تغيير رئيس الحكومة دون تغيير الوزراء: هل هو حل أم استمرارية للفشل؟    ودافة يا بن بريك    إيران تكشف عن حجم الخسائر الأولية لانفجار ميناء رجائي    هل بدأت حرب إقليمية بالمنطقة وما المتوقع من زيارة ترامب المرتقبة؟    بعد ضرب بن غوريون..استعداد جنوبي للتطبيع مع الصهاينة    إسرائيل لا تخفي أهدافها: تفكيك سوريا شرط لنهاية الحرب    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    طيران العدوان الأمريكي يجدد استهداف صنعاء ورأس عيسى    السامعي: استهداف ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل جرائم لا تسقط بالتقادم    الحذر من استغلال العليمي مبررات (إصلاح الخدمات) في ضرب خصومه وأبرزهم الانتقالي    أعنف هجوم إسرائيلي على اليمن يدمر ميناء الحديدة    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    قدسية نصوص الشريعة    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر طه مصطفى : النظام يمر بأكثر مراحله حرجاً وصعوبة ولكن سنن النصر الربانية لم تكتمل بعد
نشر في التغيير يوم 24 - 04 - 2011

قال نصر طه مصطفى – رئيس مجلس إدارة وكالة الإنباء اليمنية سبأ - سابقا, ان النظام يمر في اكثر المراحل حرجا واختناقاً وصعوبة و وكل يوم يفقد العديد من اوراقه وأكد نصر طه في حوار مع صحيفة " اليقين " ان " الشباب بثورتهم وصمودهم حققوا في شهرين ما لم يستطع أحد تحقيقه في سنوات؛ فالنظام نفسه اليوم يتحدث عن التنحي، بينما لم تكن المعارضة نفسها تتحدث عن ذلك قبل ثلاثة شهور فقط " .
وأوضح نصر طه انه كل يوم يمر يصب لصالح النظام وينتزع ورقة من أوراقه وان " سنن النصر الربانية لم تكتمل بعد وكل شيء بأوانه ".
واكد نصر في حواره بأنه لم يسقيل ليبحث عن دور في الثورة وانما " أنا تحت أمركم يا شباب الثورة وقادتها وما تريدونه مني فأنا على استعداد للقيام به ".
نص الحوار :
*برأيك ما هي الأهداف الحقيقية للثورة؟ وما الذي يمكن أن تقدمه الثورة للشعب؟
أهداف الثورة الشبابية يحددها الثوار الشباب في الميادين، والثورة إن لم تناهض كل السلبيات التي تشكو منها في ظل الوضع الحالي فهي ليست ثورة، وبالتالي فنحن نفترض قيام نظام أكثر عدلا ومجتمع أكثر أمنا واستقرارا بعد الثورة الشبابية.
*مختار الدالي: الأستاذ نصر طه -شيخ المثقفين والشرفاء- ما هو تقييمكم لأداء الإعلام بشكل عام؟
الإعلام بشكل عام الحكومي منه والأهلي والحزبي لازال محكوماً بثقافة وتراث سنوات التخلف والصراعات.. لم يستطع التحرر منها، فهو جميعه إعلام يجيد استخدام لغة الصراع والحقد والتحريض أكثر بكثير من لغة التسامح والعفو وتنمية روح المحبة والتكافل في المجتمع...أتمنى أن يعيد هذا الإعلام النظر في أدائه المبني على ثقافة التخلف عقب تحقيق الثورة الشبابية آمالها وأهدافها.
*أبو نادية (الضالع): ما رأيك في المبادرة الخليجية الأخيرة في خروج الجمل بما حمل؟ وما جدوى العصيان المدني بنظرك؟
أهم مكسبين من المبادرة الخليجية أنها قطعت على النظام إمكانية استخدام العنف والقوة للخروج من هذا المأزق الذي يعيشه باعتبار أن خياراته ضاقت في معالجتها ولم يبق معه إلا القوة وهي منعدمة النتائج في حال استخدامها... ومن هنا تكمن أهمية المبادرة الخليجية مهما كان القصور والنقص فيها، أما المكسب الثاني فيتمثل في أنها تفهمت مطلب الثورة الشبابية ووصلت إلى قناعة بأن حل الأزمة الحاصلة في اليمن يكمن في تخلي الرئيس عن السلطة... ولذلك يمكن القول أن المبادرة الخليجية تمثل بداية لحل الأزمة وستتطور إيجابيا مع مرور الوقت...أما العصيان المدني فهو عادة أقوى أساليب الثورات السلمية وأكثرها تأثيرا وحسما وهو المسمار الأخير عادة في نعش أي نظام سياسي.
