تعتبر مديريات المسيمير والملاح والصبيحة بالإضافة إلى مركز كرش الذي اتبع بمديرية القبيطة بعد الوحدة من أكثر مديريات محافظة لحجاليمنية الجنوبي التي تعاني من الاهمال والتسيب واللامبالاة ..هذا ان لم تكن هذه المديريات اكثر مديريات اليمن تدهورا ومعاناة حيث تشكل هذه المديريات المتقاربة مساحة جغرافية كبيرة تظم فيها اراضي زراعية شاسعة . لكن المتأمل الى هذه المديريات يراها وكأنها مديريات تتبع القرن الافريقي او الحقب الزمنية القديمة فهي تعاني ما لاتعانية أي مديريات في الجمهورية اليمنية التي يتغنى النظام الحاكم بانجازاتة العظيمة التي تحققت منذ توحد اليمن عام 1990م وكأنه لا يعلم بما تعانية هذه المديريات من اهمال كارثي وتسيب مخيف يقود سكان هذه المناطق الى الانتحار تحت وطأة الاهمال والنهب وتسيد الفاسدين . لقد علق سكان هذه المديريات على الوحدة اليمنية كل الامل في انتشال اوضاعهم المأساوية التي مروا بها خلال تجربة حكم جمهورية اليمن الشعبية لكن الواقع الحالي خصوصا بعد مرور عقدين من الزمن على الوحدة اليمنية جعل سكان هذه المناطق الصابرون منذ عشرين عاما يكفرون بالوحدة وبالأنظمة والحكومات التي تعاقبت منذ الوحدة وحتى اليوم ولم تعمل حتى على ربط هذه المديريات بالتيار الكهربائيء الذي يمر اصلا فوق اراضيهم . حقيقة ...ان الناظر الى هذه المديريات بالذات يستغرب من وطأة التدهور على كل الاصعدة سواء(المعيشي اوالتنموي او الاجتماعي او السياسي او الامني ) وكأن الحكومة متعمدة فيما يحدث لهذه المديريات. الكهرباء... تعتبر الكهرباء هي الحلقة المفقودة عبر الزمن لهذه المديريات فلقد وصلت الكهرباء الى جبال شاهقة في شمال اليمن وشرقة وجنوبة ولم تصل الى هذه المناطق السهلية بالرغم من وضع احجار الاساس لمشاريع الكهرباء فيها بعد حرب 94م وهاهي الى الان لم تصل برغم المتابعات التي التي اجراها اعظاء مجلس النواب في هذه المناطق ومسؤلين اخرين نزيهين لكنهم محسوبين على المعارضة . فقد فقدت هذه المناطق الامل وطوت في صفحة ذكرياتها شيء اسمة (كهرباء) وخاصة مديرية المسيمير وكرش وبعض اجزاء من الصبيحة . وأظن انه لا داعي هنا لتكرار الكتابة عن الكهرباء لكثرة ما كتبتنا نحن الصحفيون و ملأنا صفحات الصحف بالكتابة عن موضوع الكهرباء وايصاله الى هذه المناطق ولكن دون فائدة.... فلو اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي. الماء ... للماء في هذه المديريات معاناة من نوع اخر لانستطيع حصرها لتنوع اشكالها وتعدد الالامها فالجفاف ياخذ نصيبة منها ..وانعدام المشاريع ياخذ نصيبة الاكبر ..لكن طرق جلب المياه في هذه المناطق لها اساليبها القديمة فالحمير وسيلة رئيسية لجلب المياه من اماكن بعيدة برغم وجود مشاريع مياه لكنها متعثرة منذ سنوات بسبب اهمال السلطات المحلية في استكمال هذه المشاريع وانشغالها بالمشاريع التي يتم تكسبهم من خلالها اكثر بالرغم من ان هذه المناطق ليست لديها مشاريع كثيرة لكن الفاسدين ينهبون المشاريع القليلة بالتقاسم مع مسؤولين كبار في المحافظة .لعدم وجود من يحاسبهم عنها . الصحة.. الصحة هي الاخرى التي يموت الناس هنا دون ان يشعروا بها فهذه المناطق تحتاج الى العناية الخاصة في الجانب الصحي لانتشار كثير من الامراض الوبائية فيها بحسب مؤشرات منظمات الصحة العالمية وتقارير وزارة الصحة. فالتدهور الحاصل في بعض مستشفيات مديريات لحج جعل الناس يموتون دون رعاية صحية حتى من الامراض العادية مثل(الملاريا والاوبئة وغيرها الكثير من الامراض التي تستوطن هذه المديريات والمعروف عنها ) . صحيح ان هناك من المباني الصحية والمستشفيات جديدة وواسعة ولكن انعدام الخدمات فيها تركتها وكانها مذابح بشرية يموت فيها المريض دون ان تقدم له في بعض المستشفيات حتى الاسعافات الاولية وخاصة اقسام الطوارىء . التعليم... لن نتحدث عن مشاريع التعليم المنجزة ولكننا سننقل مخرجات التعليم. يعتبر التعليم في هذه المناطق هو المرفق الاكثر تدهورا ويكاد يكون منعدما وهذه ليست مبالغة بقدر ما هي حقيقة يعلمها القاصي والداني بما فيهم مكتب التعليم بالمحافظة الذي يعيش في حالة انعزال عن متابعة التعليم في هذه المديريات . وابسط مثال .ان خريجين الثانوية العامة في هذه المديريات لم يستطيع احد منهم دخول كليات (الطب او الهندسة اوحتى العلوم الادارية)وقد يكون للجانب المادي جزء في ذلك ..لكن ضعف مخرجات التعليم هو السبب الرئيسي في ذلك. ولن يصدق احد اذا قلنا ان هذه المديريات لا يوجد بين ابناءها اطباء او مهندسين او محاسبين اداريين وغيرها الا الذين درسوا خارج هذه المديريات وخاصة في محافظات وهم لايتعدون اصابع اليد. وكثير من الطلاب يدرسون تحت الاشجار والبعض هربوا من المدارس التي بنيت حديثا بسبب تشققات اسقفها وخوفا من سقوطها على رؤوس الطلاب. فالتعليم متدهور جدا في هذه المناطق للحد الذي لا يمكن لخريج ثانوية عامة ان يصيغ (جملة مفيدة) او يعبرفي سطرين عن أي موضوع فحتى سؤال التعبير الذي جاء في الامتحان الوزاري تم كتابتة لهم في السبورة. فاين الرقابة التعليمية واين دور التعليم الذي يستنزف مئات الملايين بشان ذلك على حساب هذه المديريات التي تدخل مرحلة التجهيل من بابها الواسع في الوقت الذي يحاكي فيه اطفال الابتدائية في الدول الخري لغة الالكترونات والتعامل مع التكنلوجيا والحاسوب . الوضع الاقتصادي والمعيشي ... لن تجدوا للوضع الاقتصادي في هذه المديريات شبيها فوضع الناس هنا يدل على حالتهم البائسة واوضاعهم المتدهورة وقد وصل كثير من الشباب فيها الى مرحلة الانتحار حيث تعتبر هذه المديريات من اكثر مديريات اليمن ارتفاعا لحالات الانتحار . وتتدهور حالة الناس يوما بعد يوم بسبب كثرة البطالة وعدم تمكن الشباب من مواصلة التعليم لظروفهم المادية الصعبة . كما ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية يزيد من الفقر والحاجة التي يكتوي بها سكان هذه المديريات ويشكل غياب المسؤولية والضمير الانساني من قبل مسؤولي هذه المناطق الذين تعلموا السرقة والخداع والكذب وحب المصالح الشخصية على حساب البسطاء اكبرمشكلة ومصيبة كبرى بالرغم من ان سكانها معروفون باخلاقهم الفاضلة وثقافتهم الحضارية التي سبقت ظروفهم المادية كما لدى هذه المديريات تاريخ عريق وشجاعة فريدة ويمتلكون نفسيات صبورة وقادرة على التحمل وتأريخهم يحكي لنا مسيرتهم ومكانتهم التي وصلوا اليها في اوقات سابقة قبل ان يغدر بهم الزمان ويحولهم الى اناس لا يمتلكون حتى لقمة عيش يسدون بها رمق وجوع اولادهم .