لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضل الجعدي - رئيس سياسية مشترك الضالع: خطابات السلطة مبعث الكراهية والمناطقية
نشر في التغيير يوم 29 - 04 - 2008

فضل الجعدي سكرتير الدائرة السياسية للاشتراكي بالضالع، ورئيس الدائرة السياسية باللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة في حوار يتحدث ل (الأهالي) عن اخر المستجدات في الضالع وماجاورها..
* قررت أحزاب المشترك في صنعاء مقاطعة انتخاب المحافظين وكذلك أنتم بالضالع رغم أن وضعكم مختلف باعتباركم أغلبية هنا؟
- باعتقادي كان هذا القرار للمشترك صائبا، وهو القرار الذي كان يجب أن يصدر وأبرز أسباب الاعتراض كونه صدر عن مجلس الدفاع الوطني أي أنه قرار عسكري وكأن البلاد في حرب، وأنه قصر العملية الانتخابية على المجالس المحلية وهذا خارج مهامها فإذا كان انتخاب رئيس الجمهورية تم من الشعب مباشرة فلماذا يقصر انتخاب المحافظين على المجالس المحلية؟ وعموما فإن القرار يعطي ضمانة للحزب الحاكم بحيث تصبح القضية عشرين محافظة للحاكم مقابل الضالع فقط للمشترك.
الانتخاب الحقيقي يجب أن يأتي من الجماهير باعتبار الشعب مصدر السلطة وقبل ذلك يجب أن يعدل قانون الحكم المحلي واسع الصلاحيات، كما أن السرعة الزمنية والحالة الاستثنائية التي دعت لإصدار القرار كلها تثير التعجب وحولها الكثير من علامات الاستفهام، ولهذا فإنني أعتقد أن قرار المقاطعة كان خيارا سليما، ونحن في الضالع نشد على أيدي قيادة المشترك رغم أن وضعنا مختلف فالانتخابات ليست حقيقية وتنافسية بل تعيينات وبدل أن تأتي عن طريق رئيس الجمهورية تحولت إلى أعضاء المجالس المحلية والتي يسيطر عليها الحاكم في كافة محافظات الجمهورية دون الضالع طبعا وبالتالي لا يوجد أي جديد.
* لكنكم في الضالع لكم وضع خاص والفوز بمنصب المحافظ مضمون لصالحكم والسياسة فن الممكن كما يقولون، فلماذا تضيعون هذه الفرصة بمجرد أنه التزام لقرار القيادة المركزية؟
- ياعزيزي لا توجد دولة القانون حتى نتحدث عن الوضع الخاص وعن الصالح لمن، نحن نعرف من يسير الأعمال الأساسية بالمحافظة فللمؤسسات العسكرية ممثلة في كل دائرة من الدوائر المدنية إذن لماذا نتحدث عن الصالح؟ نحن نحاول أن نحافظ على ما تبقى من هامش ديمقراطي وأمام ممارسات السلطة لا ندري إلى أين نسير.
* شهدت الضالع مؤخراً أحداث شغب وحملة اعتقالات ومداهمات وحالة طوارئ لازالت بعض علاماتها باقية حتى اليوم.. مادوركم في المشترك تجاه ما حدث؟
- أحداث الضالع باعتقادي جاءت بشكل مدروس من قبل السلطة والهدف هو القضاء على ما تبقى من هامش ديمقراطي وإليك الدليل: أولا المسيرة التي أقيمت في الذكرى الأولى لانطلاق الحراك كانت بشكل سلمي في 24 مارس ولم يوجد إزاءها أي موقف للسلطة لأنها سلمية وأنا استشهد بها هنا لأن هناك تهماً وجهت للمعتقلين اليوم على خلفيتها مثل رفع الأعلام الانفصالية، ومسيرة طالبي التجنيد في ثلاثين مارس وما رافقها من أعمال شغب وقفت السلطة موقف المتفرج ولم تحرك ساكنا ولم تظهر ردود فعل السلطة إلا في الساعات الأولى من فجر الأول من ابريل أي بعد حوالي أربعين ساعة ودون أي مسببات لحملة الاعتقالات ومداهمة منازل النشطاء السياسيين وبالتالي فإننا نرى أن السلطة تسير باتجاه طمس كل منجز يذكرها بوحدة 22 مايو 90م، فهي اليوم تسير في طريق القضاء على ما تبقى من هامش ديمقراطي ومن ذلك التعديلات على قانون الجرائم والعقوبات وتحويل رموز السلطة إلى (مقدسات) يحرم المساس بها.
* هناك أصوات تأخذ عليكم التناقض مثل انتقادكم غياب أجهزة الأمن لمنع أعمال الشغب في الوقت الذي كنتم تهاجمون وجودها في حماية الفعاليات وتطالبون بأن تبتعد..؟
- أرد على سؤالك هذا بسؤال آخر: لماذا لم تتواجد السلطة عبر أجهزتها الأمنية في نفس اليوم الذي شهد أعمال الشغب؟ لو كانت نزلت يمكن أن تضبط من مارس الشغب لكنها تأخرت إلى ما بعد أربعين ساعة لاعتقال أشخاص كانت قد أعدت قرارات باعتقالهم سلفا هم أصلا لا علاقة لهم بالشغب.
* هل كان هناك ما يستدعي إعلان حالة طوارئ وعسكرة الحياة المدنية وإنزال الآليات العسكرية في الضالع وردفان؟
- لا أعتقد أن ما قامت به السلطة من إجراءات بالحجم الذي ذكرته يستدعي ذلك فالسلطة في طبيعتها الحالية لا تمارس قوة القانون بل سلطة القوة فكل ما حدث من مداهمات للمقرات والمنازل والاعتقالات كان أقرب إلى البلطجة وخارجاً عن القانون ودون علم النيابة ولا يوجد أمر قضائي باعتقال أي ممن اعتقلوا ومشكلتنا في ظل هذه السلطة أن القانون هو الغائب الوحيد.
* لكن هناك ممتلكات عامة وخاصة تعرضت للتخريب وكذا قطع الطرقات وكان لا بد من أن تتحرك أجهزة الأمن؟
- كما أشرت لك أن تحرك السلطة جاء متأخرا وطال أشخاصا ومقار منظمات لا علاقة لها بما حدث وبالتالي فكل ممارساتها خارج إطار القانون والدليل أنهم اعتذروا لبعض ممن أفرج عنهم وهذا الاعتذار يكفي دليلا أن ما حدث لم يستند إلى القانون وحتى الذين ما زالوا متحفظفين عليهم حتى اليوم، احتجازهم خارج القانون، ثم إن القوة العسكرية التي صالت وجالت في الضالع وردفان جيء بها من خارج المحافظة لحاجة في نفس يعقوب.
* المجلس المحلي بالمحافظة الذي أشار في قراره إلى تجاوزات وأخطاء رافقت عملية التجنيد دان ما أسماها «لغة الكراهية» والمناطقية وتخريب الممتلكات.. سؤالي من الذي يبث الكراهية هنا؟
- بيان المجلس المحلي عبر عن موقف المجلس من موقعه حسب المسؤولية الموكلة إليه.. كان يفترض أن تأتي طلبات التوظيف في التجنيد عبر المجالس المحلية في المديريات والمحافظة لكن الذي حصل أنها جاءت عبر الحزب الحاكم والمحافظ ومدراء عموم المديريات وتم التسجيل بشكل انتقائي ووعدوا البعض بغرض استقطابهم حزبيا وفور وصولهم إلى ذمار لم يقبلوا غير جزء يسير فحدث التذمر وحدث ما حدث فبما بعد، وأنا أشك، إذا كانت سيارات السلطة هي التي ذهبت بهم إلى يريم وعادت بهم إلى الضالع ثم في فجر اليوم التالي يحدث الشغب، هذه مسألة فيها الكثير من التساؤلات لكني لا استطيع أن أجزم.