*عباس القاضي: كيف تفسر إصرار الرئيس على طلب الضمانات له ولأقاربه وأركان نظامه؟ ومع ذلك يستمر في قتل وقمع المعتصمين؟ ولماذا يستمر في حشد الناس كل جمعة في ميدان السبعين والذي وصفته أنت ب"الإخراج الرديء"؟وهل برأيك سوف تتجلى الحكمة اليمانية؟ ومن الذي يجب عليه أن يقدم التنازلات؟
طلب الضمانات طبيعي عند البحث عن مخارج وحلول من أي أزمة فما بالك بهذه الأزمة التي تعتبر أخطر ما واجهه الرئيس طوال الأعوام الثلاثة والثلاثين الماضية، ولا تنس تأثير ما يحدث اليوم مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك... أما الاستمرار في حشد أنصاره يوم الجمعة فهي رسالة للداخل والخارج بأنه لازال ممسكاً بزمام الأمور وهذا حقه على كل حال... وفي ظني أن الحكمة اليمانية ستتجلى في النهاية؛ فالرئيس في الحقيقة يفضل المعالجات السلمية دائماً وهو يعلم أن قوة هؤلاء المعتصمين الثائرين سلمياً أكبر من أي قوة عسكرية ومن ثم هو يدرك أنه لا يمكن مواجهتهم بالدبابات والطائرات والصواريخ... وإن كان سيترك الحكم طوعيا فعلى الشباب أن يجنحوا للحكمة ويحرصوا على مخرج مشرف للرجل الذي أسهم بالدور الرئيسي في استعادة الوحدة اليمنية وكان له أدوارا وطنية مشرفة.
*مسعد حسين الثلاثي (دمت): أستاذ نصر ما صحة كلام الرئيس أن لديه الأكثرية؟ مع علمنا أن الأكثرية يطالبونه بالرحيل. ولماذا يفكر صالح تارة بالرحيل وتارة بالبقاء ماذا يريد صالح من الشعب؟
المقصود بالأكثرية هي الأغلبية النيابية التي يحظى بها المؤتمر الشعبي العام، وكذلك النتائج المعلنة عام 2006م للانتخابات الرئاسية... اليوم اختلفت الموازين وبدا أن أغلبية شباب اليمن يطالبون الرئيس بالرحيل... ومن حق الرئيس أن يراجع الموقف السياسي والشعبي؛ فمن الصعب أن يقتنع بعد أكثر من ثلاثة عقود في الحكم أن الشباب الذين ولدوا ونشأوا في عهده هم الذين يطالبونه بالرحيل وترك الحكم.
*علي السلامي: ما الذي يجعل الرئيس يتمسك بسلطة منزوعة الشرعية حتى يومنا هذا؟ هل هي ثقافته المحدودة؟ أم قراءته الخاطئة للأحداث الجارية؟ أم هناك أسباب خفية لا نعلمها؟
من الصعب وصف السلطة بأنها منزوعة الشرعية... يمكن القول بدقة أكثر أنها مهزوزة الشرعية، والرئيس بحصافته يدرك ذلك، وإلا ما كان قد أبدى استعداده لترك السلطة، بل ووقع على مسودة اتفاق بنقلها لنائبه... مجلس النواب على وشك انتهاء فترته الدستورية والحكومة القائمة حكومة تصريف أعمال، وجريمة جمعة الكرامة ضربت الشرعية في مقتل... الرئيس يجيد قراءة الجغرافيا بشكل لا نظير له لكنه يحتاج لقراءة التاريخ بنفس المستوى وهو ما سيساعده على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
*شفيق الأغبري : ما هي الدوافع وراء تمسك صالح بالحكم؟
في الحقيقة وبحسب فهمي أن الرئيس لم يعد متمسكاً بالحكم، لكنه متمسك بترتيب خروج مشرف وآمن من الحكم ليس فقط له ولأسرته بل أيضا لليمن.
*محمد قائد الحبيشي: بماذا تفسرون طلب الرئيس ضمانات له ولأسرته بعد رحيله؟
مهما كانت السلبيات التي ينظر بها الثائرون للرئيس ولحكمه فإن ذلك لا يجعلنا ننكر الكثير من المنجزات التي حققها لليمن... ومن حق الرجل بعد هذه السنوات الطويلة في الحكم أن يطلب ضمانات تحفظ له إنجازاته وتحفظ له كرامته التي هي من كرامة كل يمني... فأنا لازلت أؤمن بأن الشعوب الكريمة لا تقبل لقادتها الذين خدموها الإهانة مهما كانت لهم من سلبيات.
* : كيف استطاع علي صالح أن يجعل من مهرجاناته كل جمعة حملة دعائية له؟ وكيف نجح باختراق ثورة الشباب وجعل منها مادة خصبة لحرق المشترك ورموزه؟وهل صحيح أن انضمام علي محسن يؤثر سلباً على الثورة؟
من يظن أن الرئيس لم يعد له أي شعبية فهو مخطئ، وهو يحاول استثمارها قدر ما يستطيع رغم الإنفاق الهائل على مهرجانات الجمعة... أما مسألة اختراق الثورة الشبابية فلست أدري ما هو المقصود بهذه العبارة... وفيما يخص اللواء علي محسن فقد كان دقيقاً في موقفه فهو لم يعلن انضمامه بل أعلن تأييده لمطالب الشباب السلمية وأعلن حمايته السلمية لها، ولا أظن أن في مثل هذا الموقف ما يؤثر سلبا على ثورة الشباب، وكما يقال فهو إن لم ينفعها فلن يضرها لأن الثورة الشبابية تستمد قوتها من ذاتها وليس من أي طرف سياسي أو عسكري أو قبلي.
