تشهد العاصمة اليمنية صنعاء ليلة هادية حتى اللحظة ، يسود مناطق المواجهات فيها هدوء مشوب بالحذر ، وسط أنباء هدنة جديدة توصل إليه الطرفين مساء الأربعاء بإشراف لجنة الوساطة برئاسة اللواء غالب القمش. وكانت اشتباكات ومواجهات عنيفة شهدتها العاصمة صنعاء منذ ظهر الثلاثاء حتى صباح الأربعاء، بين القوات الموالية للرئيس صالح ، والقوات المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر ، ومسلحي القبائل التابعين للزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر في أحياء شمال ووسط العاصمة . وقالت مصادر مطلعة ل " التغيير " ان لجنة الوساطة التي يرئسها رئيس جهاز الأمن السياسي " الاستخبارات" اللواء غالب القمش عاودت اتصالاتها مع الأطراف المتحاربة الأربعاء لفرض وقف إطلاق النار بموجب اتفاق كانت توصلت إليه الثلاثاء لم يلتزم به الأطراف المعنيون، وسط تبادل الاتهامات بخرقه " . وأضافت تلك المصادر ان الاشتباكات الأخيرة أدت إلى سقوط 22 قتيلاً بينهم سبعة من مسلحي الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة ومحيطه، وتسعة جنود من القوات الحكومية، وأربعة مواطنين اثنان منهم قتلا فجراً بقذيفة هاون أصابت منزلهما، بالإضافة إلى شخصين قتلا في حي القاع الثلاثاء ، . يأتي ذلك وسط معاناة تشهدها معظم أحياء العاصمة صنعاء من انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي ومياه الشرب، وتوقف حركة المواصلات والحركة التجارية بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة بسبب انعدام المشتقات النفطية، إضافة إلى تعطيل معظم الخدمات العامة وإغلاق غالبية المدارس والجامعات أبوابها أمام الطلاب، وتعطيل عدد من المؤسسات الحكومية نتيجة تعرضها لقصف المتحاربين. كما تم مؤخرا تعطل العمل في المؤسسات الحكومية نتيجة القصف والاقتحام من قبل قوات موالية صالح او من قبل المسلحين المناوئين للنظام في المناطق والأحياء المجاورة لمواقع التوتر، في حين بات سكان الأحياء الشمالية للعاصمة مهددين بتفشي الأمراض نتيجة تراكم النفايات وإغلاق المراكز الصحية بسبب تواصل المواجهات والاشتباكات بين قوات صالح وقوات ومسلحين مناوئين له.