وقفت في تأمل عميق امام احد رسوم ال" كاريكاتير" التي فعلا كانت في روعة التعبير والوصف الحقيقي للواقع الانساني والتنافر الكبير الحاصل بينه و" الحياة" .. تلك الرسمه رغم وضوحها وبساطة المعنى فيها الا ان الكثير بدءا غائب عن مغزاها . اللوحة عبارة عن رجل يحمل بيده "قيثارة" ويغني- الحياة حلوة بس نفهمها- الشيء الغريب فيها بشكل عام هو وقوف الرجل امام عدد من "القبور" وهو ما زادها اكثر غموض, ولكن هذه الرسالة كانت تروي بمضمونها حكاية هؤلاء الموتى .. قد تقولون كيف؟! الحياة عندما تكون مليئة بالحب , ومستقرة بالامن والسلام , ويسودها التفاهم الاخوي بين البشر لا شك ستكون في منتهى الروع , ولكن عندما يكون العكس من ذلك فحتما ستكون كئيبة ومضنية , وسيكون فيها الموت رخيص جدا.. وهذا الجانب بالذات يقودنا الى عدم فهمنا الحقيقي لها ..فليست الحياة مجرد – احتراب , واراقة دماء , وبغضاء! عندما تشاهد الوثائق التاريخية المسجلة لا حداث الحروب العالمية ستلاحظ مدى تلك القسوة البشرية تجاه الحياة نفسها , وكأن لا احد يريد ان يعيش فيها , ولكن اليوم اختلف الوضع تماما ليس لان معاول القتل والدمار من اسلحة وغيرها انتهت بل لان تلك الشعوب ادركت شيء اسمه "جمال الحياة" وتعمق لديها هذا المفهوم والذي يشير عن مدى الوعي الواصلة اليه مقابل عودتنا مع الاصرار والترصد الى الخلف ..الى كره شديد لهذه الحياة.. ليس لحروبنا الشعواء تفسيرا اخر سوى عدم فهمنا لمعنى الحياة حتى بين الشخوص نفسهم وبقاء المشاحنات , والبغضاء وما يترتب عليها كلها نتائج سلبية تجاه هذه الحياة التي لو منحنا جمالها اهتماما لا ثمر بشكل لا نتوقع وهو ما سيجعلنا نأسف على كل لحظة ضاعت من عمرنا في واقع لا شيء فيه سوى قسوة , ودمار, وتعاسة...