أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه مستعد لترك السلطة لكن بطرق سلمية وليس عن طريق العنف والفوضى. وقال صالح في لقاءه اليوم بجمعية علماء اليمن :" البلد ليس ملكاً لعلي عبدالله صالح ولا لأحزاب المعارضة ولا لعالم وشيخ قبيلة، بل هو ملك لهذه الأمة، فالوطن ملكنا جميعا، والذي يطالب بالرحيل من السلطة نقول له على الرحب والسعة بحيث يتم ذلك عبر صناديق الاقتراع والإلتزام بالدستور والقانون، وليس بالفوضى، وهذا كلام مستحيل، فالقرار ليس قرار علي عبدالله صالح، وإنما قرار كل مواطن يمني ". ولفت صالح في اللقاء الذي بثتها قناة اليمن الى ان "الوطن العربي يمر بمرحلة خطيرة، واليمن جزء من الأمة العربية ويمر بهذه الازمة، بمعنى انها تقليد في تقليد المراقب يراقب والمتابع يتابع، واكثر ما يحدث في اليمن وفي أقطار آخرى من الوطن العربي في الوقت الحاضر تقليد ليس الا، مؤكدا ان لكل مشكلة حل" . واشار الى انه طرح " مبادرتي في مجلس النواب .. وهناك من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة، وآخر يقول نريد ترحل من السلطة.. ونحن نقول نحن مستعدين نرحل، لكن ليس عن طريق الفوضى فليخافوا الله, وانتم علماء ورثة الانبياء.. نحن مستعدون، ونؤكد إننا قد ملينا وسئمنا من السلطة 32 سنة وهناك أناس سئموا مناوهكذا الحياة لكن كيف يتم ذلك بطرق سلمية " . وقال :" لقد قدمت حزمة من الاصلاحات ولم يستجب أحد، وجئتم إلي بمبادرات وقلت لكم موافق عليها .. فخافوا الله وراقبوا الله في بلدكم وفي شعبكم . وطلب من المعارضة تسميه ممثليها في حكومة وطنية من اجل تنفيذ الاجراءات الاصلاحية وقال :" من يطالب بمعالجة لآن نقول له طيب تعالوا شكلوا حكومة وحدة وطنية وأعطوا لنا أسماء ممثليكم ضمن التشكيلة لنعلنها ". ورفض الرئيس صالح اتخاذ اجراءات بسبب الازمة الحالية وقال :" ماذا تتوقع من إجراءات الآن في ظل أزمة لا نستطيع أن نتخذ إجراءات الإ في أجواء آمنه نحيل الفاسدين الى الفساد وغير الصالحين الى الخروج من السلطة,فهذه الإجراءات تتخذ في ظل أجواء هادئه وأمنه وليس في ظل أزمة ". وجدد صالح اتهامه المعارضة بالتأمر على الوطن وقال:" هؤلاء متأبطين شراً بالوطن اليمني وتجزيئه وأنا أحذر من التجزئه, لن يقدروا يحكموا حتى أسبوعا واحداً وأجزم بذلك ..وأن اليمن سيتقسم وسيتشطر أكثر مما كان عليه من شطرين إلى أربعة أشطار هؤلاء راكبين موجه وحماقة وأقول موجة حماقة.. وأقول خافوا الله في وطنكم ياعلماء وقولوا كلمة حق, هؤلاء راكبين موجة حماقة ". واتهم صالح المعارضة اليمنية- تكتل المشترك بالتضامن مع عناصر انفصالية وعناصر من تنظيم القاعدة، وقال" ان دعوة المشترك لهبة شعبية غدا الثلاثاء للتضامن مع محافظة عدن هي دعوة للتضامن مع العناصر التي خربت كل شيء جميل بنيناه في عدن, فقد قتلوا أفرادا من الشرطة وأزهقوا الأرواح وأطلقوا النار من بيت إلى بيت بعد غروب الشمس ويدعون أن الشرطة هي من تقوم بذلك بقصد إحداث فتنة داخلية بينما من يقوم بذلك هي عناصر حاقدة ومأجورة من عناصر الردة والإنفصال ". واكد ان :" من يقوم بتلك الأعمال هي عناصر الردة والإنفصال, وما أحزاب اللقاء المشترك الإ راكبين الموجه مخيمين على باب الأمن السياسي للمطالبة بإطلاق عناصر تنظيم القاعدة الذين يقتلون ضباط وأفراد في الشرطة والجيش ويقتلون الضباط في حضرموت في ابين في شبوة ويخيمون على باب الأمن السياسي مطالبين بإطلاق سراح عناصر تنظيم القاعدة هذه هي المفارقات ". وحمل الرئيس صالح العلماء المسؤلية امام الله وامام الوطن وطلب منهم الخروج بقرارات مفيدة وقال :" دعونا نتفاهم بلغة القرآن كتاب الله كمرجعية واخرجوا بقرارات مفيدة, ونحملكم يا علماء كامل المسؤولية امام الله وامام هذا الوطن ما رأيتموه سنقول لكم سمعا وطاعة وعليكم ان تراجعوا الطرف الآخر" .. واتهم المشترك بالتسويف والمماطلة وتجاهل الرد على المبادرات المقدمة وقال:" رغم تعدد المبادرات الا انه لم يأت من الطرف الآخر أي رد بما في ذلك مباردة رئيس الجمهورية التي لم يات منهم اي رد عليها , اضافة الى ما تم الاتفاق عليه مع الاخوة المرجعية من العلماء وانما ردوا علينا بقولهم " لا نقدر نرد.. نحن نحتكم الى الشارع "وكل يوم تزيد الخيام ". وحذر من نتائج الفوضى :" لقد جعلوا مشكلة الوطن هي الخيام وفي نهاية المطاف الى اين ستفضي هذه الفوضى مع هؤلاء الذين ترعرعوا في ظل الجمهورية والوحدة.. لا يعرفوا ما كانت عليه اليمن في عهد التشطير وكيف كان وضع معيشة المواطنين ". وتابع:" نعم .. نحن نطلب المزيد من الاصلاحات .. نطلب المزيد من استكمال البنية التحتية في مجال الخدمات والتربية والصحة.. كلنا ننشد ذلك، ولكن اين امكانياتنا.. وهم يقولون الامر بيد الرئيس وانا قلت والله انا اخر مبادرة اطلقتها في مجلس النواب ومع العلماء فهؤلاء هم المرجعية يذهبون الى المعارضة" . واضاف " لا جيش ولا امن تدخل، فالجيش في معسكراته والأمن يحمي المتظاهرين، وقد كفل الدستور حق التعبير لكل مواطن بالطرق السلمية، لكنهم بأعمال الفوضى حرموا المواطنين من فتح محلاتهم ومتاجرهم، فكيف لهم ان يفتحوها وهم جالسين مخيمين على ابوابها ، وبدلا من ذلك عليهم الاعتصام امام البرلمان امام ممثلي الأمة وامام مجلس الوزراء، بدلا من حرمان الناس من عيشهم وقوتهم والحاق الضرر بهم باغلاق محلاتهم".. متسائلا عن الجدوى من التمترس في الشوارع والتنقل من مكان الى آخر ومن مديرية الى آخرى عبر السيارات سواء من قبل المعارضة او المناصرين بغض النظر عن الاعداد مع المعارضة او الدولة، فكل واحد يعرف حجمه.وقال " اتقوا الله في بلدكم، وفي انفسكم، وفي أطفالكم".. واصفا مثل هؤلاء بالمغامرين . * مبادرة العلماء إلى ذلك كشف رئيس جمعية علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني عن وساطة لعلماء اليمن تتضمن مبادرة لحل الازمة التي تعيشها اليمن والتي قال انه تم تسليمها الى الطرفين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك. وأوضح ان العلماء ناقشوا كل على حده ، الرئيس صالح ومع المعارضة لساعات طويلة حول المعالجات والحلول التي يمكن لليمن الخروج بها لحل الازمة . وقال ان المشترك طلب مهلة لدراسة " الاقتراحات والمبادرة واخبرونا انهم ليسوا وحدهم وانما هناك شركاء من المنظمات المدنية والاحزاب لابد من مناقشتهم ومن ثم الرد عليها ". واشار الى ان الأحداث التي يمر بها الوطن العربي تتطور بصورة سريعة، لكنه قال ان السعيد هو من اعتبر بغيره ". ولفت الزنداني إلى ان الرئيس صالح وافق عليها وطلب اضافة نقطة تشمل ايقاف الاعتصامات في الشارع اليمني. وبحسب الزنداني فإن المبادرة تتضمن 7 نقاط هي: - سحب قانون الانتخابات والاستفتاء واعادته لمجلس النواب لاقراره بالتوافق. - سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظورة حاليا امام مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق. - تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق. - احالة الفاسدين الي القضاء وسرعة البت في قضايا الفساد المنظورة امام القضاء. -اطلاق اي سجين ممن لم يثبت ادانته اولم يكن له قضايا منظورة امام القضاء. -يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم والخامس يتم اختياره من لجنة العلماء المرجعية او بالتوافق بين القضاة الأربعة وذلك للفصل في النزاع القائم بين أطراف العمل السياسي. -إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض وذلك بما يهيىء الأجواء لانجاح الحوار الوطني. وأكد الزنداني ان الرئيس صالح طلب منهم إضافة نقطة تطالب بإيقاف المظاهرات والإعتصامات وبما يكفل إزالة اعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع ومن كل الأطراف، واوضح الزنداني ان العلماء اخبروا صالح ان ذلك ليس بأيدهم فالدستور والقانون قد كفل للمواطن اليمني حق التعبير عن رأيه بطريقة سلمية.