*يحي سرور: الأستاذ وزميل دراسة الزمن الجميل في مدرسة جمال جميل والصحفي والمحلل السياسي الكبير نصر طه، سبق وأن حذرت من الأزمة الاقتصادية في إحدى مقالاتك في صحيفة الصحوة بعنوان "نجحنا في المعركة العسكرية فهل ننجح في المعركة الاقتصادية" فهل أزمتنا كانت اقتصادية وتطورت إلى سياسية حتى وصلت ذروتها في قمة السلطة وخرج الشارع في كل المحافظات يطالب سلمياً بالتغيير؟ وكيف ترون حل هذه الأزمة الخانقة؟
حيا الله بأخي وزميلي وصديق عمري الأستاذ يحيى سرور... أزمتنا كانت اقتصادية في جانب منها، لكني أعيد جذر الأزمة إلى ضعف البناء المؤسسي للدولة وشيوع حالة الفوضى بشكل لم يسبق له مثيل... هذه الأعراض المرضية مدمرة وقاتلة لأي دولة ومدمرة لإمكانيات وقدرات أي شعب... أزماتنا الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية جاءت انعكاسا لتلك الأمراض القاتلة فاهتزت وحدتنا الوطنية، وتخلخل سلمنا الاجتماعي،، وتراجعت تجربتنا السياسية وتأثر اقتصادنا سلباً وتفلت أمننا بسبب شيوع الفساد والفوضى... أزمتنا استفحلت في الأعوام الأخيرة للأسف فكان خروج الناس إلى الشارع نتيجة طبيعية خاصة بعد نجاح ثورتي تونس ومصر واتضاح مدى هشاشة الأنظمة العربية... أما الحل فيبدأ بترتيب رحيل آمن وانتقال آمن يضمن معه الاستقرار اللازم للشروع في إعادة بناء الدولة.
*محمد علي الهمداني: هل لكم جهود تصب لصالح الثورة تقومون بها حالياً؟ أم أنكم اكتفيتم بالاستقالة ووقفتم موقف المتفرج إزاء ما يجري على الصعيد السياسي؟
وبرأيك هل دخل النظام عنق الزجاجة؟ وهل هناك بقية أوراق يمكن أن يستخدمها؟
لا أدعي وجود أي جهد لي، ولا أسعى لأي دور، وما يريد الشباب أن يطلبونه مني فلن أتردد في تلبيته... لكني بالتأكيد لم ولن أقف موقف المتفرج... أما النظام فهو في أكثر مراحله حرجاً واختناقاً وصعوبة، وكل يوم يفقد العديد من أوراقه... يكفي أن الشباب بثورتهم وصمودهم حققوا في شهرين ما لم يستطع أحد تحقيقه في سنوات؛ فالنظام نفسه اليوم يتحدث عن التنحي، بينما لم تكن المعارضة نفسها تتحدث عن ذلك قبل ثلاثة شهور فقط!
*محمد أحمد المساوى (صحفي): هل سيتم اقتلاع جذور الحاكم بعد الثورة كما حصل في مصر؟
أي ثورة شعبية يجب أن تهدف إلى تصحيح الاختلال وقلع الفساد وإعادة الأمور إلى نصابها، والأفضل أن تتجنب قدر الإمكان إثارة الجروح والضغائن.
*كمال بدر + أحمد بدر+ نادر بدر: كنا نقول :يكفي الحزب الحاكم شرفاً أن فيه أمثال الأستاذ نصر طه مصطفى والدكتور عبدالغني الشميري. ألا ترى بأنهم ينكرون جميل من يستقيل؟ وماذا تقول لهم وللإعلام الرسمي؟
ج: شكراً لحسن ظنكم يا إخوتي... والحزب الحاكم به من الشرفاء والرجال المخلصين الكثير ممن لم يتمكن النظام من الاستفادة من قدراتهم للأسف الشديد... أما إساءاتهم للمستقيلين فعن نفسي أترفع عن الرد عليها، ولا أعتبر أن لها أي قيمة أو معنى... والإعلام الرسمي محكوم بسياسات معينة ولا تحملوه أكثر مما يحتمل، وقد رأيتم كيف تحرر الإعلام المصري بعد نجاح الثورة المصرية.
*علي يحي مفتاح (حجة): لماذا كانت استقالتك تحت مظلة الثورة ولم تكن من قبل رغم علمك بفساد النظام وظلمه؟
الفساد موجود دائماً حتى في ظل السنوات الأربع التي شارك فيها حزب الإصلاح في الحكم، والسنوات الأربع التي كان الاشتراكي شريكاً خلالها في الحكم... ما يعنيني أن المؤسسة التي أدرتها وكنت مسئولاً عنها عملت بشكل نموذجي بعيداً عن الفساد... من غير الصحيح أن نواجه الفساد بمواقف سلبية، بل إن الواجب أن يحرص كل عنصر نظيف ومحترم على البقاء في موقعه للتخفيف من آثار الفساد؛ لأنه في موقعه يخدم المجتمع وليس النظام... أنا استقلت يا أخي لحساسية موقعي فلم أكن قادراً على تحمل مسئولية تسويق جريمة جمعة الكرامة بأنها عبارة عن مواجهات بين أهالي الحي والمعتصمين السلميين... أرجو أن تكون تفهمت ومعك الكثير من القراء...
*يحي النجار (الرضمة): لماذا كنت صامتاً إزاء ما تعرض له الثوار والصحفيين قبل جمعة الكرامة؟
قبل جمعة الكرامة لم أكن صامتاً، وكنت أنصح وأطرح أهمية استيعاب الثورة وعدم مواجهة شبابها، وكانت رسائلي واضحة فيما كتبته من مقالات عن ثورتي تونس ومصر عسى ولعل النظام يفهم عندنا... وإلى جانب ذلك فإن ما حدث قبل جمعة الكرامة كان في معظمه مواجهات عادية تحدث في أي مظاهرات في أي مكان في العالم بما في ذلك في الدول الديمقراطية.. أما ما حدث في جمعة الكرامة فكان مختلفا كلياً يا أخي العزيز وقد أجبت عن هذا من قبل. يا أخي ما حدث في جمعة الكرامة كان جريمة بشعة مخطط لها مكتملة الأركان فقد كان القتل فيها هدفا في حد ذاته من اللحظة الأولى على عكس المواجهات التي سبقتها... هل فهمت ما معنى أن القتل كان هدفاً مخططاً له في حد ذاته؟ فهل تريدني بعد ذلك أن أصمت؟
*عبده الشغدري (ماوية): ما زلت أحتفظ بالعشرات من مقالاتك في الصحوة.فلماذا انقطعت عن الكتابة هذه الأيام؟ وهل ذلك خشية من ردة فعل المؤتمر؟ ولماذا حضرت مقالاتك في الانتخابات الرئاسية وغابت هذه الأيام؟
شكراً لك عزيزي، وشكراً لحسن ظنك... لا أخشى من ردة فعل أحد، وقد تحدثت في حوارين طويلين مع قناتي سهيل والسعيدة وأجريت مقابلة مع صحيفة الأهالي وهذه المقابلة الثانية مع القراء في صحيفة اليقين... وأنا جاهز للكتابة لكني بحاجة لترتيب أفكاري.
*أبو ذياب: لماذا توقفت عن الكتابة حول المستجدات في الساحة؟
قريبا إن شاء الله أخي العزيز ستتواصل كتاباتي.
*أحمد سعيد الفقيه: لماذا تتخوف الأنظمة من حكم الإسلاميين (الإخوان المسلمين)؟ وهل خروجكم من المؤتمر تطهر منه أم تطهر منكم كما قال بذلك صالح؟
من حق الأنظمة أن تتخوف من حكم الإسلاميين لأن تجاربهم لم تكن ناجحة في أفغانستان وإيران والسودان... التجربة الوحيدة التي يمكن أن تبعث على الطمأنينة هي تجربة تركيا، وحتى نصل إلى مستوى وعي وحداثة حزب العدالة والتنمية التركي يحتاج الأمر للكثير من الجهد والتطور الفقهي والفكري... أما خروجنا من المؤتمر فكان تحصيل حاصل... فلا أدعي تطهري منه لأن المؤتمر مليء بالشرفاء والمحترمين حتى هذه اللحظة وإن لم يحظوا بالمكانة التي يستحقونها... أما كلام الرئيس فهو ليس أكثر من رد فعل أجده مقبولاً بالنسبة لي وقد ابتسمت عندما سمعته لأني طوال عضويتي في المؤتمر ظللت متهماً بتعاطفي مع الإصلاح حتى قبل أيام من استقالتي... وحسبي الله ونعم الوكيل.
*محمد العانزي (ذمار): ما هو السبب الرئيسي الذي جعلك تقدم استقالتك في هذا الوقت؟ وهل ستعود إلى حزب الإصلاح؟ وماذا تتوقع حدوثه في الأيام القادمة؟
سبب استقالتي أوضحته في إجابتي على سؤال سابق أخي العزيز... ولن أعود إلى حزب الإصلاح بالتأكيد رغم احترامي له ورغم أني ظللت متهماً بتعاطفي معه طوال عضويتي في المؤتمر... يعنيني أن أتفرغ لمهنتي كصحفي وليس أجمل من أن تكون مستقلا بعد ثلاثين عاما من الحزبية.
*محمد العودي: أستاذ نصر أنت أوضحت سبب استقالتك من المؤتمر ووكالة سبأ، لكني أسألك -وأتمنى سعة صدرك وصراحتك- ما سبب استقالتك من الإصلاح سابقاً وأنت من ألفت كتباً عن الإصلاح؟ وكيف علاقتك بالإصلاح الآن؟ وهل ستعود إلى بيتك القديم "الإصلاح"؟
علاقتي بالإصلاح كانت قائمة على الاحترام أثناء عضويتي فيه، وظلت كذلك بعد استقالتي، وأحمل له ولمعظم قياداته وأعضائه الذين عرفتهم كل التقدير... ولن أعود إليه كما سبق وأن أجبت قبل قليل، لكن هذا لا يعني القطيعة فالصداقات والعلاقات الشخصية ظلت وستظل قائمة، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية... أما سبب استقالتي من الإصلاح فجزء منها كان بسبب طبيعة عملي الحكومي وقد شرحته من قبل في مناسبات سابقة، وجزء منها كان بسبب الخذلان الذي واجهته وعدد من أصدقائي من التيار المعتدل في مواجهتنا مع التيار السلفي المتشدد داخل الإصلاح والذي لازالت مشاكله مستمرة وتتسبب بالحرج للإصلاح وآخرها الاعتداء الذي تعرضت له أخواتنا الناشطات المحترمات والمناضلات أروى عثمان وجميلة رجاء وهدى العطاس ووداد البدوي وأخريات.
عمار العقلاني: هل ستعود إلى الإصلاح؟ أم أنكم سوف تشكلون حزباً سياسياً؟ وما هي رؤيتكم للوضع الراهن من خلال الحوارات بين الحاكم والمعارضة؟
لن أعود للإصلاح، واعتذرت عن الانضواء ضمن تكتل العدالة والبناء، ولا أرغب في أي عمل حزبي مستقبلا... أما الوضع الراهن فأي حوار قادم لن يكون إلا حول آليات الانتقال الآمن للحكم.
*م.سليم الهلالي (تعز): ماذا كان موقفك من الأخبار المضللة التي كانت وما زالت تنشرها وكالة الأنباء سبأ؟
في الحقيقة كنا نحرص في الوكالة على الالتزام بالمصداقية، وأؤكد لك ذلك ويمكن العودة لكل ما نشرناه خلال السنوات السابقة... وفي أسوأ الأحوال تذكر يا أخي القاعدة الشرعية أن (ناقل الكفر ليس بكافر) والعهدة دائماً بالنسبة للصحافي على مصدر الخبر... لكن الصحافي يتحمل المسئولية عندما ينقل خبراً مضللاً وهو يعرف أنه مضلل، أما إن لم يكن يعلم فليس عليه أي لوم.
*خالد العزي عامر (الحديدة): للأمانة كيف كنت تشعر في ظل إملاءات النظام؟ وهل كانت لديك رغبة في التخلي عنه مسبقاً؟ وكيف تنظر الآن للوكالة؟
طوال عملي الرسمي لم أتلق أي إملاءات، وكنا في الوكالة نعتذر عن نشر ما نعلم أنه خبر غير صحيح... رغم أن غيرنا قد يقوم بنشره... وبكل صدق وهي أول مرة أقولها أني كنت أفكر في الاستقالة من عملي بالوكالة في شهر مايو القادم في حال كانت الظروف طبيعية وجرت الانتخابات النيابية في موعدها المحدد أي 27 إبريل بسبب أني وصلت لحالة تشبع من هذا العمل، ولم يعد لدي ما أعطيه بعد عشر سنوات مستمرة على رأس هذه المؤسسة الرائدة والمحترمة... لقد عملت فيها مع زملائي وزميلاتي وأقمنا فيما بيننا علاقات مهنية وأخوية رائعة، وسأظل أحمل لهم كل الحب وأجمل الذكريات وأروع المواقف وأنبلها ويكفيني ما حظيت به من مشاعر الحب منهم سواء أثناء عملي أو بعد استقالتي... إنهم رائعون بكل معنى الكلمة.
*إسماعيل باعلوي (حضرموت): إلى أي مدى يمكن أن يستمر العاملون في وسائل الإعلام الرسمي في الكذب على الشعب والوقوف ضده وهم يرون النظام يتهاوى يوماً بعد يوم؟
أرجو ألا تلقوا عليهم بأي لائمة... ويجب على الثورة الشبابية أن تجب ما قبلها.
*ابراهيم عبدالله: هل ترى أن مضي الوقت سيصب لصالح النظام الذي لم يعد يسيطر حتى على العاصمة؟أم لصالح الثورة الذي تأخر نجاحها؟
طول الوقت ، وكل يوم يمر يصب لصالحها وينتزع ورقة من أوراق النظام... سنن النصر الربانية لم تكتمل بعد وكل شيء بأوانه.
*يوسف الجيلاني (ساحة التغيير): ما هو الواجب الذي تقدمه لنجاح الثورة؟ أم أنك اكتفيت بالاستقالة فقط؟
أنا لم أستقل عزيزي يوسف لأبحث عن دور في الثورة... أنا تحت أمركم يا شباب الثورة وقادتها وما تريدونه مني فأنا على استعداد للقيام به.
*(000596272): أستاذ نصر لك جمهور واسع جداً جداً في اليمن قد لا يمتلكها أحد، واتسمت كتاباتك بالتحليل السياسي الناضج والجرأة المستوحاة من الواقع، ألا ترى بأن إسهاماتك الفكرية خفّت خاصة بعد انضمامك لصف الرئيس وأحرمت محبيك منها؟وبأمانة لماذا غادرت المكتب السياسي للإصلاح؟
بالنسبة لسبب مغادرتي للإصلاح فقد أجبت عنه قبل قليل، وستجد الجواب الشافي فيها... أما إسهاماتي فأعترف بأنها خفت بسبب كثافة عملي السابق... أعدك وأعد كل الأحباب بما يثلج صدرك في قادم الأيام بإذن الله تعالى...
*جمال الشامي (الضالع):هل تشعر بالحسرة على وقوفك مع وكالة نظام ظالم ومدحك لفترة طويلة لهذا الظالم؟
شكراً لك على سؤالك... أنا أديت واجبي في عملي وأعطيت فيه بمسئولية وموضوعية وليس هناك ما أندم عليه... والأمر الآخر فأقول لك بصدق يا أخي أن علي عبدالله صالح بشر مثل غيره فيه من نوازع الخير والشر كما هو حالنا جميعا، ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى... وأنا يا أخي عرفت هذا الرجل عن قرب ووجدت فيه من الصفات الإنسانية الجميلة ما لا يتوفر لجميع أقرانه من الرؤساء، واسأل قادة المعارضة الذين عرفوه عن قرب، وستتأكد من صدق كلامي... لم يعد عندي سبب اليوم لمداهنته لكن الصدق منجاة يا أخي.. لو راجعت كل ما كتبته عنه لوجدت أني لم أصفه أبداً بما ليس فيه... لقد كتبت عنه كتاباً عام 1999م وكنت حينها لازلت عضواً في الإصلاح وتحدثت فيه عنه بمنتهى الموضوعية والصدق... وطوال وجودي في عملي بالوكالة انتقدت في مقالاتي الكثير من المظاهر السلبية بحدة وقوة لكن الناس لم يكونوا ينظرون لما أكتب للأسف بل ينظرون لموقعي ويحكمون علي من خلاله وليس من خلال رأيي وما كتبته... لا بأس ولا ألوم أحداً وقد احتسبت كل الإساءات التي واجهتني عند الله تعالى... النقد لا يعني توجيه السب والشتائم للخصم كما لا يعني أن تغمطه حقه من الإنصاف اللازم... هذه مدرستي في الكتابة التي التزمت بها منذ بداية عملي الصحفي قبل ثلاثين عاما والحمد لله أن الصحفي لا يستطيع إخفاء عمله لأنه منشور وموجود بين يدي الناس جميعهم...
*عبدالباري عبدالله سلطان (عدن):مع أنك تؤمن بالتنوع وبسنن الاختلاف حتى على مستوى الإطار الحزبي، ألا تشعر بالندم على استقالتك؟ وما الذي يمكن أن تقوله لصالح في هذه الفرصة التاريخية؟
الحمد لله يا أخي أني أشعر براحة لم أشعر بها منذ زمن طويل... لم أندم ولن أندم مطلقاً.. وأقول للرئيس الإنسان -الذي عرفته عن قرب وأحببته ولا أزال- لقد قضيت يا فخامة الرئيس ثلث قرن في الحكم وقمت بواجبك وأعطيت البلد الكثير وآن الأوان أن ترتاح وتلبي مطالب أبنائك الشباب الذين يملؤون الساحات، ومعظمهم ولدوا وترعرعوا في عهدك، وآن الأوان أن تلبي مطالب النخبة المتعلمة والمثقفة التي تقف اليوم بقضها وقضيضها في صف الشباب... أتذكر جيداً يا فخامة الرئيس كم أنت معجب بشخصية رئيس اليمن السابق وحكيمها القاضي عبدالرحمن الإرياني وأتمنى أن تقتدي به في تخليه الطوعي عن الحكم، وتتذكر كيف ترك هذا الرجل الحكيم السلطة معززاً مكرماً حفاظاً على اليمن وظلت سيرته عطرة ومحمودة حتى هذه اللحظة.
*عبدالرحمن عبدالله:نصر طه مصطفى قامة إعلامية وسياسية شامخة، أين يمكننا موضعته اليوم من حيث الفكر والتجربة والموقف؟
شكراً لحسن ظنك أخي العزيز... يمكنك موضعته حيثما تحب وهو سيكون كما كان دوماً مع مصلحة الوطن والشعب وإرادة الشباب الثائر يدور حيث داروا بفكره وتجربته ومواقفه.
*علي صالح الرداعي: بين "نوافذ" المركز اليمني للدراسات، و"سياسية" وكالة سبأ مسافة فكرية وسياسية شاسعة، فكيف أمكنك قطعها في وقت قصير وقياسي؟ ولماذا فعلت ذلك؟ وهل تفكر بقطع نفس المسافة ولكن عكسياً؟
كما أعتز بتجربة نوافذ وأعتبرها أجمل تجاربي المهنية فإني أعتز بتجربة السياسية التي تستحق منك تقديراً أفضل؛ فهي كانت تطورا غير مسبوق في الصحافة الحكومية قدمت المعرفة والتزمت بالمهنية وتبنت الرأي الآخر... لكن طبيعتها الحكومية لا يمكن أن تعطيها مساحة أكثر مما اجتهدنا فيها... وفي الأخير فمجلة نوافذ كان لها طابعها الخاص، بينما السياسية لها طابعها المختلف والمقارنة بينهما في الأخير ظلم لهما معا.
