أن سياسات الأنظمه القديمه والجديده الأستبداديه التي قهرت المجتمع اليمني , وأذلت الفرد, ونشرت ثقافة الخوف والأستلاب للخارج, والتي حولت المجتمع اليمني إلى قطيع منمط مستلب. هي من أوصل المجتمع اليمني إلى هذا الأنقسام والخراب والتشرذم الذي يعيشه المجتمع اليمني اليوم. وذلك من خلال سياساتها الأيديولوجيه والفئويه التي فرّغت المجتمع من طاقاته وأستنزفته وصارت مثالا للفساد والأفساد والتنازع والخلاف, والمعارك الأيديولوجيه والسياسيه الفارغه, الشخصيه والفئويه, التي سدّت على المجتمع كل الأبواب, وأفرغت الدولة والدين معا من وظائفهما الأنسانيه الأساسيه, بدل أن تفتح لها طريق التحرر والتغيير والخلاص. لقد ترتب على مجمل الممارسات السياسيه والأقتصاديه والأجتماعيه لهذه الأنظمه, غياب الأندماج الوطني, حيث أنقسم المجتمع عموديا على أسس عرقيه ومذهبيه وجغرافيه, وتأكل التلاحم الأجتماعي الذي توفرة مؤسسات سياسيه وإداريه ومدنيه وحزبيه ونقابيه مستقله وقويه وفاعله, تتيح التوازن في المصالح والعداله في الفرص والتوافق على المطالب, والذي يمكن المجتمع من مواجهة الصدمات الخارجيه, خصوصا في زمن العولمه وتحولاتها الثوريه الصاعقة. أن دفع المجتمعين اليمني والسوري من جديد إلى السقوط في هاوية العبودية واليأس, بسبب تخلي الأممالمتحدة والدول الكبرى عن مسؤولياتها تجاه الشعبين اليمني والسوري , من أجل أنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد, قنبلة تاريخيه طويلة المدى والأنفجار, لن تتوقف مفاعيلها قريبا ولن تستطيع قوة حصرها. وليس صعود موجة التطرف والأرهاب إلا الجزء البسيط البارز من جيل الأحباط والخوف والبؤس الذي يقبع على قلبي المجتمعين اليمني والسوري المحطمين والمتروكين من دون أمل ولا مستقبل ولا أوهام. لهذا فأن داعش هي خيار اليأس والأنتحار.. فالأحتلال والاستعمار والنهب هي عناوين مازالت حاضره ولكن باشكال جديده تحت مايعرف,, بالاستعمار الجديد,, الذي يضع الدول تحت الوصايه الدوليه كما هو حاصل في اليمنوسوريا ،وان جرى استنساخها باساليب وادوات جديده منها تاجيج الخلافات الاقليميه والبينيه وتنصيب او دعم سلطات مستبده وتاجيج واستحضار النزاعات والعصبيات الاثنيه والطائفيه والمذهبيه القديمه والمستجده،مستخدمين سلاح جديد وهو الاعلام حيث لعب عامل التطور التقني والتكنولوجيا الحديثه لوسائل الاعلام دور كبير في تاثير وفعالية الاعلام بين افراد المجتمعات واثارة الراي العام لتمرير المخططات السياسيه والتخريبات الاجتماعيه عبر شن الحروب النفسيه ضد مناوئيهم لتحقيق اهدافهم في اخضاع الدول والشعوب لتبقى تحت سيطرتهم مستخدمين الورقه الدينيه والمذهبيه.ان العامل الديني في بعده المذهبي خصوصا لم يستحوذ فقط على اهتمام ابناء اليمن, وأبناء سوريا, في نزاعاتهم مع الخارج اوفي مابينهم بل هو اثاربشكل متصاعد اهتمام الدول الاستعماريه التي وجدت فيه اداه فعاله لاضعاف خصومها وتشتيت صفوفهم واغراقهم في صراعات بينيه لاتنتهي.