يسابق النظام البائد الذي أسقطته ثورة فبراير الشبابية المباركة وقدم أبناء تعز لأجل ذلك أغلى الدماء والتضحيات الزمن محاولا العودة والظهور في وسط تناقضات المشهد السياسي الذي تمر به تعز. مستغلا جملة من التطورات الخلافية التي أثرت بصورة سلبية على أداء الشركاء الرئيسيين للثورة الشبابية وأهدافها الوطنية والمصيرية المتمثلة في اسقاط النظام العائلي واجتثاث كل رموزه ومرتزقته الفاسدين في طول اليمن وعرضه. لعلنا ما زلنا نتذكر ما دأب النظام الفاسد ومنذ البدايات الأولى للثورة ، وشهدنا محاولات إختراقه المتكررة لصلصفوفها، وتنويع أدوات تسلله المفضوحة إلى جسد الثورة ، وبشتى الصور، وبائت كل محاولاته تلك بالفشل وتهشمت تكتيكاته وإمكانياته على جدار الثورة الصلب والمتين. ولم يكن في النهاية أمامه من خيار غير الإعلان عن استسلامه ورضوخه ، وهكذا خلعته الثورة الشعبية السلمية ، وأخرج صاغرا وكل رموزه وعتاولة نظامه الفاسد. لكن .. مآلات التسوية السياسية بشقيها ، وعوامل التداخلات الإقليمية والدولية وتأثيراتها المختلفة هي من أبقت على جذر المشكلة وطبيعة التعامل معها ، ولتكون بصورتها التقديرية التي تتسق مع معايير عدم الإضرار بالمصالح الاقصادية والإستراتيجية للشركاء في مستوويه الإقليمي والدولي على حد سوى ، ولذا توجب وضع "الهامش المتاح" الذي تحتاجه كل بلد ويحقق فكرة التغيير . بالرغم من كل ذلك أستمرت الثورة وكياناتها المختلفة متماسكة وتعمل بإتجاه انجاز هامش التغيير المتاح، ولم يغب عنوعينيها لحظة مواجهة أي عوامل وفرص تتيح لسفلة النظام ليعودوا للهيمنة من جديد، وعليهم أن يخضعوا لتوجهات الثورة مهما كانت التنازلات التي قدموها وكله لأجل أن لا تذهب اليمن إلى ما كان يخطط النظام أن تذهب إليه. ولكي لا نغرق في النفاصيل أكثر علينا التركير على العوامل التي صنعت حالة الخوف من مضي الثورة اليمنية في إنجاز التغيير الجذري لدى الجيران. وهو ما أدى الى إنتاج التسوية السياسية، ، والتي بدورها أتاحة الفرصة لنظام"صالح" لإعادة ترتيب أوراقه والإحتفاظ بأهم أدواته، ولم يكن الانقلاب سوى نتيجة طبيعة لكل هذه الإخفاقات. اليوم. وبعد كل ذلك الخراب والدمار الذي انتجه وينتجه نظام عفاش الفاسد وتحالفه مع الكيانات السلالية والطائفية واغراق البلد بنفس المخطط التي كان يهدد بها في بداية الثورة ، وأرعب بها الإقليم والخارج أكثر منه في الداخل. وليس غريبا أن تستمر قدراته في المناورة على أكثر من صعيد، والتسللات التي الجديدة التي ينفذها أليم عبر أدواته في تعز، ومحاولات الاختراق للتمكن من السيطرة على أكثر من مؤسسات ومصالح الدولة الحيوية التابعة للسلطة الشرعية. والأخطر من كل ذلك ، ما يجري من إشتغال أدواته على مكامن الضعف والتباينات التي برزت داخل الصف الوطني وكيات ثورة فبراير ..ليبدو متسلق هذه المرة عبر ظهور منبطحة وجماعات حزبية - أدعت الوطنية طويلا- تشكل خطرا حقيقيا تعيق معركة التحرير وتنخر جسد الجيش الوطني والمقاومة. وهو أحد أهم عوامل الضعف الإرتباط البأرز بين شركاء العمل الوطني ومعركة التحرير. لقد خلق هذا السقوط المدوي والإستلاب الفاضح لهؤلاء عجزا حقيقيا لإنجاز ومعالجة ملفات معانات سكان تعز واستعادة مؤسسات الدولة وترتيب الصف الوطني لإنجاز المعركة. بل ان الأمر الأكثر سوءا تورط هذه القوى وارتمائها بأحضان من قامت ضدهم ثورة الشباب. لمن يحدث الضجيج في تعز : ..إن محاولاتكم دفع تعز بإتجاه الهاوية نكاية بشركائكم في النضال والتضحيات .كالطعنة التي تأتيك من الخلف. ..لن تسقط تعز كما تعتقدون أيها القتلة؛ ولن تنحني للصوص .. ليس سهلا أن تخدع أمة عرفت أن الحرية والكرامة أغلى قيمة من معنى الحياة بذل وهوان، وأن الدماء والتضحيات التي قدمتها تعبيرا صادقا لإيمانها المعرفي والوجداني بالحقيقة الواضحة التي أختارته وسلكته الجماهير العرضة والى الأبد. من يتوهم أن بإمكانه الالتفاف على كل لحظة قدم فيها أبناء تعز أغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم وسطروا فيها الشهداء بدمائهم أطهر صفحات التاريخ العظيم، وحكايات شعب صامد آمن بحقه في الحياة والعيش بشرف وكرامة وحرية، وبمشرع المقاومة الذي لا طريق غيره..كخيار نهائي، في سبيل الدفاع عن أرضهم ومدينتهم رمز وجودهم الإنساني على هذا الكوكب. .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet