سوف تجرى انتخابات المحافظين في موعدها المضروب، أي بعد يومين من الآن.. في حضور ومشاركة المئات من المراقبين وممثلي جهات رقابية محلية وخارجية. وبعد ثلاثة أيام بالأكثر سوف نحصل على فرصة جديدة وغير سعيدة للاستماع إلى المعارضة وهي تردد وتعيد ذات الاسطوانة المعهودة منها عقب كل عملية انتخابية، حتى وقد حسمت أمرها مبكراً وركنت إلى المقاطعة كخيار وحيد وأوحد حاولت من خلاله التأثير، قليلاً أو كثيراً، في مجرى الاستحقاق والتحول القائم على قدم وساق. غير أن مقاطعة أحزاب المشترك للحدث والانتخابات المرتقبة سوف لن يغيّر شيئاً من سلوكها وعادتها غير الحميدة في المسارعة إلى استعادة واستنساخ بيان أولى وأبدي يتشكى من حصول مخالفات في الإجراءات الانتخابية ووصولاً إلى اتهامات محفوظة بالتأثير على «إرادة الناخبين» وربما أيضاً «تزوير النتائج»! من يدري؟ لعل المشترك يقاطع الانتخابات وجل العملية السياسية والديمقراطية في البلاد، ويتفرغ تماماً لإصدار الخطابات والبيانات الاتهامية ومزاولة الاعتصامات والمهرجانات السياحية الصاخبة المتنقلة من ساحة لأخرى ومن مدينة إلى مدينة، وجل أو كل همه وغايته في ذلك هو لفت أنظار وعناية الخواجات ومحاولة إقناعهم عبر مظاهر مماثلة بأن هناك «احتقاناً» و«أزمة» في البلاد، وهناك معارضة تجيد النضال بالصخب والشغب مثلما أنها تجيد مقاطعة العملية السياسية والحراك الديمقراطي الناهض! لا تندهشوا غداً إذا خرج عليكم اللقاء المشترك بترسانة كلام واتهامات حول حصول مخالفات وتزوير، لأن أحداً لن يسأل عن مصداقية أحزاب تقاطع كل شيء ولا تقاطع عادتها في سوق الطعون والاتهامات والتظلّم لدى جهات «سامية» في نتائج انتخابات لم تشارك فيها أصلاً، ولا يمنع ذلك من أن تفوز وتحصد النتائج لصالحها ولصالح مرشحيها الذين لم تسمهم وإن تمنت لهم الفوز! ولماذا الانتصار حتى انتهاء الانتخابات من أصله؟ فكما هي عادة فرقاء المشترك الذين هم على عجلة من أمرهم ونهيهم.. بدأوا من وقت مبكر يطعنون في الانتخابات والنتائج، ومن يقرأ صحف اللقاء يكاد يجزم أن الانتخابات قد تمّت، والحقيقة هي أن شهاداتهم تسبق الحدث وتستبق النتائج. طالما وقد اختارت المقاطعة، فلماذا ترهق نفسها إلى هذا الحد في ملاحقة أخبار المرشحين، وخصوصاً مرشحي المؤتمر، وتخوض في خصوصيات الأفراد وتتهم كفاءاتهم ومؤهلاتهم؟! إما أن المشترك ينفّس عن غيظه وحنقه، أو أنهم مستاؤون جداً، لأن السلطة والحزب الحاكم لم يسكبوا أمامهم الكثير من التوسلات لدخول المنافسة، ولم يبذلوا لهم امتيازات ومكاسب معجّلة أو مؤجّلة للعدول عن المقاطعة وحرصاً على المشاركة وتأصيل التجربة كما جرت العادة في السابق.. وإنما تركوهم يمارسون حقهم الديمقراطي في اتخاذ قرار المقاطعة ولسان الحال: «على نفسها جنت براقش». ما هو أهم وأوجز..؟ هو أن وثائق العملية الديمقراطية والسياسية في اليمن سوف تسجّل أن أول انتخابات للمحافظين في اليمن تمّت ونجحت في غياب أحزاب المشترك. وأن التحوّل إلى الحكم المحلي يمضي قدماً والأحزاب المذكورة منشغلة عن آخرها بالاعتصام والمطالبة بإطلاق سراح مغنٍ شعبي أو مهرج سياسي موقوف في مديرية الأمن ويزود صحف المشترك من هناك بعشرات المقابلات والمقالات، وكأنه في مقر الهيئة العليا لحزب الإصلاح أو مركزية الاشتراكي اليمني، وليس في السجن(..). شكراً لأنكم تبتسمون