*علي الهاشمي: طوال حروب صعدة الست كان موقفكم -حسب الكثيرين- أكثر تصلباً وتشدداً تجاه حسمها، ما موقفكم اليوم بشأن قضية صعدة؟
أقول لك كان رأيي أن تياراً كتيار الحوثيين يحتاج لمعالجات فكرية وحوارات فكرية وثقافية وعمل سياسي أكثر مما يحتاج لمواجهته بالعنف... لكن في حال أن يصر أي تيار سياسي على حمل السلاح في وجه الدولة فإن واجب الدولة أن تضع له حداً.. لذلك فقد رحبت بموقف المشترك عندما فتح حوارا مع الحوثيين في العام الماضي وقلت أننا يجب أن نقدر موقف المشترك إن استطاع أن يجر الحوثيين لمساحة العمل السياسي وترك السلاح... واليوم في ظل الثورة الشبابية أجد أنه من المناسب أن يعمل الجميع على إدماج التيار الحوثي في العمل السياسي ليساعد ذلك على دخول البلاد بعد التغيير في مرحلة جديدة تتسم بالعمل السلمي والابتعاد عن العنف... وفي ظني أن العمل السياسي سيساعد الإخوة الحوثيين على تجاوز الكثير من الأفكار التراثية المثيرة للخلاف، وهو ما بدأ الجميع في ملاحظته بالفعل، وهذا تطور إيجابي وممتاز نتمنى أن يستمر ويتواصل.
عبده سعد: بعيداً عن دبلوماسيتكم المعهودة كيف تقرؤون مستقبل الرئيس صالح؟
الرئيس صالح على مشارف السبعين من عمره، ولا أظن أن هناك أي مجال للحديث عن مستقبل سوى ختام مشرف لنصف قرن من الدفاع عن الثورة والعمل السياسي والعطاء الوطني.
*محمد عبدالله:المتتبع لخطابكم السياسي والإعلامي سواء قبل انضمامكم للحزب الحاكم أو بعد ذلك لا يجد فرقاً شاسعاً في مكونات ذلك الخطاب برغم اختلاف المنبر الذي صدر من خلاله، كيف تأتّى لكم ذلك؟
أشكرك على إنصافي أخي العزيز.. تمنيت لو أن كثير قرأوني مثلما فعلت أنت.. أما كيف فعلت ذلك فلأني منذ البداية رسمت لنفسي خطا فكريا وسياسيا ثابتا في مجال عملي فلا تجريح ولا شتائم، والالتزام بالإنصاف والموضوعية تجاه الجميع حلفاء وفرقاء فليس هناك أشرار دائمين وخيرين دائمين، وكلمة الحق يمكن أن تقولها بحدة ويمكن أن تقولها أيضا بلين وحكمة.. ولذلك عندما كنت معارضا لم أسيء للرئيس والمؤتمر وعندما كنت عضوا في المؤتمر لم أسيء للإصلاح والمعارضة... ما كتبته عن الإصلاح ناقداً له وأنا عضو فيه هو ذاته ما كتبته عنه وأنا خارجه... وما كتبته ناقداً للحكم والمؤتمر وأنا خارجه كتبته ذاته وأنا بداخله.. وأثق بأن الأيام القادمة ستنصفني من الذين افتروا علي وبهتوني وأساءوا لي ظلما وعدوانا.
*أحمد علي: بين من يرى ما يحدث اليوم في اليمن بالثورة الحقيقية الذي خاتلها انتهاز سياسي محترف، وبين من يعتبرها مجرد أزمة سياسية مفتعلة تلبسها احتجاج شعبي جارف، أين نصر طه من هاتين القراءتين؟ وما قراءتك الخاصة في ذلك؟ وكيف تستشرف الآتي؟
ما يجري اليوم تعود جذوره لأزمة سياسية حقيقية نقلتها المتغيرات الثورية التي حدثت في الوطن العربي لأن تكون ثورة شعبية حقيقية وفعلية في اليمن... اليوم نحن نعيش ثورة شبابية بكل ما تعنيه الكلمة... صحيح أن هناك شوائب أخرت تحقيقها لأهدافها المنشودة في التغيير لكن طول أمدها كفيل بمعالجة معظم هذه الشوائب وليس جميعها... أما القادم فهو التحدي الحقيقي... بعد أن يحدث التغيير سيكون هناك مخاض كبير جداً، والمهم أن يتكاتف الجميع في الخروج منه وعلى الذين يتوقعون رخاء بعد التغيير فورا عليهم أن يراجعوا أنفسهم فسنحتاج لسنوات عدة حتى نخرج من عنق الزجاجة اقتصادياً وسياسياً.
*عبدالقادر منصور: متى نقرأ كتابكم الجديد (آمال أول القرن)؟ وهل ستعيدون صياغته وفقاً للمتغيرات الجديدة؟
شكراً لك أخي وبالفعل فسيكون لدي الوقت الآن لإنجاز أكثر من كتاب بإذن الله تعالى.
*محمد عبدالله صفوان (رداع): هل تواجه صعوبات بعد استقالتك؟ وما هو دورك كإعلامي بارز في دعم الثورة؟ وما نصيحتك إلى من يعملون في الإعلام الرسمي؟
الحمدلله لا أجد أي صعوبات على الأقل حتى هذه اللحظة، وأرجو ألا أجد.. ودوري يحدده شباب الثورة، وليس أنا فهم قادتنا الذين نفخر بهم اليوم... ونصيحتي لإخوتي في الإعلام الرسمي أن يحرصوا على المصداقية والموضوعية وهم يؤدون واجبهم وكان الله في عونهم فهم معظمهم شباب رائعون ويجب ألا نظلمهم، وستؤكد لكم الأيام القادمة صدق كلامي عنهم.
