يوماً بعد يوم يحتج مئات الآلاف من شباب الثورة في صنعاء ومدن يمنية أخرى لتؤكد على ضرورة استجابة كل الأطراف المحلية الإقليمية والدولية لمطالب الثوار والتي تقضي بتنحي صالح وتسليمه نفسه ورموز نظامه وعدد من القادة العسكريين للمحاكمة في قضايا قتل المعتصمين في صنعاء وتعز وعدن والحديدة ومحافظات أخرى سقط خلالها المئات من الشباب والأطفال وآلاف الجرحى. للأسبوع الثاني على التوالي وبعد أحداث صنعاء الأخيرة ما يزال شباب الثورة مستمر في خروج مئات الآلاف في مسيرات حاشدة تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي وضعتها قوات صالح لمنع المحتجين المرور بالقرب منها ،لكنهم استطاعوا الخروج إلى أحياء كثيرة وسط صنعاء . في المقابل ورداً على الاحتجاجات المستمرة في 17 محافظة يمنية برأي مراقبون يعود صالح إلى الواجهة ويعرقل كل المساعي الإقليمية والدولية لنقل السلطة والتوقيع على المبادرة الخليجية للخروج إلى حل يرضي الشباب في الساحات ووقف نزيف الدم . مسيرة شباب ساحة التغيير بصنعاء خرجوا في مسيرة حاشدة تقدر بمئات الآلاف رافعين لافتات تطالب بالحسم الثوري وإنهاء من يوصفون ب "بقايا النظام العائلي" ومحاكمتهم ،منددين بممارسة العنف ضد الشباب المعتصم وقتل الأطفال والتي كان آخرها مقتل الطفلة "مرام" في شارع هائل يوم أمس اثر سقوط قذيفة على منزلهم بالقرب من مدرسة صلاح الدين . ورغم المناطق التي تشهد توتر امني كبير في المدخل الجنوبي لساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو النظام، إلا إن المسيرة مرت من هذه المناطق وخاصة شارع الزراعة والقاع وتقاطع شارع هائل عشرين ولم يتم اعتراض المسيرة التي رافقها جنود الجيش المؤيد للثورة تحسباً لإطلاق الرصاص عليها من قبل قوات الأمن المركزي ،وهتف المحتجون بهتافات"حرية حرية من صنعاء إلى سورية- لن نرتاح لن نرتاح حتى تحاكم يا سفاح - يكفي يا صالح يكفي فضايح -والله يا صالح انك رايح رغم القوارح -دور لك مخرج طائرة واهرب ". وعلى مستوى المواجهات المسلحة بين الجيش المؤيد للثورة والقوات الموالية للرئيس صالح شهدت مناطق المواجهات من ليلة أمس هدوء حذر بعد حدوث اشتباكات وسقوط عدد من القذائف على أحياء مكتظة بالسكان في شارع هائل عند تقاطع شارع الزبيري ،و أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات .