كلمة صادقة قالها المبعوث الأممي لليمن الأستاذ جمال بن عمر في الكلمة المتلفزة والتي نقلت على الهواء مباشرة إلى اجتماع مجلس الأمن والذي عقد مساء يوم الأحد 22 مارس 2015 وهي أنه ليس بإمكان الرئيس هادي فرض سيطرة الدولة على كافة ربوع اليمن بقوة السلاح وليس بإمكان المليشيات المسلحة فرض سيطرتهم على كل المحافظاتاليمنية بقوة السلاح بمعني أنه لن تستطيع القوة العسكرية أن تفرض أي حلول على اليمنيين وهذا كلام منطقي للغاية حتى لو جلس اليمنيون يتقاتلون لعشرات السنوات القادمة فلن يكون بمقدور فصيل بعينه أن يفرض رأيه بالقوة على بقية الفصائل أبدا وذلك لعدة أسباب أهمها: 1-الجيش اليمني مزقته الصراعات السياسية والمناطقية وبروز منطق الولاء للفرد وليس للوطن حوله إلى جيش ضعيفاً جدا وبوضعه الحالي لن يستطيع الجيش اليمني أن يكون أداة للحسم في أي معركة قادمة. 2-قوة القبائل أصبحت قوة لا يستهان بها وتستطيع أن تقاوم الجيش أو أي مليشيات لسنوات طويلة بدون هزيمة ولا نصر. 3-التدخلات الخارجية لن تكون لصالح فصيل بعينه بل ستدعم كافة الأطراف مما سيطيل أمد الحرب ولن تسمح القوى الإقليمية لأي طرف بأن يحسم المعركة لصالحه. 4-داخلياً لن يستطيع أي طرف أن يفرض رأيه أو أجندته بقوة السلاح أبداً لأنه لا يوجد أي طرف من أطراف النزاع لديه القدرة العسكرية أو الفنية أو المساندة الشعبية ليفرضوا حكماً مطلقاً وتهميش الآخر كما تتصور بعض المليشيات المسلحة. 5-الرئيس هادي بعد سكوته وتواطؤه مع المليشيات المسلحة ساهم بشكل مباشر في اسقاط حاشد وعمران وصنعاء وذمار وحجة وإب مما جعله يفقد الكثير من ثقة الشعب ومن ثقة المؤسسة العسكرية ولذلك فهو ليس لديه خيار إلا بتكوين جيش من المليشيات لمواجهة المليشيات الأخرى ولكن عادتاً المليشيات لا تحسم المعارك الكبيرة ولا تفرض حكم على الأرض ولن تتمكن من إخضاع جميع المحافظات بحسب رأي الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين. 6-تأييد الشعب لشرعية الرئيس هادي هي بسبب أنه لا بديل عن الشرعية سوى الفوضى والحرب الأهلية فجميع الوطنيين والمخلصين لهذا الوطن يرون أنه من واجبهم التمسك بالشرعية حتى لا تتفتت الدولة على الرغم من أن جميع القوى السياسية كانت غير راضية عن تصرفات هادي عندما كانت لديه السلطة كاملة وفرط فيها وفي استقرار الوطن نتيجة حساباته الخاطئة والتي حاول من خلالها استخدام المليشيا المسلحة لضرب خصومه السياسيين خاصة الإسلاميين بتشجيع من بعض القوى الدولية والإقليمية فأدى ذلك إلى نتائج عكسية كادت أن تعصف بحكمه بل وباليمن ككل. 7-تفشى البطالة بين معظم الشباب اليمني والتي وصلت إلى 52% في وسط الفئة العمرية المنتجة سيوفر طاقة بشرية هائلة لمد جميع الأطراف المتناحرة بالرجال وهي طاقة ستوفر وقوداً بشريا لمعارك قد تستمر سنوات طويلة. ولذلك ليس امام كل القوى السياسية المتناحرة على السلطة إذا كانت لديهم ذرة حب لهذا الوطن العظيم, ليس أمامهم سوى طاولة الحوار فبالحوار فقط يمكن أن نختصر سنوات طويلة من الإحتراب وننقذ أرواح عشرات بل ومئات الألاف من الأرواح ونوفر المليارات من الدولارات والتي يمكن توجيهها لرفاهية وبناء هذا الوطن.