مبدأ أساسي .. نخوض معترك الحياة و نختلف و يُعمي بصيرتنا الغضب و ننحاز لأفكارنا و نغفل حينا و نتغافل احيانا كثيرة عن ذكر حسنات من نختلف معهم من غير الأصدقاء او الأعداء او مِن من لا نحب ، من طبيعة الإنسان تحجّيم حسنات من يختلف معهم و من طبيعته أيضاً التشكيك بنواياهم حتى تصبح حسناتهم في النهاية محل شك و لا قيمة لها امام الآخرين ، ننسى دائماً ان التركيز على مساوئ الخصوم و العمل بجد على إبراز عيوبهم و تضخيمها خطيئة و ان خلط الخاص بالعام و التغافل عن حقيقة ان الخصوصيات لا يمكن ان تُعمم علامة من علامات عدم النضج و البلوغ ! إن مبدأ العدل واجب حتى مع الأعداء ، أما الظلم فيتعارض مع شريعة الله التي لا تُجزأ و التي لا يمكن أن ناخذ بعضها ونترك بعضها الآخر قال تعالى ذكره “ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب التقوى “ . حزب الإصلاح ليس إستثناء مهما حاول البعض ان يجعله كذلك ، هو كغيره من الأحزاب و الجماعات علينا ان نبرز حسناته و لا نبخسه شيئ منها ، كذلك واجب علينا التغافل عن الصغائر فمن ذَا الذي ترضى مزاياه كلها ؟! علينا كذلك بنزاهة و إخلاص تسليط الضوء الساطع على العيوب التي نعتقد ان من شأنها ان تلحق الضرر بالنسيج الإجتماعي و بنية الدولة ، و على الحزب من جهة اخرى ان يتحلى بمرونة و يتقبل النقد الممنطق و لا يحسب ان كل صيحةٍ عليه ! علينا ان نتعلم ان الذي يخبرنا عن اخطائنا هو الاكثر اهتماما بِنَا اما الذي يرونك تخطئ ويصفقون لك فاحذرهم ، فهولاء إما متمصلحين و إما آثروا السكينة و كلاهما لا خير فيه ! النشأة الأولى ، فتيةٌ آمنوا بربهم .. بعد قرابة العشر سنوات من وفاة حسن البنأ قدم الى القاهرة ، لم يكن الفكر القومي و الماركسي يروق للشاب الذكي عبده محمد المخلافي الطالب في مدينة البعوث الإسلامية في الأزهر الشريف ، كان هذا الشاب من مجموعة الحياد التي لم يستطع احد التيارين الماركسي او القومي استقطابهم ، و في ظل فساد اجتماعي و اخلاقي كبير كان سببه الأول غياب الوازع الديني لدى النخبة الحاكمه تحمس الشاب القادم من مدينة تعز من شرعب السلام تحديداً للنهج الذي أسسه الشيخ المرشد حسن البنّا وحفظ عن صدر قلب وصاياه العشر ، اكمل دراسته و مباشرة بعد قيام ثورة سبتمبر 1962 عاد الشهيد عبده المخلافي إلى مدينة تعز و التحق بالمركز الإسلامي في المدينة و بدأ من هناك نشاطه الدعوي فاشتهر أمره وذاع صيته بين الناس، وكثر أتباعه، عمل على إلقاء المحاضرات و إحيا خطب الجمعة وجددهاعبر تخطي المواضيع التقليدية الى أخرى معاصرة، وبرز ككاتب صحفي لامع في بعض الصحف ثم عيّن مديرا عامًّا للتربية والتعليم في مدينة تعز سنة 1966 ثم اعتقل في نفس العام ، ثم أعيد مديرا عامًّا للتربية من جديد بناء على مطالب شعبية واسعة، عُرف بالنظام والصرامة وحقق نجاحات ملموسة في مجال التعليم مما أوغر عليه صدور الكثيرين ممن يختلفون معه إيدلوجيًّا ولاقى بسبب تلك الغيرة متاعب كبيرة وأثيرت حول الرجل الشبه والدعايات التي لم تكن لها ما يساندها من الواقع ، في سنة 1968 عين عضوا في المجلس الوطني واختير في لجنة صياغة الدستور، واستقر في مدينة صنعاء و توفي أثناء سفره من صنعاء إلى مدينة تعز في يوم الأحد من شهر مايو سنة 1969 في حادث مروري غامض! ، مات الرجل بعد ان أسس قواعد عريضة وبنية صلبة راسخة .. ليس بعيداً عن شرعب السلام و في جبال القبيطة المطلة على عدن و لد ياسين عبد العزيز القباطي ولد بالتحديد في قرية (ثوجان) ، فيها نشأ ثم انتقل إلى مدينة عدن التي كانت اقرب من مدينة تعز الى قريته ، تتلمذ في عدن على يد جهابذة العلم حينذاك الأستاذ محمد حزام المقرمي ، و مباشرة بعد قيام الثورة السبتمبرية سافر إلى مصر، والتحق بكلية الشريعة في الأزهر الشريف و سار على خطى صديقه عبده محمد المخلافي حتى تخرج منها عام 1967.
فور تخرجه عاد الى اليمن وتم تعيّنه مديرًا لمكتب التربية في مدينة تعزّ عام 1969 خلفًا لصديقه الشهيد عبده محمد المخلافي ، تم اختياره رئيسًا لهيئة دار القرآن الكريم التابعة لجمعية (معاذ) . يُعرف الأستاذ بأمير جماعة الأخوان المسلمين باليمن حيث تولى قيادة التيار الإسلامي المتمثل بجماعة (الإخوان المسلمين) في اليمن ، و بعلمه الغزير ونشاطة الزائد رسخ الأفكار في عقول الأتباع وبنى ووسع القاعدة البشرية للعمل الإسلامي من المعاهد العلمية كماً و كيفاً .لم يكن من الممكن أبداً الحديث عن حزب الإصلاح دون ذكر العالمين الجليلين الشيخ عبده محمد المخلافي رحمه الله و الأستاذ ياسين عبد العزيز القباطي أطال الله في عمره كونهما من اسسوا من تعز مدينة النبغاء و النور القاعدة الجماهيرية القوية لحركة الاخوان المسلمين و هما بشاهدة أقرناءهم المؤسسين الفعليين للعمل الإسلامي و لحركة الأخوان المسلمين في اليمن ، و كوني سكنت لسنين باللمنزل المقابل لبيت الاستاذ ياسين عبدالعزيز بحي الجامعة القديمة و ارتبط الى اليوم بصداقة عمر مع اقرب المقربين له أستطيع ان أقول اننا اما ضاهره و ليس عالم عادي . و لكي تتضح الصورة كان لِزاماً علينا علم النشأة الأولى قبل الحديث عن النشأة الآخرة . النشأة الآخرة .. يتبع ...... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet