هكذا يستقبل ابطال القوات المسلحة الجنوبية اعيادهم    يوم عرفة:    ياسين و الاشتراكي الحبل السري للاحتلال اليمني للجنوب    وصلت لأسعار خيالية..ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأضاحي يثير قلق المواطنين في تعز    عزوف كبير عن شراء الأضاحي في صنعاء بسبب الأزمة الاقتصادية    استعدادا لحرب مع تايوان.. الصين تراقب حرب أوكرانيا    إسبانيا تُسحق كرواتيا بثلاثية في افتتاح يورو 2024، وإيطاليا تُعاني لتعود بالفوز أمام ألبانيا    يورو2024 : ايطاليا تتخطى البانيا بصعوبة    لامين يامال: جاهز لأي دور يطلبه منّي المدرب    سجن واعتقال ومحاكمة الصحفي يعد انتكاسة كبيرة لحرية الصحافة والتعبير    عاجل: إعلان عسكري أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن السفينة التي احترقت بهجوم حوثي.. ما علاقة فرقاطة إيرانية؟    مدير أمن عدن يُصدر قرارا جديدا    جريمة مروعة تهز صنعاء.. مسلحون حوثيون ينكلون بقيادي بارز منهم ويقتلونه أمام زوجته!    جماعة الحوثي تقدم "عرض" لكل من "روسيا والصين" بعد مزاعم القبض على شبكة تجسس أمريكية    صحافي يناشد بإطلاق سراح شاب عدني بعد سجن ظالم لتسع سنوات    خطيب عرفة الشيخ ماهر المعيقلي يدعو للتضامن مع فلسطين في يوم عرفة    تعز تستعيد شريانها الحيوي: طريق الحوبان بلا زحمة بعد افتتاحه رسمياً بعد إغلاقه لأكثر من عقد!    ثلاثية سويسرية تُطيح بالمجر في يورو 2024.    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    الإصلاح يهنئ بذكرى عيد الأضحى ويحث أعضاءه على مواصلة دورهم الوطني    بينهم نساء وأطفال.. وفاة وإصابة 13 مسافرا إثر حريق "باص" في سمارة إب    كبش العيد والغلاء وجحيم الانقلاب ينغصون حياة اليمنيين في عيد الأضحى    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    السعودية تستضيف ذوي الشهداء والمصابين من القوات المسلحة اليمنية لأداء فريضة الحج    بينها نسخة من القرآن الكريم من عهد عثمان بن عفان كانت في صنعاء.. بيع آثار يمنية في الخارج    سلطة تعز: طريق عصيفرة-الستين مفتوحة من جانبنا وندعو المليشيا لفتحها    خوفا من تكرار فشل غزة... الحرب على حزب الله.. لماذا على إسرائيل «التفكير مرتين»؟    مأساة ''أم معتز'' في نقطة الحوبان بتعز    انقطاع الكهرباء عن مخيمات الحجاج اليمنيين في المشاعر المقدسة.. وشكوى عاجلة للديوان الملكي السعودي    وضع كارثي مع حلول العيد    أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم    ألمانيا تُعلن عن نواياها مبكراً بفوز ساحق على اسكتلندا 5-1    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    دعاء النبي يوم عرفة..تعرف عليه    حتمية إنهيار أي وحدة لم تقم على العدل عاجلا أم آجلا هارون    شبوة تستقبل شحنة طبية صينية لدعم القطاع الصحي في المحافظة    هل تُساهم الأمم المتحدة في تقسيم اليمن من خلال موقفها المتخاذل تجاه الحوثيين؟    يورو 2024: المانيا تضرب أسكتلندا بخماسية    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    اتفاق وانجاز تاريخي: الوية العمالقة تصدر قرارا هاما (وثيقة)    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    اختطاف الاعلامي صالح العبيدي وتعرضه للضرب المبرح بالعاصمة عدن    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قعطبي ل النصف الآخر (8 وأخيرة): زواجي لم يكن سياسياً ومعرفتي بأم الأولاد بدأت في فترة الكفاح المسلح
نشر في التغيير يوم 16 - 04 - 2011

التغيير – صنعاء - حاور الشخصيات وأعد المواد للنشر: صادق ناشر :
في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.
وفي هذه المساحة تحاول "السياسية" الدخول في الزاوية المخفية من حياة هذه الشخصية أو تلك، من خلال حديث ذكريات يشمل أسرار الطفولة والشباب والعمل، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد والظروف الصعبة التي عاشها اليمنيون قبل أن يروا النور بثورتي سبتمبر وأكتوبر ودولة الوحدة.
"النصف الآخر" محاولة لإخراج ما خبأته السنوات في حياة اليمنيين، من خلال رصد الواقع الذي عاشوه ويعيشونه اليوم. كما أنها محاولة لمعرفة كيف يفكر من عايشناهم طوال سنوات ولا نعرف ما ذا يحبون، وماذا يكرهون، وكيف وصلوا إلى النجاح الذي وصلوا إليه.
تحاول "النصف الآخر" الابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، الذي يحبذ الكثير عدم الخوض فيه، وإن كانت السياسة حاضرة في بعض المواقف التي ضمها الحوار، لكن بشكل غير مباشر.
"النصف الآخر" سلسلة لحوارات مع شخصيات يمنية مختلفة في السلطة والمعارضة، رجالاً ونساء على السواء، ومن كل مناطق البلاد. وستكون هذه الشخصيات حاضرة بتجاربها في الحياة هنا لتكون شاهدة على صور مختلفة من حياة اليمنيين.
هل أنت مشجع رياضي متعصب؟
ربما كان ذلك في وقت مبكر، وكل واحد فينا كان له ناد معين يشجعه، وهذا أمر طبيعي.
عرفنا بأن اللجنة الأوليمبية الدولية منحتك الوسام الأوليمبي عام 1998، وربما كنت أول يمني ينال هذا الوسام الرياضي الرفيع، فهل هذا صحيح، وهل حصل عليه غير ك سواء قبلك أو بعدك؟
- قبل أن أتحدث عن الوسام، أود أولاً أن أعبر عن اعتزازي الكبير لانتمائي إلى رياضة اليمن، وإلى رياضيين رائعين، عملوا على تحقيق نهضة رياضية متطورة إلى حد معقول، ولم تخل علاقاتنا في العمل الرياضي أثناء العمل معاً من وجود بعض التباينات والخلافات بيننا كرياضيين في بعض الفترات أو المراحل.
وبصفتي كنت مسؤولاً أولاً عن قيادة الحركة الرياضية والأولمبية خلال النصف الأول من الثمانينيات من القرن الماضي، فإنني أقدم اعتذاري الشديد للغاية لكل العاملين الذين عملوا معي خلال تلك الفترة، سواء إن كانت أندية أو اتحادات رياضية أو أفراد من كوادر وقيادات وفنيين ومدربين وحكام وصحفيين رياضيين، ذكوراً كانوا أم إناثاً، ونحن نعتز بنشاطنا الرياضي الذي كان حينها يمارس من قبل الجنسين وبفعالية كبيرة جداً.
وأود أن أؤكد هنا أن ما حدث لم يكن على حساب النشاط الرياضي أو تطور الحركة الرياضية، بل الكل كان هدفه وضع أسس لتطوير الحركة الرياضية من الوجهة التي يراها هو صائبة، كان الجميع يعمل من أجل ذلك ويصب كل جهده من أجل تحقيق هذا الهدف، ولذا، ونتيجة لهذا الجهد النبيل، شهدت الحركة الرياضية في المحافظات الجنوبية قبل الوحدة تطوراً ملموساً ومعقولاً، وعلمت كل الكوادر من إداريين وفنيين وحكام وصحفيين رياضيين وقيادات في الأندية الرياضية والاتحادات واللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى للرياضة، الجميع عمل على إحداث حركة رياضية متطورة ومعتبرة، وبدعم كامل من القيادة السياسية حينها.
ولقد قلت من سابق إن قيام اللجنة الأوليمبية الدولية بمنحي الوسام الأوليمبي في ديسمبر من عام 1998 ليس تقديراً لجهدي فقط، وإنما هو تقدير لكل الكوادر والعاملين في الحركة الرياضية، الذين لولا جهودهم لم أمكن الحصول على الوسام الأولمبي، وعندما احتفى بي الرياضيون في حفل يوليو 2002 بمناسبة حصولي على الوسام ؛ فإنما كانوا في نفس الوقت، يحتفون بنجاح جهودهم الرائعة التي بذلوها، في سبيل حركة رياضية متطورة.
ولا بد من الإشادة هنا بدور النشاط الرياضي النسوي في إطار الحركة الرياضية أو الحركة الأولمبية، والذي كان من العوامل الرئيسة لتقدير اللجنة الأولمبية ( I.O.C) للحركة الأولمبية اليمنية وعاملاً من العوامل التي تم الاستناد إليها في منحنا الوسام الأوليمبي.
وأشير هنا بكل تقدير واعتزاز إلى دور بعض قيادات العمل النسائي الأوليمبي، سواء كانت كوادر قيادية إدارية أو فنية أو قيادات منتخبات وطنية لمختلف الألعاب، وكنماذج يمكن ذكر الأخوات: نوال قاسم سيف، فائزة عبد الرقيب، نادية يوسف، فائزة أحمد سيف، فاطمة محمد ناصر، فاطمة العرشي، نائلة ناصر حسن عباس، لؤي فيصل صبري، نوال شفيق، وغيرهن كثير.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن ظهور ذلك الحفل بصورته المتميزة تلك كل الفضل فيه يعود إلى الأخ حسين نجاشي، سكرتير عام اللجنة الأوليمبية السابق، الذي قاد فريق عمل رائعا كان من بينه الأخوة : محمود محمد ناصر، منير الدين حمود، المرحوم محمد حمود أحمد، إضافة إلى جهد الأخ عبد الله باكدادة الملموس بهذا الشأن، ولا أنسى دور الأخ عبد الله هاشم المسني، ودور الأخ جميل سيف ناجي في هذا الجهد الرائع.
كما لا أنسى دور صحيفة "الأيام"، صحيفتنا جميعاً، التي افتقدناها مؤخراً بقرارات تعسفية من السلطة، وكذا صحيفة "14 أكتوبر" الغراء، اللتين قامتا بفرد صفحاتهما، لكل من أراد أن يعبر عن رأيه بالاحتفاء بالوسام الأولمبي باعتبار استحقاقه لنا هو بمثابة استحقاق للحركة الرياضية والحركة الأوليمبية بمجملها في بلادنا.
ورداً على سؤالكم فإنه، حسب علمي، فإنني كنت أول رياضي يمني يحصل على هذا الوسام الرفيع تقديراً لما قدمته من خدمات لتطوير الحركة الرياضية والأولمبية في بلادنا. كما أنه، حسب علمي، لم ينله أحد بعدي أي رياضي يمني حتى الآن، رغم مرور أمثر من 12 عاماً على منحي الوسام من اللجنة الأولمبية التي لا تمنح هذا الوسام (كانت حينها برئاسة انطونيو سمارانش) لم يتم تكريمه به، إلا إذا توفرت فيه معايير ومقاييس محددة، منها انعكاس النشاط الأهلي في بلد ما عضو في اللجنة الأولمبية الدولية ( I.O.C) على نشاطاتها في المجالات الآسيوية والدولية، وتعمل على تطوير الحركة الأولمبية في بلادها، إلى جانب التأريخ الرياضي للأفراد الذين يقودون الحركة الأولمبية في بلدانهم.
وأجدها فرصة مناسبة لأهنئ كل الرياضيين الذين حصلوا على الجوائز الأولمبية السنوية، تقديراً لخدماتهم الرائعة لتطوير الحركة الأولمبية في بلادنا.
بماذا تفسر تراجع مستوى كثير من الأندية في عدن، مثل الوحدة، الميناء وشمسان؟
هذا الموضوع حساس قليلاً، وهذا التراجع حدث بعد قيام الوحدة، في صنعاء عندنا أندية فيها ما نسميهم مجالس الشرف الأعلى وفيها قيادات تتحمل مسؤولية إدارة مرافق الدولة كوزراء ووكلاء وزارت، ضباط قوات مسلحة وأمن، هؤلاء موجودون إما برئاسة الأندية في صنعاء أو الحديدة أو تعز، أو موجودون في مجالس الشرف، بعد الوحدة للأسف الشديد تم التركيز على أندية عدن بدرجة رئيسية ونادي حسان في أبين، وتم التركيز على أهم اللاعبين، خاصة الذين عندهم مهارات بمستويات معينة وهم في نفس الوقت يعانون من مشاكل مادية هم وأسرهم، فالكثير منهم بلا وظائف، والكثير منهم تكاد مصادر عيشهم معدومة، فبدأ نوع من الهجوم على أندية عدن وعلى نادي حسان في أبين، وبدأت كثير من الإغراءات تعطى لهؤلاء اللاعبين بالتوظيف سواء في القوات المسلحة أو الأمن، لكن ليس شرطاً أن يذهب إلى القوات والمسلحة والأمن من أجل أن يباشر عمل بل لضمان راتب له ولأسرته لتحقيق الاستقرار، والغرض من هذا سحب اللاعبين من أنديتهم.
وهذه الهجمة حصلت بدرجة رئيسية بعد الوحدة مباشرة، وأذكر وأنا رئيس لنادي الوحدة أن سقط فريق كرة القدم للنادي إلى الدرجة الثانية، قام عدد من رؤساء الأندية في بعض المحافظات الشمالية بالتواصل معي محاولين إقناعي بالاستغناء عن عدد من اللاعبين المميزين في النادي لصالح هذا النادي أو ذاك، كان منطقهم أنه طالما أن الفريق قد سقط إلى الدرجة الثانية، فإنهم بحاجة إليهم أكثر من حاجة نادي الوحدة لهم على أن يعودوا إلى النادي متى ما تمكن الفريق من العودة مجدداً إلى الدرجة الأولى، وهناك أسباب أخرى لذلك، لا داعي لذكرها لأنها تثير حساسيات في الوقت الراهن نحن في غنى عنها.
منطق غريب، كيف سيعود الفريق إلى الدرجة الأولى إذا كنت قد تخليت عن لاعبيك الأساسيين، ومع هذا تم التوجه نحو اللاعبين، وقدمت الإغراءات لهم خاصة أولئك الذين كانوا يعانون من ظروف مادية صعبة، وباستثناء نادي التلال فإن أندية عدن لا تستطيع أن تعالج الصعوبات التي تعيشها لكي تقف على رجليها بشكل ثابت، ما لم يكن هناك دعم حقيقي لها.
العمل في جمعية الهلال الأحمر
أنت عضو في جمعية الهلال الأحمر، فما الذي يقدم لك مثل هذا النشاط كإنسان؟
العمل الخيري ليس جديداً عليّ، لكن منذ عملي مديرا لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن بعد الحرب مباشرة، فقد كان هذا الفرع مسؤولاً عن المعاقين بكل أنواعهم، ومسؤولاً عن الفقراء بمختلف شرائحهم، كنت أشعر وأنا في هذا الموقع أنني أقوم بعمل إنساني بكل معنى الكلمة، عندما تقابل كل يوم عشرات البشر منهم من رجله أو يده مقطوعة، أو هذا أسرته فقيرة وغيرهم الكثير وتعمل على مساعدته، كنت أشعر وأنا أقدم دعماً عبر صناديق تابعة للوزارة مثل صندوق رعاية المعاقين أو صندوق الرعاية الاجتماعية أو غيرها من الصناديق بأنني أقدم شيئاً إنسانياً وإن كانت بالحدود الدنيا.
استمر معي هذا الوضع حتى دخولي مجلس النواب سنة 1997 وإلى ما بعد ذلك بنحو عام، قبل أن أنضم إلى قيادة جمعية الهلال الأحمر اليمني والتي لا تقدم دعماً مادياً، بل تقدم خدمات عينية وتقوم بتعريف الناس في جوانب الصحة المجتمعية وبمسألة الإسعافات الأولية وتقيم دورات في هذه الجوانب، كما تستوعب الكثير من المتطوعين في مختلف المحافظات للقيام بعمل وجهد إنساني أثناء الكوارث، سواء كانت هذه الكوارث طبيعية أو بفعل تصرفات إنسانية أو أي شيء آخر، وتتعامل مع هذه الأمور من منطلق محايد وباستقلالية كاملة عن الدولة، والعمل في الهلال الأحمر والصليب الأحمر يشترط عليك أن تكون محايداً ومستقلاً في تصرفاتك وألا تميز بين الناس سواءً في جنسه أو عرقه أو دينه.
والحمد لله قمنا في جمعية الهلال الأحمر بجهود كبيرة، وتطور هذا الجهد في السنوات الأخيرة، وهناك جهات داعمة لهذا الجهد في الخارج وبدرجة رئيسية من دول أوروبية، وهناك تقييم للعمل من قبل الدول المانحة يتم كل سنة، كما أن هذه الدول تقوم بتنفيذ مشاريع مختلفة، كما تتحمل تمويل تنظيم دورات وندوات تعريفية وغيرها، وللأسف فإن جمعية الهلال عندنا لا تحصل على الدعم الكافي من السلطة، إذ أن كل ما تحصل عليه من الدولة وفقاً للميزانية خمسة ملايين ريال فقط، وهي ميزانية سنوية للكوادر وللفعاليات ولكل شيء، وهذا المبلغ تستقطع منه الضرائب منها، كما تستقطع منه أموال بطريقة أو بأخرى، المهم لا يصل إلينا في نهاية الأمر سوى ثلاثة ملايين ريال، وهو لا يكفي لأي شيء.