سترفض اليمنوسوريا, اللاعبين الخارجيين والصراع الايراني الخليجي في ميدانها عندما يتوفر لها قاده سياسيون محترفون يحترمون انفسهم وبلدهم وليس سياسيين صغار فاسدون اخلاقيا وناقصوا قيم حقيقيه،ان تجاهل الانظمه في الخليج للشعوب وتركيزها على صناعة انظمه معاديه لثورات الربيع العربي كما حدث في مصر ويحدث في اليمن الان ودفعهم للسلطه لايؤمن غير حل مؤقت حل يعالج مخاوف السعوديه والخليج مؤقتا ويلبي تطلعهما لاحتواء ثورات الربيع العربي والتحكم بمصير شعوبه ودوله وهذا هو ماتسعى الى تحقيقه الدول الاستعماريه الكبرئ،كما يعزز من فرص ايران في استقطاب الناس والنشاط في الاوساط الشعبيه وهذا مسار قد تكون كلفته في الاخير باهظة ومدمره ويقرب زمن نهاية الانظمه الخليجيه.ان الناس في اليمنوسوريا كما في الدول الاخرئ سيستمرون في الهروب من المشروع السعودي الى المشروع الايراني لكنهم بنهاية المطاف سيكتشفون انه لاالسعوديه ولاايران تمثل ملاذا حقيقيا بل ادوات للمشروع الاستعماري الجديد والذي لن يستثنيهم في نهاية المطاف،ومن اجل ان تنتصر ارادة الناس لابد من وعي شعبي يرفض الشخصيات والكيانات السياسيه التي هي عباره عن جسم يمني او سوري وقلب سعودي اوايراني حيث هذه الكيانات لاتمثل خيارا حقيقيا لليمن واليمنيين او لسوريا والسوريين .بل انها وسيلة من وسائل الاستعمار الجديد.. أن المذهبيه المستشرية الان والتي منها نعاني تمزقاً وتقاتلاً وضعفاً هي ما يغري الاعداء بناء،ولايجب ان ننسى بأنهم منذ زمن بعيد قد أعتمدوا سياسة فرق تسد وهم يواصلونها اليوم بتسهيل منا وغفلة عن قصد او من دونه،وكأننا نساعدهم في تحقيق وأنتصار مخططاتهم ضد بلداننا وشعوبنا.ان السياسه الغربية والاسرائيلية قامت على شعار يقول،أن هدم اي فكرة دينية سياسية بحاجة الى فكرة دينية سياسية من ذات الطينة وهو ماحصل فعلاً.حيث تم الاتكاء على موروث العداوة التاريخية بين السنة والشيعة والذي بداء الترويج له مبكراً بعد غزوا العراق بواسطة الاعلام الموجة من الخارج،والذي أستطاع تأجيج العصبيات الاثنيه والطائفية والمذهبيه القديمة وأظهارها على السطح من جديد،حيث ظهرت على شكل تحالفات مذهبية بحته عند قيام ثورات الربيع العربي،فقد مثل تحالف الاسلام السياسي بنسختة الشيعية" ايرانوسوريا وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن وباقي سلسلة الاسلام الشيعي في المنطقة،ومثل تحالف الاسلام السياسي بنسختة السنية،قطر وتركيا وجماعة الاخوان المسلمين في مصر واليمن وباقي سلسلة الاسلام السني في المنطقة.ليخرج بعد ذلك الاسلام السياسي الشيعي منتصراً،مما يؤكد على ان سمة العصر الراهن هي الانتقال من الاسلام السياسي السني الى الاسلام السياسي الشيعي.مما يعني ان المشروع العربي الذي أنتج ظاهرة الاسلام الجهادي،هو نفسه الذي مهد الطريق لتمدد النفوذ الايراني في المنطقه ونقل ايران من وضعية الدفاع الى الهجوم،وهو الذي دفع أمريكاء والغرب الى التحالف مع ايران،لانها في نظرهم تمثل الاسلام السياسي المعتدل القادر على التعايش مع جميع الآديان،لانه يرفع شعارات الجهاد كأقوال وليس أفعال،بعكس الاسلام الجهادي الذي طبق آيات الجهاد الموجودة في القران حرفاً حرفاً على ارض الواقع،كلما سمحت له الفرصة بذلك .لهذا فأن الشرق الأوسط دخل النفق المظلم المؤدي إلى أبواب الجحيم...