* لكنك لم تجبني من الذي يبث الكراهية؟
- الكراهية والمناطقية سببها الرئيسي خطابات رأس السلطة المتشنج ووسائل إعلامها التي يدفع لها من ضرائب الشعب وما تقوم به من تمترس أمام كل من له رأي، إضافة إلى الممارسات الانفصالية للسلطة والتهجم على كل قوى المعارضة، كل هذا أوجد الكراهية وزرع والمناطقية كما لا ننسى أن هناك حقوقاً مكتسبة لأبناء المحافظات الجنوبية مثل التطبيب المجاني والتعليم حتى مؤسسات الدولة كانت مملوكة للشعب وفي عهد النظام الحالي ضاعت كل تلك الأشياء تم خصخصة المؤسسات ضاع التطبيب المجاني الحق في الوظيفة العامة، كل هذا فقده مواطنو المحافظات الجنوبية وبالتالي هناك حقوق ترفض السلطة الاعتراف بها وتلخص كل الأمور بآثار حرب 94م.
* أفهم من كلامك أن ثقافة الكراهية ردة فعل على الظلم والإقصاء.
- لغة التخوين جزء أساسي من خطابها، بالإضافة لخطابات السلطة المتشنجة لأنها موجهة للناس مثل (موتوا بغيظكم، الوحدة أو الموت، اشربوا من ماء البحر) كل هذه العبارات غير المسؤلة ماذا تنتظر أن يكون الرد أمامها باعتقادي تتحمل السلطة مسؤولية ذلك.
* قيادة حزب المؤتمر بالضالع في تصريحات صحفية اتهمت المشترك صراحة بأنه المسئول عن بروز لغة الكراهية في الشارع؟
- أنا لا ألوم القائم بأعمال رئيس الحزب الحاكم بالضالع كونه لا يملك بيده أياً من مقومات السلطة، هو قال ذلك فليتحدث كيفما يشاء لكنني أساله بعد أن هاجم المشترك بأنه يتحمل هذه الأوضاع، كيف يستقيم هذا الاتهام أمام ما تعرض له المشترك ومهرجانه للاعتداء من أولئك الذي كشفوا الكراهية، لقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح المشترك هدفا للطرفين.
* وزارة العدل تسعى لتعديل قانون العقوبات والجرائم ما تعليقك.
- أشرت -سابقا- أن السلطة تسير في طريق القضاء على كل شيء يذكرها بمنجزات وحدة 22 مايو ومن ضمن ذلك الحريات والديمقراطية التي كانت شرطاً من شروط الوحدة وهذا هو التفسير الوحيد في نظري ولعل محاكمة الصحفي الخيواني وإيقاف صحيفة الوسط ضمن الخطوات للانقلاب على الهامش الديمقراطي.
* ما هي قراءتكم للوضع الراهن؟
- قناعتي الشخصية وهذا ليس تشاؤماً، لا يوجد بصيص أمل للخروج من هذه الأوضاع المنهارة في ظل هذه السلطة القائمة، فالوضع مزعج ومخيف حيث السلطة تسير بناء في طريق نشر القوات العسكرية والتسريح والفوضى وبالمقابل هناك طرف آخر متشنج يتجه إلى نفس الطريق والسؤال: إلى أين يريدون الوصول بنا؟ فالقوة والفوضى لا تحل المشاكل ومرفوضة ولابد من الحوار وللغة العقل أن تسود، هناك مظالم على السلطة أن تسعى لحلها، انظر اليوم في الضالع تصدر قرارات بأسماء نواب للوحدات الإدارية مخالفة للقانون ولا توجد في الهيكل هذا يدل على الفوضى لأن التعيين جاء لمعالجة مشاكل الحزب الحاكم التنظيمية ولأجل ذلك ينتهك القانون والهيكل التنظيمي للمكاتب التنفيذية. محدثك إذا قبل بالحزب الحاكم ربما يكون غدا محافظاً بتوجيه رئاسي، هذا هو منهج السلطة لا تصل إلى حقوقك كفرد إلا بعد الخنوع والذلة للسلطة دون الإيمان بشراكة المعارضة
* يقال إن المشترك لم يقم بدور في المعارضة على أكمل وجه وهو ما تطلب بروز كيانات جديدة لقيادة الشارع. ما تعليقك؟
- أنت تقول لي إن قيادة المشترك تأخرت وفي الشارع قالوا لنا إننا جئنا لكي نسرق نضالهم و نركب الموجة وخلقوا جبهة مواجهة مع المشترك فانظر ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، خسرنا جميعا، الحراك كان متميزا وقد وقفنا إلى جانبه ولا يهمني من يقود الحراك بل الذي يهمني أن هذا الحراك يسير في الطريق الصحيح وهذا ما كنا نتمناه ولا زلنا ندعو إليه ولسنا أعداء للحراك، نثق جيدا بخطواتنا ولا نريد أن نركب موجة غيرنا ونسير على بصيرة أمام السلطة والناس وخطواتنا واضحة وسواء أتينا متأخرين أو متقدمين هذه قناعتنا ولن نستسلم للسلطة، خطابنا واضح ولغتنا واضحة نسير بعقل دون تهور ولسنا انبطاحيين.
* بعد عام من الحراك الشعبي السلمي جاءت أعمال شغب كما حدث في الضالع والحبيلين وطور الباحة وكرش عدها البعض خاتمة سيئة للحراك هل هناك علاقة بين الاثنين؟
- هناك خلط، فما حصل من قبل طالبي التجنيد ليس له أي علاقة بالحراك وأنا أستغرب لماذا تربط هذه المسألة بالحراك من خلال ما تطرحه السلطة وهي تعي تماما من أين جاء هؤلاء، ثم لا أدري سبب هروب وتخفي قادة الحراك لأن ما حدث من شغب بعيد كل البعد عن نشاطهم وكلنا يعرف ذلك فلو كانت السلطة تريد قادة الحراك لاعتقلتهم في مظاهرة 24 مارس يوم كانوا هم المسؤلين عن تنظيمها لكن السلطة لا تريدهم، السلطة تبحث عن أناس ليس لهم أي علاقة بما حدث سواء في 30 مارس أو قبله، ويمكن الاستدلال بما تم من اعتقالات في عدن فقد حصلت رغم أن الشغب حصل في الضالع وردفان فقط.
* كيف ترى مستقبل الحراك الشعبي السلمي على ضوء الأحداث الأخيرة؟
- مستقبل الحراك يترتب على قدرته في ترتيب الأوراق و الأمر مرهون بفتح صدورهم لكل القوى السياسية وقوى المجتمع المدني وحتى المستقلة، على قادة الحراك قبول شراكة الجميع لتوسيع الحراك إلى عموم اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
* لكنهم خائفون من أطراف تسعى لسرقة نضالهم كما قالوا؟
- باعتقادي هذا التخوف عبارة عن كابوس خيم على عقولهم لا أقل ولا أكثر.
نحن لم نألف أسلوب السرقات ولم نتعود على فعل ذلك في حياتنا وليس هذا من سماتنا، ولا يوجد شيء يمكن أن يكون عرضه للسرقة في مثل هكذا نضال، ومن يأتي ليساندك في الشارع إنما يأتي ليحمل عنك الكثير من التعب والعناء والبطش والقمع والاعتقالات، أنت أصلا خرجت إلى الشارع للبحث عن حقوق صادرها الغير وما دمت في الشارع تناضل فلأن الحقوق مفقودة، فلماذا الخوف من السرقات، نحن جميعا في المشترك وفي الحراك تعرضنا لأكبر عمليات السرقة من هذه السلطة، سرقت مواطنتنا وقوتنا وأمننا واستقرارنا ودواءنا... الخ، وعليه نقول لقد كنا سندا لهم وسنظل إلى جانبهم، فقط نقول لهم أزيلوا عنكم الكوابيس وانظروا بعين العقل إلى الأمام فالسلطة تريد أن تجركم إلى وجهة أخرى فليكن النضال السلمي خيارنا الوحيد لمواجهة هذه السلطة، عليهم تحديد غريمهم الأول إذا أرادوا أن تكون أقدامهم ثابتة وحتى يستمر الحراك.
