ازدادت في الأيام الأخيرة وتيرة الاحتياجات في عدد من محافظات اليمن للمطالبة بالحسم الثوري ورحيل من تبقى من رموز النظام الحاكم في البلاد ،والبدء بإعلان مجلس انتقالي للمرحلة القادمة التي اعتبرها شباب الثورة أهم مرحلة لبناء الدولة اليمنية الحديثة . ومع هذا يواجه شباب الثورة في اليمن صعوبة التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية وبالتحديد من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية التي يتهمها الشباب أنها تلعب دور كبير في محاولة لتغيير الثورة عن مسارها السلمي الحقيقي والخروج بها نحو غايات وأهداف لم تصب في مصلحة الثورة . وفي ظل ما يحدث خلال مرحلة الثورة وارتفاع سقف المطالب ينظر الشباب إلى الأحزاب السياسية -أحزاب المعارضة اليمنية- أنها جزء من اللعبة التي تديرها الأطراف الخارجية لجعل الثورة في اليمن أزمة سياسية بامتياز وخنق ثورة الشباب ومصادرتها،واعتبار موقف أمريكا والسعودية موقف فاضح أمام اليمنيين . شباب الثورة في كل الساحات والميادين حددوا موقف واضح من كل التدخلات الخارجية الرامية إلى إفشال الثورة وإحياء ما أسموه"المبادرة الخليجية " التي أعلن عن موتها في وقت سابق من قبل الشباب،هذه المبادرة كانت تسعى لتوفير حماية لكل رموز نظام صالح بعد ارتكاب جرائم بحق المدنيين ومن أبرزها أحداث جمعة الكرامة ومحرقة تعز التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى . ويوماً بعد يوم تزداد لدى شباب الثورة في اليمن مواقف عدائية نتيجة التدخلات الخارجية لكل من الرياض وواشنطن التي اعتبرها الشباب مشاركة في كل الجرائم التي ارتكبها النظام الحاكم في البلاد،من خلال السعي إلى ترتيب خروج آمن لصالح ، الذي ما لبث إن تعرض لهجوم في جامع النهدين بدار الرئاسة في ال 3 من يونيو والذي جعل الثورة تدخل مرحلة جديدة بعيداً عن محاسبة كل المتورطين في قتل المدنيين العزل في ساحات وميادين الحرية والتغيير . في المقابل تلك الدول التي اعتبرها الشباب عائق وتدخل كبير أمام ثورتهم لم تعرهم أي اهتمام رغم صدور البيانات والتنديدات والدعوات لها منذ بداية الثورة بالوقف إلى جانبهم . اليوم السبت وفي وسط العاصمة اليمنيةصنعاء هتف الشباب "اعتراض اعتراض لا وصاية من الرياض" موقف معارض للمملكة العربية السعودية وما تمارسه ضد شباب الثورة والتدخل في شؤون اليمن الداخلية التي ترمي إلى جعل اليمن دولة تابعة لها أكثر مما كانت عليه منذ تولي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح زمام السلطة في اليمن حتى سقطت شرعيته منذ اندلاع الثورة حسب ردود أفعال الشباب الذين وجهوا أكثر من رسالة إلى الرياض وواشنطن والمجتمع الدولي جميعاً لاتخاذ موقف ايجابي وواضح من الثورة . ويعتبر الشباب المملكة العربية السعودية هي"الغريم " لثورتهم وهي حجر عثرة أمامهم ولا تريد أي مصلحة لليمن خوفاً من امتداد الزخم الثوري نحوهم،على الرغم من تأييدها للثورات في ليبيا وسوريا اللتين تشهدها احتجاجات وعنف مسلح ضد أنضمتها . فكانت رسالة الشباب في اليمن لكل الأطراف الخارجية "من يقف ضد ثورتنا فإنه عدولنا ومشارك في جرائم نظام الرئيس صالح ضد المدنيين".