اكد الشيخ سلطان السامعي عضو مجلس النواب , عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي بأن الخروج من الأزمة الحالية لليمن لن يكون إلا باتفاق جميع الأحزاب معارضة وسلطة ومستقلين سواء كان هؤلاء موجودين في الداخل أو في الخارج , وأوضح السامعي في حوار لصحيفة "الناس" أن هناك شبه مجاعة لدى الناس، هناك حروب في الشمال ، وحراك في الجنوب والوسط , وذلك نتيجة للتصرف الخاطئ من قبل السلطة في كل شيء بالبلد، من قبل المتنفذين داخل السلطة وحمل السامعي السلطة مسؤولية الانهيار الحاصل في الوطن . نص الحوار..... - بداية اقترن إسم النائب سلطان السامعي بتقديم المبادرات والمقترحات بين كل فترة وأخرى، من تقسيم اليمن إلى مخاليف ونقل العاصمة إلى عدن وإنشاء ملتقى بني تميم وحراك أبناء الهضبة الوسطى وأخيراً الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير،لماذا كل هذه المبادرات والحركات؟ * أولا عندما أقترح شيء فإني أنظر إلى الواقع المعاش ، وأرى بأن الوطن بحاجة إلى إصلاحات معينة ، وفي كل فترة أرى أن يحتاج إلى شيء معين، سواء كانت تقسيمات إدارية أو مؤتمرات أو غيرها ،فكل فترة لها وضعها ومطالبها واحتياجاتها، ومن هذا المنطلق انطلق وأقدم آرائي . - ما جدوى هذه الآراء ما دام أنها تنظيرية؟ * ليست تنظيرية، وكثير مما طرحت تعود إليه السلطة والمعارضة . - مثل ماذا؟ * مثلاً فكرة المؤتمر الوطني طرحته مبكراً وقد تبنت المعارضة هذه الفكرة وأصبحت هناك وثيقة إنقاذ انبثقت عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والتي تنادي كل القوى السياسية للجلوس حولها وعمل مؤتمر حوار وطني يخرج بوثيقة مجمع عليها لإنقاذ الوطن من هذه الأزمات الطاحنة التي يمر بها. أيضاً التقسيم الإداري الذي طرحته سابقا ويتضمن أربعة أقاليم أو مخاليف سيعودون إليه ، وهناك تسريبات بأن السلطة نفسها تتبنى هذا الموضوع. - من أين جاءت لك هذه التسريبات؟ * لنا مصادرنا الخاصة من الزملاء، وهذا الكلام قد سمعته منذ فترة ليست قريبة، وهم يعدون تعديلات دستورية كمخرج للورطة أو للأزمة أو للخروج من هذا النفق ولكن بطريقتهم هم. - وما هي طريقتكم أنتم للخروج من هذه الأزمة؟ * أنا أقول لهم بان الخروج من النفق الذي أدخلوا البلد فيه لن يكون هذه المرة إلا باتفاق الجميع معارضة وسلطة ومستقلين سواء كان هؤلاء موجودين في الداخل أو في الخارج، لأن الوطن وطن الجميع وليس وطن فئة أو شخص أو أشخاص أو أسرة حاكمة، وإنما وطن ل25 مليون إنسان بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية يجب أن يشاركوا في صنع القرار وعمل مخرج لما يعيشه الوطن الآن. - ما الذي تريدونه بالضبط؟ * نريد إيجاد دولة النظام والقانون..دولة العدالة والمواطنة المتساوية..دولة يوجد فيها شفافية ومساءلة لكل الفاسدين ولكل من نهب ثروات الوطن، فهذا هو المطلوب . - لكن المطلوب أولا اصطفاف وطني كما نادت السلطة لمواجهة هذه الأزمات وهذا ما تسعى إليه السلطة؟ * من أدمن على صناعة الأخطاء لا يمكن له أن يعمل على تصويبها،والاصطفاف الوطني لا يمكن له أن يتأتى إلا بمشاركة الجميع معارضة وسلطة في الداخل أو في الخارج. - وكيف تفسر هذا الاصطفاف أو الالتفاف الشعبي حول السلطة في مواجهة هذه الأزمات؟ * أولا يجب أن تعيد حساباتك بالنسبة لمسألة الاصطفاف الوطني أو الاصطفاف (اللي مش عارف أيش) هذا الاصطفاف الشعبي، فهذا الكلام غير دقيق تماماً، ليس هناك اصطفاف شعبي مع السلطة كما قلت أو كما يتردد في إعلام السلطة، هناك استياء داخل الشعب، وهناك عدم رضا بإدارة البلاد من قبل السلطة، هناك صبر، هناك أشياء كثيرة لا تدل أو توحي على وجود اصطفاف شعبي مع السلطة. - وماذا تسمي هذه الدعم المادي والعيني والتأييد الشعبي للسلطة في كل ما تفعله؟ * يا أخي السلطة بيدها المال والإعلام والقوة ، فهي تطبل لنفسها بنفسها، وهذا الكلام حول الاصطفاف الوطني الذي يردده إعلام السلطة ليس صحيحاً أبدا. - وما هو الصحيح؟ * الصحيح أن هناك فساد فضيع أوصل الناس إلى فقر مدقع .. بل أكثر من فقر،هناك شبه مجاعة لدى الناس، هناك حروب في الشمال ، وحراك في الجنوب والوسط . - لماذا؟ * نتيجة للتصرف الخاطئ من قبل السلطة في كل شيء بالبلد، نتيجة لعدم تسيير الأمور بعدالة، نتيجة لنهب ثروات هذا الشعب، نتيجة لعدم وجود دولة النظام والقانون، نتيجة لعدم وجود المواطنة المتساوية،نتيجة للنهب والسرق لثروات الشعب، نتيجة لعدم محاسبة هؤلاء اللصوص الذين ينهبون ثروات الناس، نتيجة لما يرتكب في حق الناس ، في نهب ممتلكاتهم، وفي تقييد حرياتهم، وإذلالهم وإحباطهم وفي محاربة الاستثمار والمستثمرين . - من قبل من كل هذا؟ * من قبل المتنفذين داخل السلطة وهم سبب كل المصائب في هذا الوطن ، هم سبب في الحروب، سبب فيما يحدث الآن في الجنوب ،وما يحدث في الهضبة الوسطى، هم سبب لكل ما يعانيه هذا الشعب. - منهم هؤلاء تحديداً؟ * متنفذون معروفون تماماً في السلطة، وأنا أقول أن المتنفذون هم كلهم الموجودين في السلطة ابتداء من رئيس الجمهورية وانتهاء بأصغر متنفذ يتحملون كامل مسؤولية الانهيار الحاصل في هذا الوطن. - وهل هذه المقترحات والحركات الصغيرة التي تنشئونها كفيلة بحل كل هذه الإشكالات؟ * عندما تخرج تكتلات هنا وهناك وترفع صوتها ضد الظلم وضد ما تدور من مصائب في هذا البلد ، أنا اعتقد بأنه سيكون لها دور في إيقاف هذا الانهيار الفضيع، وطبعاً هذه الأصوات تنادي للحوار والعودة على العقل ، وإيقاف الفساد ومحاسبة المفسدين، وينادون بالحفاظ على الوحدة وإيجاد دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، فهذا هو المنطق العقلاني والذي يجب أن يسود، وأن يُشجع وأن يقف معه كل الشرفاء والأحرار في هذا الوطن، مع هذه الأصوات التي ترتفع مجلجلة في الآفاق ضد الفاسدين والظالمين في البلد. - لماذا لا تصلون بهذه الأصوات إلى السلطة من بيدها القرار، بدلا من هذه الفرقعات الإعلامية؟ * أيش من فرقعات إعلامية!! يا أخي السلطة تعيش في حالة غرور وحالة خيلاء عجيبة ، ولعلك سمعت قبل أيام رد السلطة على رؤية الإنقاذ الوطني، قالت فلتذهب هذه الوثيقة هي ومن عملها للجحيم، فالسلطة لم تعد تقبل أي نصيحة وقد اكتفت فقط بفقهاء الفساد ، وبخبراء النهب والسلب، وأغلقت آذانها ومسامعها عن سماع أي نصيحة صادقة من أبناء هذا الوطن سواء كانوا داخل السلطة أو خارجها أو من المستقلين. - لكن السلطة مؤخرا استجابت لنصيحة تقدم بها فرد واحد،وبموجبه أعلن الرئيس استعداده لتطبيق الحكم المحلي كامل الصلاحية؟ * الرئيس هو تكلم عن حكم محلي واسع الصلاحية ،وهذا طبعاً لفظ فضفاض سيتم التلاعب به، لكن إن كان قد قال الرئيس عن حكم محلي كامل الصلاحية فذلك جاء نتيجة للضغوط التي تضغطها هذه القوى والمكونات السياسية والاجتماعية الموجودة سواء كانت في الجنوب أو الشمال أو الوسط،ولو لم يكن هناك ضغوط لما قال مثل هذا الكلام ولما استجاب ، ولكننا نريد أفعالاً ولا نريد أقوالاً. - قبل فترة طالبت أنت شخصياً باستقالة الرئيس عن السلطة هل مازلت عند مطالبتك هذه؟ * أنا طالبت باستقالة الرئيس في فترة معينة حتى لا تصل البلد إلى هذا المستوى من الانزلاق في النفق المظلم،وكان بإمكانه أن يسلم السلطة بسلاسة لمن يراه. أما اليوم لا بد أن يكون موجود على طاولة الحوار مع بقية القوى السياسية معارضة وسلطة في الداخل والخارج، ليعملوا حلول ومخارج لهذه الأزمة الطاحنة التي نخشى أن توصلنا إلى انفراط العقد ولا يستطيع احد أن يجمع حبات هذا العقد. - كيف يتحاور النظام معكم وأنتم تنادون بأعلى صوتكم بتغييره من على كرسي الحكم؟ * التغيير نعم.. لا بد من التغيير لماذا يخافون من التغيير ! يعني أنا عندما أطالب بمحاسبة فاسدين ولصوص وتغيير مواقعهم، لأن مواقعهم يجب ألا تكون في السلطة وإنما في السجن مقيدين بالسلاسل أمام المحاكم، فهذا هو التغيير للفاسدين، فلماذا يخافون منه مادام التغيير هو للأفضل . - لكنكم تعرفون أن الحاكم في الوطن العربي هو دائما مضارع مستمر؟ * والله نحن نطرح آراءنا ونقول ، فإذا هو سمع وعاد إليه ضميره الوطني وقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية فإنه سيكون إلى جانب كل العقلاء،وإن هو استمر بغيّه وكبريائه وغروره فإن الغرور دائما يؤدي إلى نتائج سيئة، وانظر إلى كثير من الدول التي حصل فيها الانهيار حتى وصلت إلى الاحتراب الأهلي، وأذكّر بالصومال مثلاً، ولن ننقذ بلادنا من هذا المصير إلا بالحوار الوطني. - كيف حواروأنتم تدعون السلطة لتتخلى عن سلطتها وتشارك معكم في الحوار كطرف؟ *هذا من حق كل اليمنيين أن ينقذوا حاضرهم وأن يصنعوا مستقبلهم، وليس هذا من حق السلطة فقط، فنحن في سفينة واحدة إذا غرقت سيغرق الجميع. - ولهذا لابد أن تتنازل كل الأطراف وأن تتخلى السلطة والمعارضة عن غرورهما؟ * نتنازل عن ماذا وغرور لماذا! نحن ليست في أيدينا السلطة حتى نغتر، بل نحن جزء من هذا الشعب المظلوم المهضوم حقوقه، فكيف نغتر، نحن لدينا رؤى وطرحناها وطالبنا السلطة وكل القوى للمشاركة في حوار وطني شامل، فالسلطة هي المغرورة لأن بيدها السلطة والقوة والمال. - ولماذا لا تتنازل السلطة عن غرورها وتتنازل المعارضة عن عنادها وتشددها؟ * أعتقد أنه لا يوجد لدينا أي تشدد أو عناد ، حتى وثيقة الإنقاذ الوطني ليس فيها تشدد فقد طرحت فيها آراء ولم تقل أنها نهائية بل طالبت كل القوى السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج بالمشاركة في الحوار والاتفاق على صيغة نهائية لهذه الوثيقة لإخراج البلد من هذه الأزمة التي نعيشها. - كيف لا يوجد عناد وأنتم ترفضون رفضاً قاطعاً انتخابات ملء المقاعد الشاغرة في البرلمان ، بعد أم ضغطتم باتجاه تأجيل الانتخابات النيابية وعلقتم الحوار السياسي مع الحاكم؟ * أنا أقول أن الوقت ليس وقت انتخاب ملء المقاعد الشاغرة، في هذه الفترة وهي فترة التمديد سنتين، لأن اللجنة العليا الموجودة الآن غير شرعية ولم يتم الاتفاق عليها بل وناقصة القوام، والاتفاق مع السلطة الذي حصل بين السلطة والمعارضة وعلى ضوئه تم التمديد لمجلس النواب لسنتين لم يتطرق لمثل هذه الأمور،فلماذا حرصت السلطة أن تقوم بهذه الانتخابات في هذه الفترة بالذات ، وهي فترة تمديد وفي ظل لجنة غير شرعية وغير متفق عليها - برأيك أنت لماذا؟ * يبدو أن السلطة تخطط لتعديلات دستورية، وتريد أن يكون لديها ثلاثة أرباع الأعضاء، فتخطط لعمل تكتيكات جديدة وعمل مقالب جديدة ، ولكن دائما تقع السلطة في مقالبها لأنه من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. - ما هي هذه المقالب؟ * مقالب كثيرة جداً ، تتمثل في كل المصائب للوطن وكل السياسات الخرقاء التي أقدمت عليها السلطة، وكثير من المقالب التي تزرعها وتعملها لفئات معينة سواء كانت فئة سياسية أو دينية تقع في شرّعملها هذه السلطة، فهي مثلا عندما تدعم جهة ضد جهة أخرى نجد أن هذه الفئة قد انقلبت ضد السلطة وهكذا سياسياً واقتصادياً وغيرها. فالسلطة في هذا الوطن منذ ثلاثة عقود وهي تحكم وتدير البلد بالأزمات، وليس حكماً رشيداً صادقاً يتبنى التنمية، ويؤدي إلى استقرار الوطن بل تعمل السلطة على أن يكون الوطن غير مستقر وغير آمن . - وما مصلحة السلطة في ذلك؟ * من أجل أن تستغل هذه المخاوف لدى الناس ويستمر حكمها لسنوات، وهكذا. - لكنكم كأعضاء برلمان أنتم من تحللون للسلطة كل أخطائها؟ * البرلمان ضعيف ولا يستطيع أن يعمل شيئا لمواجهة هذه السلطة لأن هذه السلطة اعتمدت عند الانتخابات النيابية على وسائل كثيرة لتزوير وتصعيد أشخاص كانوا في الواقع غير ناجحين فصعدتهم السلطة بمالها أو بقوتها أو بعسكرها، لذلك جاء هؤلاء ضعاف ويدركون أن السلطة هي من جاءت بهم، لذلك لا يستطيعون أن يقفوا في مواجهة السلطة حتى وإن كانت على خطأ، لأنهم لا يشعرون أن الشعب هو من أتى بهم للبرلمان، لذلك الآن السلطة تجني ثمرة هذا التزوير وهذا العمل المشين في حق الديمقراطية. - لكن هناك مواقف نجح فيها البرلمان ضد الحكومة؟ * هذا نادرجداً، والنادر لا حكم له. - ننتقل لقضية صعدة، إلى أين تتجه هذه الحرب السادسة من وجهة نظرك؟ * أنا كنت منذ الحرب الأولى ضد الحرب، وضد سفك دماء اليمنيين سواء من أبناء القوات المسلحة والأمن أو من أبناء صعدة وكنت منذ البداية مع الحوار الصادق والهادف لإنصاف كل الأطراف، لكن السلطة يتلبسها دائما الكبْر والغرور فأبت إلا أن تحسم هذه القضية بالحرب ففشلت في الخمسة حروب السابقة فشلاً ذريعاً حتى امتدت هذه الحرب إلى محافظات أخرى، وأنا أتوقع أن تتمدد إلى محافظات كثيرة. -لماذا؟ * بسبب غرور السلطة ورعونتها وعدم احترامها لأبناء شعبها. - أي رعونة وقد استنفدت كل وسائلها ولم يعد لها سوى الحسم العسكري مهما كانت تكلفته؟ * القضية قضية فكر والفكر لا يمكن إخماده بالدبابة والمدفع وإنما يواجه بالفكر والحجج فأقول بان قضية صعدة لن تنتهي بالقوة والأيام ستثبت ذلك. - وهل لديك خيار آخر لانتصار السلطة في فرض سيادتها؟ * بإمكان هذه السلطة أن تنتصر بالفكر وبالحوار وبالكلمة، أما الدبابة والمدفع والطائرة لن تنتصر بها هذه السلطة، ولنا عبر في التاريخ كثيرة، وأنا أذكر مثلا الحرب اليمنية اليمنية في الستينات، وتوقفت هذه الحرب ليس بالدبابة أو المدفع وإنما بالحوار ومشاركة الملكيين في السلطة من القمة حتى القاعدة. فغالباً ما تقوم الحروب في العالم حول شيئين هما السلطة والثروة، فإذا هناك عدالة في توزيع الثروة وشراكة حقيقية في السلطة لأبناء الشعب تأكد أن هذه الحروب ستخمد وسيتجه الناس لبناء بلدهم، أما أن تظل أسرة أو متنفذين في احتكار السلطة والثروة فكيف تريد من الناس أن يسكتوا أو يباركوا هذا الظلم . - وما سر تزامن اشتعال الحراك الجنوبي مع هذه الحرب السادسة في صعدة؟ * أنا اعتقد أن للجنوبيين قضية مختلفة مع أنها قد تتفق في بعض الأوجه مع قضايا الأخوة في الشمال، في أن الكل يحس بأنه مظلوم ومهضوم ،وعدم وجود مواطنة وعدالة متساوية، وعدم وجود دولة النظام والقانون، فالجنوبيون قضيتهم معروفة، كان لديهم دولة سلموها ووجدوا أنفسهم في يوم من الأيام خارج المعادلة السياسية، والبعض وجدوا أنفسهم في الشارع، أنا أعرف طيارين ميج 29 يبيعوا بخور في شوارع عدن، وأعرف قادة عسكريين يبيعوا القات في أسواق القات! فلماذا ترمي هؤلاء في الشارع وهم مواطنون يمنيون، لقد سيطرت السلطة على كل شيء، ورمت أبناء الجنوب وأبناء محافظات كثيرة في الشارع ، وأبعدتهم وهددتهم وصادرت حقوق الكثيرين منهم ومارست الاغتيالات ودخلت في حروب راح ضحيتها الآلاف كما هو حاصل اليوم في صعدة وعمران ومناطق أخرى . - في ظل حراك الجنوب وعراك الشمال لعلكم تخشون أن تضيعون في الوسط؟ * نعم نعم ، يا أخي هناك حراك في الجنوب، وهناك حراك أو عراك أو حروب في الشمال لهم قضيتهم، ونحن في المناطق الوسطى محافظات كبيرة تمثل حوالي ثلثي سكان الجمهورية بدأنا بحركات، وسنخرج مطالبين بدولة النظام والقانون ومواطنة متساوية، وهذا الذي الآن يتم الإعداد له. - من أين جاءت تسمية الهضبة الوسطى؟ * هي كانت تسمى المناطق الوسطى وهي عبارة عن مرتفعات ، والهضبة هي كل ما ارتفع، ومن هنا جاءت التسمية ، ربما يتم تعديل هذه التسمية إلى تسمية أخرى مع الأيام . - ما طبيعة هذا الحراك الوسطي – إن جازت التسمية؟ * حراك أبناء الهضبة الوسطى هو حراك عقلاني تحت سقف الوحدة اليمنية، ويطالب بدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، وبحكم محلي كامل الصلاحية، وترسيخ الديمقراطية، ومحاسبة كل الفاسدين الذين أفسدوا الوطن بجرائمهم المستمرة منذ سنوات. - ما الفرق بين حراك الهضبة الوسطى وبين الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير؟ * حراك أبناء الهضبة الوسطى يشمل أكثر من محافظة، والحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير بدأناها في تعز وبعد الإشهار سيتم التنسيق ما بين هذه المحافظات محافظات الوسط. - ألا تخشى على نفسك من ردة فعل السلطة وفتحها لملفات قضائية قديمة؟ * شوف يا أخي ، أنا لا أخشى إلا الله تعالى ما دمت على حق وما دمت أقول ما أعتقده بأنه هو الحق، وهو لصالح الوطن، فلا أخاف إلا من الله سبحانه وتعالى ، فلا يستطيع أحد لا في السلطة ولا من خارج السلطة أن يسكتني عن قول كلمة الحق منطلقا من قوله عليه الصلاة والسلام " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان، فهذا منطلق ديني ومنطلق وطني. - وماذا عن موقفك أو موقعك في مجلس التضامن الوطني؟ * بالنسبة لمجلس التضامن الوطني أنا ما زلت عضو فاعل في لجنته العليا. - كيف عضو فاعل وهو بنفسه كيان غير فاعل؟ * شوف يا أخي هذا حكمك وتقديرك أنت. - أنا أنقل بعض آراء الآخرين عنكم؟ * طبعاً لكل واحد رأيه، لكن المجلس خلال الفترة الماضية كان له دور في كثير من حل مشاكل قبلية كبيرة. وإيقاف حروب قبلية، وتقديم آراء سياسية معينة وكنا وسطاء بين السلطة والمعارضة في فترة ما . - وما هو دوره فيما يجري حاليا في ظل اتهام البعض له بأنه أصبح طرفاً ضد آخر؟ * نحن في اللجنة العليا لسنا مع طرف ضد طرف، بل نحن مع الوطن وأعتقد أن هذا رأي الجميع (في اللجنة العليا لمجلس التضامن) أن مصلحة الوطن فوق كل شيء وليس عندي تفاصيل أكثر من ذلك. - وأنا ليس لدي أسئلة أكثر من ذلك، فهل لديك كلمة أخيرة؟ * كلمة أخيرة أوجهها للأخ الرئيس وأقول له بكل صراحة وبكل مصداقية إن البلد يسير نحو الهاوية ونحو الاحتراب الأهلي الذي لا قدر الله إن وصلنا لهذه المرحلة لن يستطيع أحد في السلطة أو المعارضة أو الخارج أن يعمل شيئا حينها ، وبما أن الرئيس على رأس النظام يجب عليه أن يأمر بإيقاف هذه الحرب المجنونة وبما أنه أب للجميع فيجب طلب الجميع للحوار، ويرى وينظر ماذا يريد الجميع سواء في الشمال أو في الجنوب، ويقبل كل الرؤى التي من شانها أن تحافظ على وحدة اليمن واستقراره قبل انجراره إلى حروب أهلية تمزقه إلى دويلات وسلطنات صغيرة. كما أوجه رسالة لكل عقلاء اليمن سواء في السلطة أو المعارضة يجب أن يقفوا جميعاً ضد ما يحصل الآن في الوطن من احتراب وأن يتجه الجميع للحوار، والحوار وحده الذي سيخرج البلد من أزماته المتلاحقة.