*ناصر الشريف:كيف استطعتم كمثقفين ونخب التعايش مع نظام أسري متخلف لسنوات؟
سؤالك رائع أخي ناصر، وسأجيبك بشفافية قد لا تعجب الكثير من القراء لكنها براءة ذمة وشهادة يجب أن أقولها في ظرف لم أعد فيه محتاج لمداهنة أحد في السلطة... أقول لك بصدق ودون تردد أن الرئيس ونجله أحمد وأبناء أخيه يحيى وطارق وعمار أشخاص يحملون الكثير من الصفات الإيجابية والجميلة... يجب أن ننصف الناس يا أخي... وأقول لك أن الذي أضر بالرئيس وأضرهم هو مشروع التوريث... ولو أن الرئيس دفع بأحمد على سبيل المثال للعمل السياسي كما نصحه في يوم من الأيام الدكتور محمد عبدالملك المتوكل لكان أفضل للرئيس ونجله، وكان يمكن تأسيس عائلة سياسية من طراز رفيع كسائر العائلات السياسية الموجودة اليوم في اليمن والعديد من دول العالم... صحيح أنهم تولوا كشباب مهام عسكرية وأمنية لكنهم كأي نظام من أنظمة العالم الثالث استمدوا هيبتهم بالضرورة من هيبة الرئيس، ونتيجة لضعف البناء المؤسسي للدولة وشيوع حالة الفوضى فقد توسع دورهم وتأثيرهم السياسي لكنهم بصدق وهذه شهادة للتاريخ ظلوا متواضعين لم يطغوا ولم يسيئوا للناس وكان عندهم نزوع كبير لتعزيز مفهوم سيادة القانون واحترامه في البلاد كما لمست بنفسي وأنا معني شرعا بالحكم على الظاهر... أتمنى بصدق ،أن يفكروا كشباب في ترك العمل العسكري والأمني وأن يتجهوا للعمل السياسي مستقبلا بتأسيس حزب سياسي يكفل لهم استمرار تأثيرهم كعائلة سياسية.
*محمد صالح: هل حدث تواصل بينك والرئيس بعد تقديم الاستقالة؟
لا لم يحدث أي تواصل.
*(م.أ.ع): ما ردك على من يصفك أنت والمستقيلين بأنكم فاسدين ومجرمين ومتطرفين؟
لا تعليق، وأكتفي بابتسامة عريضة جدا.
* عمار الصبري: ما موقعك في المؤتمر سابقاً؟ وهل مورست عليك ضغوط للرجوع عن الاستقالة ؟
كنت عضواً في اللجنة الإعلامية العليا للمؤتمر... ولم تمارس علي أية ضغوط للعودة عن الاستقالة... فقد أعلنت استقالتي الساعة 12 ظهراً وتم تعيين الأخ العزيز الأستاذ طارق الشامي رئيسا للوكالة في الساعة الثالثة عصراً.
*سعيد صالح (شبوة): ما رؤيتك الصادقة بدون خوف أو وجل لحل القضية الجنوبية؟
ليس هناك أخي العزيز ما يخيف في هذا الأمر... وأصدقك القول أني لا أحمل رؤية محددة؛ لأن القضية الجنوبية أكبر من أن يحددها شخص واحد، لكن أهم ما أريد طرحه هو أن يتم معالجة القضية في إطار الوحدة الوطنية لليمن... وأتمنى عقد مؤتمر وطني خاص بها عقب التغيير لوضع معالجة وطنية يتوافق عليها اليمنيون.
*أبو رداد:هل ثورة الشباب ستستغني عن أصحاب شبوة وأبين الذين وقفوا إلى جانب الشرعية في 94م؟
لم أفهم قصدك، لكن الأكيد أن الثورة الشبابية لن تستغني عن أي يمني من أي محافظة كان.
*(000534998): ما موقفك من إشهار تكتل "العدالة والبناء" مؤخراً من قبل مستقلون من المؤتمر؟
أتمنى للإخوة والأخوات الذين أنشأوا التكتل كل التوفيق؛ فأمامهم مهمة صعبة، لكني أثق بقدراتهم وكفاءتهم وأنهم سيتجاوزوا أي صعوبات، وسيصبحوا مع الوقت رقماً حقيقياً في الساحة السياسية لأنهم يمثلون الاعتدال والوسطية.
*أحمد الهادي: ما هي الصفة التي تعطي الحق لحميد الأحمر بأن يتعهد لدول الخليج بعدم ملاحقة علي صالح قضائياً؟
أظن أن هذا السؤال ينبغي أن يتوجه لصاحب الشأن وهو الأخ حميد الأحمر.
*إياد القحطاني (تعز): كيف تقول المعارضة بأنها مظاهرات سلمية وهناك إطلاق رصاص وقطع طريق وتكسير سيارات وغيرها؟
ج:أنا لست ناطقا باسم المعارضة وهذا السؤال ينبغي أن يوجه لها وكذلك للشباب المعتصمين في الساحات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.