم، كنتم ثرتم على ديمانوس المستبد، ولما انتظرتم الأحباش أن ينحروه أو ينتحر، ولما فعل ارياط باليمن ما فعل..لا يكون الاستبداد إلا حيث كان مثلكم..لو رأيتم كنتم ثرتم على الأحباش المحتلين، ولما انتظرتم لسيف حتى يذهب إلى الفرس..يصمت سيف، وهو يشاهد وهرز القائد الفارسي داخلاً، يتبعه ثلة من الجنود. سيف : (جالساً والحاضرون إلا الحارث) أهلاً وسهلاً بكم إلى مجلسنا . وهرز : (بسخرية مكتومة) مجلسكم..حسناً..أشاهد ملوك اليمن وأبنائهم يلتفون من حولك، وخرج منذ قليل عبد المطلب ابن هاشم كبير قريش . سيف : نعم..تفضل، واجلس بجانبي . وهرز : لن أجلس، حتى أسمع من رأس العرب الذي به تغضب ؟ سيف : (متعجباً) تسمع ماذا ؟ وهرز : عن عقدة أسميتها..أسميتها: عقدة عامر و ديمانوس الثالث . سيف : (مبتسماً) عقدة لا أظن بأنها تهمك . وهرز : (بانفعال مكتوم) بل تهمني..تهمني . سيف : حسناً..يريد كل واحد منهما الملك لنفسه. وهرز : (ضاحكاً..ساخراً) يريد كل واحد منهما الملك لنفسه، لا بأس، عقدة طيبة لنا، حتى ولو قال من حولك بأن الحل أنت . عامر : هل سمعتم؟..هل فهمتم؟ وهرز : (مخاطباً عامر) من أنت ؟ عامر : أنا عامر بن يزيد بن كبشة . وهرز : ترد على أمير الجيش الفارسي(جالساً)..حسناً أنت عامر..يا حراس أخرجوه (يندفع أربعة من الجند، ويجرونه إلى الخارج) . وهرز : ذلكم عامر، وأين ديمانوس ؟ ديمانوس : (واقفاً) الماثل أمامكم . وهرز : أنت إذن..لا بأس، أدبك يحتم علينا أن نسألك: ماذا تريد ؟ ديمانوس : لعلكم تعرفون بأني حفيد الملك ديمانوس . وهرز : الآن عرفت..ديمانوس الذي قضى على ملكه الأحباش . ديمانوس : بل الملك ديمانوس . وهرز : (ضاحكاً) لن تكتمل العقدة، وأنت هنا لوحدك بدون عامر، فهل تلحق بصاحبك ؟ ديمانوس : (يتردد بالخروج)... . وهرز : كان أدبك سابق، فهل تلحق بصاحبك، حتى لا تجبرنا أن نأمر الجند، ويفعلوا بك مع فعلوا بصاحبك؟..يخرج ديمانوس . وهرز : (مخاطباً سيف) والعقدة الثانية (ساخراً) يا ملك اليمن، ورأس العرب الذي به تغضب . سيف : (دهشاً..دهشة المفاجئة)..أي ثانية . وهرز : (ساخراً)..أي ثانية..سألوك ولم تجب..حسناً..حسناً..لنا أن نكون لوحدنا . سيف : (مبادراً..مخاطباً الحاضرين)..هل تنصرفوا الآن ؟ ..ينصرفون عن المجلس إلا الحارث . سيف : (دهشاً) ولماذا لم تخرج معهم ؟ الحارث : إذا أمرني .. وهرز : (مقاطعاً)..لك أن تخرج، فقد أمرك (ضاحكاً..ساخراً) الملك..يخرج الحارث . سيف : (متوجساً) لماذا فعل الحارث ما فعل ؟ وهرز : لا عليك..لا عليك، فها نحن أخيراً لوحدنا . سيف : وجندك ؟ وهرز : (مشيراً إليهم)..هم أربعة فقط لحمايتنا..لن نكون لوحدنا بدون حماية، فأين ما كان الملك، فلابد أن يكون معه جنود تحميه . سيف : مِن مَن، ونحن وحدنا..أنا وأنت..مكانهم في الخارج مع جندي لحمايتنا من عدو يريد اقتحام مجلسنا . وهرز : تقصد(الأحباش الذين تستخدمهم إمعاناً في تحقيرهم وإهانتهم بعد انتصاركم عليهم) . سيف : أستخدمهم لغير الحماية، أعني جنودي اليمنيين . وهرز : (يهمس في إذن واحد منهم، ثم يخرجون).... وهرز : هل قرت عينك، وطاب خاطرك؟..