اتهمت أوساط برلمانية يمنية وزراء بالحكومة بالتهرب المتكرر من الرد على تساؤلات أعضاء مجلس النواب (البرلمان) بشأن تجاوزات في وزاراتهم، حتى بات هذا الأمر يشكل ظاهرة مستمرة, فيما رفضت دوائر رسمية تعميم الظاهرة. وبلغة شديدة اللهجة انتقد عضو لجنة النفط والخدمات بمجلس النواب صخر الوجيه تغيب الوزراء وعدم حضورهم للبرلمان للرد على أسئلة الأعضاء. وقال صخر الوجيه للجزيرة نت إن اللائحة الداخلية للمجلس تنص على أن الوزير من حقه الاعتذار مرة واحدة فقط وليس كل مرة, وأوضح أنه تقدم بسؤال قبل عام لأحد الوزراء ولم يأت الوزير إلى المجلس حتى الآن. وعزا تمنع الوزراء عن المجيء إلى الخوف من الرد على تقارير رقابية تتعلق بأدائهم في المؤسسات التي يديرونها. واعتبر الوجيه هذا المسلك دليلا على استخفاف أعضاء الحكومة بالبرلمان وأعضائه، في اعتقاد منهم بأنهم محميون بكتلة الأغلبية التي يتزعمها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم خاصة حينما يكلفون وكلاء الوزارات بالرد نيابة عنهم. أعذار واهية من جانبه اتهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني عيدروس النقيب هيئة رئاسة المجلس بالدفاع المستميت عن الوزراء واتخاذ الأعذار الواهية لهم في حال تخلفهم عن الحضور. وقال عيدروس للجزيرة نت إن رئاسة المجلس تمنع الأعضاء من تقديم الأسئلة للوزراء أو تأجيلها بشكل متعمد وصل في بعض الحالات إلى عام كامل. ويرى أن بعض الوزراء يعتقدون أن النواب لا يحترمون السلطة التنفيذية وبناء على ذلك يتعاملون معهم بتجاهل. اعتذار جماعي وبدوره يعتقد النائب عزام صلاح أنه من غير المعقول الاعتذار بهذا الشكل الجماعي, وأكد ضرورة أن يحترم الوزراء المجلس وأعضاءه. من جانبه أبدى النائب علي المعمري دهشته من تعامل أعضاء الحكومة بنوع من الخفة مع أسئلة النواب, وانتقد في الوقت نفسه تأخر إرسال الرسائل للوزراء من قبل رئاسة مجلس النواب. وكان وزراء الاتصالات والتربية والتخطيط والزراعة والصحة قد تغيبوا جميعا في وقت واحد عن الحضور إلى البرلمان بحجة التزامهم بعدد من الفعاليات المقامة في اليمن. كما تغيب وزير الداخلية عن الحضور للرد على 12 تساؤلا تقدم بها النائبان محمد القباطي وعيدروس النقيب بشأن الاضطرابات الأمنية. واعتذرت الحكومة كذلك عن مناقشة تقريري لحج وأبين بشأن مقتل مواطنين أثناء الغارات التي استهدفت أعضاء تنظيم القاعدة. وبعث رئيس الوزراء علي مجور بخطاب للمجلس يعتذر فيه عن حضور الوزراء المعنيين بحجة سفرهم مع الوفد الرئاسي لحضور مؤتمر الرياض. دفاع مقابل ذلك دافع الشيخ حمير الأحمر نائب رئيس مجلس النواب عن الوزراء وعزا عدم حضورهم للإجابة على أسئلة النواب إلى تأخر الرسائل المرسلة لهم من رئاسة هيئة المجلس. ونقل موقع الصحوة نت المعارض عن الأحمر قوله "لا أتوقع أن يدعى الوزراء في اليوم الأول ويحضرون في اليوم الثاني، فهم مرتبطون بمواعيد ومن حقهم الاعتذار". وأضاف أن المفروض أن ترسل الأسئلة في وقت مبكر حتى يستعد الوزير للحضور للمجلس, وأكد أن حديثه هذا ليس دفاعا عن الوزراء وإنما هو من أجل إظهار الحقيقة . تعميم ويرفض عضو مجلس النواب عن الحزب الحاكم عبد العزيز جباري تعميم الظاهرة, ويؤكد أن بعض الوزراء ملتزمون بالحضور فور تلقيهم أي استفسار من أي عضو. وألقى باللائمة على رئاسة المجلس واتهمها بالتأخر في إرسال طلبات الاستجواب للوزراء قبل انعقاد المجلس بيوم واحد، وهذا برأيه خطأ جسيم تتحمله رئاسة البرلمان وليس أعضاء الحكومة. وقال جباري للجزيرة نت إنه يجب على رئاسة هيئة المجلس محاسبة أي وزير يتغيب دون مبرر وفقا للائحة التي تجيز له الاعتذار مدة أسبوع في حالة انشغاله بعمل يخص وزارته.