ما أريد قوله إنه لولا الدعم المقدم من الجهات الأخرى لجهد الجمعية لتعطل هذا الجهد، لكن الحمد لله الجمعية تسير حتى الآن بشكل جيد بفضل الجهود التي تبذلها قيادة الجمعية برئاسة الأخ الدكتور محمد الكباب، كما لا أنسى الإشارة إلى أن الجمعية تحصل على دعم من دول عربية فيما يتعلق بالدعم العيني مثل المواد غذائية والمواد الطبية، والكادر الموجود في الجمعية يقوم ببذل جهود جبارة، كما أن هناك فروعاً متميزة للجمعية في مختلف المحافظات.
زواجي عاطفي وليس سياسياً
كيف جاء زواجك الأول؟
جاء من خلال التعارف والعاطفة، والعلاقة بيننا بدأت من خلال العمل السري في فترة الكفاح المسلح فقد كانت ممثلة للقطاع النسائي في إطار المجموعة المسؤولة عن الشيخ عثمان والمنصورة، ومن هنا بدأ التعارف.
في أي عام تزوجت؟
في عام 1968.
هل نستطيع القول عنه إنه زواج سياسي؟
لا، ليس كذلك.
بمناسبة الزواج السياسي، هل كانت هناك قرارات للجبهة القومية بهذا الشأن للحفاظ على الأسرار؟
لا، المسألة علاقة إنسانية وتبادل عواطف، يعني أن أتزوج امرأة لا أريدها أو امرأة تتزوج رجلاً لا تريده أمر غير مقبول، المسألة مسألة التبادل العاطفي بين اثنين هل يوجد أو لا يوجد، ماذا يعني الزواج السياسي ؟، يعني أتزوج بقرار من المكتب السياسي أو من اللجنة العامة أو أن فلاناً لا بد أن يتزوج على فلانة هذا كلام غير صحيح بالمرة، ولا أقر بتبرير الزواج من أجل الحفاظ على الأسرار السياسية أو الحزبية وغيرها، فأنا أعرف زملاء لي تزوجوا من زميلات لهم داخل تنظيم الجبهة القومية نتيجة لتبادل العاطفة فيما بينهم وليس لقرار صادر عن الجبهة القومية أو غيرها، فمن يزوجك اليوم بقرار يستطيع أن يطلق زوجتك منك بقرار، حتى لو كنتما خلفتما أولاداً، فهل هذا معقول؟
أحمد القعطبي، كم لديه أولاد؟
لدي اثنان من الأبناء هما لؤي ولبيد، الأول من مواليد 1971، أي أن عمره الآن حوالي 39 سنة، والثاني من مواليد 1974 أي أن عمره الآن حوالي 37 سنة، لؤي كان يشتغل في شركة طيران "اليمدا" في عدن قبل أن ينتقل إلى طيران " اليمنية " بعد الوحدة، وهو مهندس طيران، وهو مهتم بعمله ويطور نفسه كثيراً في هذا المجال، متزوج وعنده الآن ولد وبنت، أما لبيد فإنه يحضر الدكتوراه في ماليزيا في مجال الهندسة المدنية ومتزوج وعنده ثلاثة أولاد، والحمد لله أنهما يسيران بشكل ممتاز، سواء الذي يشتغل أو الذي يدرس في الخارج.
حكاية "أعز من الولد ولد الولد"، هل هي مطبقة عندك، بمعنى هل تحب أحفادك أكثر من أولادك؟
طبعا أحب أحفادي، وهذه المقولة ربما تصح في حالات ولا تصح في حالات أخرى.
فنانون أحبهم وبرشلونة فريقي المفضل
ماذا عن اهتمامك بالفن، وهل أنت غاوي فن؟
بالطبع استمع لكثير من الفنانين، وأتذوق الفن مثلي مثل كل الناس.