* تعرض الحزب الاشتراكي اليمني لحملة حتى من وسط الحراك ما السبب في نظرك؟ من المستفيد في إضعاف الاشتراكي؟
- الحزب تعود على مثل هذه الأساليب والهجوم من هنا وهناك ويكفيني أن أقول أن الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالأحجار وهذا هو الاشتراكي، هاهم ناشطوه وقياداته يتعرضون للاعتقالات، اليوم تعرض منزل سكرتير الاشتراكي بمديرية الضالع أحمد الشوبجي للمداهمة والتفتيش، انظر إلى آخر ما حصل في وسائل الإعلام أنت كصحفي متابع لذلك الأمين العام للاشتراكي كتب مقالة عاتب فيها السلطة بقوله (الجنوب لا يحتاج إلى دبابة) بعدها قامت السلطة بحملة شعواء وهجوم ضده خرج حتى عن الأخلاق السوية رغم أن الأمين العام يحظى بشهادة واحترام معظم أبناء هذا الشعب باعتباره رجل الديمقراطية الأول وما وجهت إليه الهجمة إلا لأنه على رأس هذا الحزب العريق وسيظل مستهدفاً.
* يقال إن ما حققه الحراك خلال عام عجزت أحزاب المعارضة عن تحقيقه في سنوات؟
- عزيزي لو كان المشترك غائباً في فترة الانتخابات المحلية والرئاسية ولو كان دوره الإعلامي ضعيفاً لما حصل هذا الحراك وأعتقد أن ما يتباهى به الآخرون من إنجاز هو بفضل مدرسة المشترك وما يحصل من فوضى هو من مدرسة السلطة.. وعليك القياس.
* الانتخابات النيابة القادمة في ظل هذا الواقع كيف تراها هل أنتم متفائلون نتيجة الحراك والتذمر الشعبي من سياسات الحاكم؟
- أنا شخصيا مع المقاطعة فإذا كنا اليوم قد رفضنا انتخاب المحافظين المضمونة بأيدينا هنا في الضالع فكيف نوافق على الانتخابات النيابية القادمة أمام تعنت السلطة ورفضها إعادة تشكيل وتوسيع اللجنة العليا حتى نضمن ديمقراطية حقيقية. حزب السلطة يتباهى بالانتصارات التي حققها في انتخابات المحلية والرئاسية والمفارقة العجيبة أنه حتى في صعدة التي أحرقها بحروبه المتواصلة ونحن اليوم بصدد الحرب الخامسة حصد أصواتها 100 % فحتى لو سلمنا بالنتيجة هل ما حدث لها من حرب هي مكافأة لمن انتخبوهم، ولهذا يجب أن ترتكز العملية الانتخابية على مناخ طبيعي وملعب ملائم لكل اللاعبين وبغير ذلك أعتقد أن الدخول في الانتخابات لا يعدو أن يكون عملية تجميل وديكوراً لتزيين وجه السلطة.
* لكنكم في الحزب الاشتراكي لكم تجربة في انتخابات 97م النيابية عندما أعلنتم المقاطعة وثبت فيما بعد أن القرار لم يكن صائبا؟
- لأن المقاطعة كانت سلبية ولهذا أدعو إلى المقاطعة الإيجابية، لابد من فعل سياسي يترافق مع قرار المقاطعة من مهرجانات واعتصامات واسعة حتى نظهر للرأي العام المحلي والدولي أننا قوة كبيرة موجودة بالساحة وهذا صوتنا، لأن الرأي العام العالمي ينظر إلى نسبة المشاركين في العملية الانتخابية ويحدد الفوز على تلك النسبة وبالتالي يغيب الطرف المقاطع، ودعوتي للمقاطعة هي التعبير الصحيح لرفض استحواذ وإقصاء وممارسات السلطة.
من صحيفة " الاهالي " حاوره/ عبدالرقيب الهدياني:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.