يبقى المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ وسيطاً ضعيفاً حتى في إحاطته المقدمة لمجلس الامن فهو يلعب دوراً سطحياً في الملف اليمني والحرب القائمة على اليمن. يظن "ولد الشيخ" ان مهامه في صنعاءوالرياض تقتصر على نقل (موافقة او رفض) الاطراف السياسية اليمنية بالحوار ووقف اطلاق النار فحسب، ومن ثم احاطة مجلس الامن بذلك، وبالتالي يعتبر نفسه قدم ما هو واجب عليه وكفى.. وهذا ما يعتبر جزء غير مكتمل للدور الذي من المفترض ان يقوم به كمبعوث اممي تجاه كافة الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج وذلك في اقناعهم المُلح وانتزاع مواقف وضمانات معمدة من هذا وذاك أكانت سلبية او ايجابية لكي يُعري الطرف الذي يعرقل مسار الحل السياسي ويراهن على الحسم العسكري امام مجلس الامن. وكأن "ولد الشيخ" ينتظر من اطراف الصراع ان تتفق وتلتأم من ذاتها ومن ثم يأتي دوره في ادارة الحوار فيما بينهم ولعل هذا ما ظهر في احاطته الاخيرة التي تلاها لأعضاء مجلس الامن حينما قال: " إن الانقسام بين الأطراف اليمنية "لا يزال عميقا" وهو ما يدفعني التريث في الدعوة لجولة جديدة من محادثات السلام".. واذا كان الامر كذلك فما الداعي لمبعوث اممي اصلا.! نحن نعلم ان الانقسام عميقا بين الاطراف السياسية، لكننا ننتظر دورك الاممي كوسيط في ردم الهوة وتقريب وجهات النظر بينها.! "ولد الشيخ"، لم يبذل جهداً كبيراً يوازي مقدار الازمة اليمنية منذ قبضته الملف اليمني من خلال تحركاته المكوكية الدولية والاقليمية واقناع العالم بالحل السياسي، فهو لم يحقق فيه اي تقدماً الى الآن سوى انه جمع الاطراف على طاولة واحدة في (جنيف2) بجولته الاولى ومع ذلك فشل. اجريتُ حواراً صحافياً مع احد المشاركين في (جنيف2) وسألته عن اسباب تأجيل المفاوضات التي جرت في مدينة بيال السويسرية، فذكر لي اسباب عدة كان ابرزها: اعياد الميلاد ورأس السنة وكان ذلك بطلب من المبعوث الاممي.!! سيقول قائل ان دور "ولد الشيخ" ليس الا وسيطا فقط ..لكن هذا الكلام غير موضوعياُ لأنه يعطي "لولد الشيخ" مبرراً في تسطيح القضية اليمنية وعدم التعاطي الجاد معها في المحافل الدولية والاقليمية بل يجب عليه ان يكرس كل طاقاته وامكانيته المسخرة والموكلة له امميا في الضغط والاقناع والالحاح تجاه الخصوم السياسيين في الداخل والخارج وكذا المستفيدين من الحرب بالحل السياسي اذ لا بد من البدء في الخطوات العملية دون مواربة ومماطله واشتراطات تعجيزيه. فاذا ما قارنا عمليا بين "ولد الشيخ" المبعوث لليمن و"ستيفان دي ميستورا" المبعوث الى سوريا في الخطوات التي احرزاها في الملفين اليمني والسوري سنجد ان الاخير يتقدم بفارق كبير عن الاول جهداً رغم تفاوت الازمتين وصعوبة الملف السوري، ولو انها لم تنتج حلا حتى اللحظة نتيجة عوامل عدة متداخلة من اقطاب الصراع الدولي والاقليمي وداعش. في جعبة "ولد الشيخ" الكثير ليكشفه للعالم عن خفايا اللعبة السياسية التي تحاك لليمن دوليا واقليميا لكنه مكبلا ومكمما فاهه ولن يفصح عنها الا عند الاستغناء واستبدال مبعوث جديد عنه. ما يتوجب فعليا على "ولد الشيخ" ان اراد ان يحقق نجاحا سياسيا في مهمته كمبعوث اممي لليمن هو الشفافية والوضوح في تناوله للملف اليمني وعدم التماهي والانجرار وراء سياسة الانحياز او " الخجل" في فضح المعرقل أيا كان في صنعاء او الرياض.!!