هاهم قد خرجوا وبقينا لوحدنا..أنت جديد على الملك، وعليك أن تكون حذراً..لا تثق في أحد، فقد يقتل الشقيق شقيقه، والصديق صديقه من أجل الكرسي الذي أجلستك عليه . سيف : (دهشاً..متوجساً).. لا أثق حتى فيك !! وهرز : ولِمَ لا، أم أني لست إنسانا..فهل تذكر يوم خرجنا من فارس لتحرير اليمن من الأحباش؟ سيف : (قلقاً) وكيف لا أذكر، وهو حدث لا ينسى، وإذا كان الإنسان ينسى، فإن التاريخ لا ينسى، فهي الأحداث التي تصنع التاريخ . وهرز : فهل تقول ؟ سيف : ولِمَ أقول عن خروج كنت فيه . وهرز : لغرض في نفسي . سيف : فإذا كان كما قلت، فلماذا لا تقول أن ؟ وهرز : حسناً..حتى إذا فعلت، كنت قد بينت . سيف : تفعل ماذا ؟ وهرز : (متجاهلاً السؤال)(خرجنا حتى إذا لججنا في البحر، غرقت من السفن سفينتان بمن فيهما فخلص إلى ساحل اليمن من أرض عدن ست سفائن فيها ستمائة رجل فيهم أنا وأنت، فلما كنا بأرض اليمن قلت لك) فهل تذكر ما قلت لك ؟ سيف : ..... . وهرز : حسناً..أنا أقول..قلت(ما عندك؟..قلت يا سيف: ما شئت من رجل عربي، وفرس عربي ثم أجعل رجلي من رجلك حتى نموت جميعاً أو نظهر جميعاً، قلت: أنصفت وأحسنت، فجمعت ما استطعت من قومك، فلما سمع بنا مسروق بن أبرهة، جمع جنده، وسار بهم إلينا، حتى إذا تقارب العسكران، بعثت ابني نوزاد على جريدة خيل)..فهل تذكر ماذا قلت له يوم بعثته ؟ سيف : .... . وهرز : حسناً..أنا أقول، قلت له(ناوشهم القتال حتى تنظر كيف قتالهم؟..لكنه تورط فقتلوه)..قتلوا ابني(إلا أن ذلك زاد حنقي عليهم)..فهل تذكر حكاية (قتال الأحباش والمنازعة بيني وبين ملك الحبش). سيف : .... . وهرز : حسناً..أنا أقول..قلت للناس(أروني ملكهم، قالوا: ترى رجلاً على الفيل عاقدا تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة حمراء، قلت:ذل وذل ملكه، هل تسمعون إني سأرميه فإن رأيتم أصحابه وقوفاً لم يتحركوا فاثبتوا حتى أوذنكم فإني قد أخطأت الرجل، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاذوا به فقد أصبت الرجل، فاحملوا عليهم، ثم أوترت قوسي، وأرسلت النشابة فصكيت بها الياقوتة التي بين عينيه فتغلغلت في رأسه حتى خرجت من قفاه، وتنكس عن دابته، واستدارت الحبشة، وانهزمت) فهل تذكر ماذا قلت يوم كنا على باب صنعاء ؟ سيف : .... . وهرز : حسناً..أنا أقول..قلت: (لا تدخل رايتي منكسة أبداً، اهدموا الباب، فهدم باب صنعاء، ثم دخلتها ناصباً رايتي)..فما هي العقدة الثانية ؟ سيف : تحكي أحداثاً كنت فيها، ثم تسألني سؤالاً، ما كان له علاقة بتلك الحكاية، إلا إذا كنت تريد لتلك العقدة، عقدة ثالثه . وهرز : الآن عرفت، ذلك شأنكم، وشأني أن تقبض فارس الثمن، وأقبض أنا، أما فارس، فقد أمر مولاي كسرى(أن الفرس تتزوج باليمن ولا تتزوج اليمن منها، وأن تدفع اليمن الخراج لفارس) . سيف : (منفعلاً) وكما كانت تفعل الأحباش، فماذا فعلت؟ ..ما هكذا أردت،(فلن انصاع لرغباتكم، ولن أتلقى الأوامر منكم، أردتكم حلفاء لا أمرين ومتحكمين) يتبع