أي الفنانين تحبهم كثيراً ودائما ما تستمع إليهم في وقت الفراغ؟
هم رموز الفن المحليين الذين حفروا في الصخر، ولم يقصروا في أن يقدموا لنا أعذب الألحان من محمد مرشد ناجي وسالم بامدهف ونجيب سعيد ثابت، أطال الله في أعمارهم، إلى أحمد قاسم ومحمد سعد عبد الله ومحمد عبده زيدي، يرحمهم الله، إلى جانب فنانين مميزين من لحج مثل أحمد يوسف الزبيدي وفيصل علوي وعبد الله هادي سبيت ومحمد صالح حمدون، رحمهم الله، إلى عبد الكريم توفيق وسعودي أحمد صالح، أطال الله في أعمارهم.
وهناك الكثير من الفنانين في أبين مثل محمد محسن عطروش وعوض أجمد ومن حضرموت أبوبكر سالم بلفقيه وعبد الرحمن الحداد، وهذا لا يعني عدم تذوق ألحان فنانين من المحافظات الجنوبية أو الشمالية، لكنها فردية وليست شاملة.
وماذا عن العنصر النسائي في عدن؟
أقول رحمة الله على الفنان رجاء باسودان فقد كان عندها صوتاً شجياً ورائعاً، سواء في تقديمها للأغنية العاطفية أم الأنشودة الوطنية، وفقدنا أصوات الرائعات، مثل فتحية الصغيرة وماجدة نبيه للهجرة إلى بريطانيا والإمارات، ولا زالت الفنانة القديرة أمل كعدل تعطي أجمل عطاياها حتى اليوم، أطال الله بأعمارهن جميعاً.
ونتحسر كثيراً على غياب فرقة الإنشاد وفرقة الرقص الشعبي، والتي عملت بقيادة الفنان الموسيقار أحمد بن غودل على تجديد وتحديث أغانينا ورقصاتنا الشعبية، وللأسف نحن نعيش انحساراً كبيراً في النشاط الفني وتراجعاً عما كنا نعيشه في هذا الجانب.
ومن تحب من الفنانين العرب؟
- الفنان فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، نجاة الصغيرة، فائزة أحمد، أم كلثوم، صباح، والفنانة وردة وفيروز وشادية ونجوى كرم.
عندما تشاهد مباريات كرة القدم، أي الفرق العالمية تحب مشاهدتها ويجذبك لعبها؟
فريق برشلونة الإسباني، فهو فريق المتعة، هو فريق يمتعك لكن المتعة لا تخلو من بذل الجهد لتحقيق الانتصار، بمعنى لا يجعلك تستمتع بدون نتيجة، هناك فرق أخرى تحرز انتصارات، لكن لا تشعر معها بمتعة الكرة، عكس فريق برشلونة، الذي تشعر معه بالمتعة والانتصار معاً، وتحرص دائما أن تشاهده في أية مباراة حتى ولو كان مع فريق درجة ثانية.
هذه مسيرة القعطبي الإنسان
أريد في نهاية المقابلة أن تلخص مسيرة أحمد القعطبي منذ وعى على الدنيا حتى اليوم، كيف يمكن أن تلخصها بكلمات بسيطة؟
الحمد لله أنا عشت عيشة يُتم وعيشة ضنك منذ صغري، لكنني أعتز بجهد والدتي وجهد أخواتي الكبيرات وأخواني الذين كانوا معي أن نتخطى الصعوبات التي مررنا بها، وأعتز بمحاولتنا استيعاب ما كان يدور حولنا، بحيث أننا لم نكن فريسة للفقر وانعدام المصدر، والفضل الأكبر في ذلك يعود للوالدة والأخوات اللواتي دخلن المطبخ في سن مبكرة لنعيش أفضل، ونشعر أننا حاولنا أن نطور مداركنا بالحدود الذي استطعنا عليها وأن نكون أيضا في المجتمع مؤدين الخدمة لمن يستحقونها، حيث قدمنا ما علينا في حدود القدرات الموجودة عندنا.
هل هناك شيء لم تحققه في حياتك، وتتمنى اليوم أن تحققه؟
رغم كل المعاناة و رغم كل الظروف التي مررنا بها، إلا الإنسان لا بد أن يكون قنوعاً بما حققه وما تحقق له طوال حياته ؛ فالله لم يتخل عنا في أية لحظة، وله الحمد والشكر على كل ذلك، لم يتخل عنا كأسرة مكابدة فقدت عائلها في وقت مبكر، ولم يتخل عني كفرد في هذا المجتمع، فقد كان سبحانه وتعالى خير عون لنا، فنحمده ونشكره على ذلك.
**أجري الحوار مع أحمد محمد قعطبي في نهاية أكتوبر 2010.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.