قرر المجلس الوطني الانتقالي الليبي قرر برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل الانتقال اعتبارا من اليوم الاحد إلى العاصمة الليبية طرابلس ليبدأ مهام عمله في مرحلة ما بعد إعلان تحرير ليبيا وإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. نقلت " الشرق الاوسط " عن مصادر في المجلس، إن القرار يأتي تتويجا لعمل المجلس خلال المرحلة السابقة التي تلت اندلاع الثورة الشعبية ضد القذافي في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، مشيرة إلى أن المجلس سيعقد خلال اليومين المقبلين سلسلة من الاجتماعات المكثفة بهدف تسمية الرئيس المرشح لشغل منصب رئيس أول حكومة انتقالية في ليبيا.وقالت المصادر: إن أعضاء المجلس الانتقالي سيقيمون بصورة مؤقتة في فندق كورينثيا بالعاصمة طرابلس، لكنها قالت إنه لم يقع بعد الاختيار على المقر الرئيسي لاجتماعات المجلس. ويواجه المجلس الذي اتخذ من مدينة بنغازي بشرق ليبيا مقرا له على مدى الشهور الثمانية الماضية تحديات سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة في قيادة البلاد لمرحلة جديدة تنهي حقبة القذافي وتؤهل الليبيين لإعادة إنشاء دولة ديمقراطية على أسس دستورية وقانونية سليمة. وفى علامة على التحديات التي تواجه المجلس نظم المئات من الليبيين الجمعة مظاهرة في مدينة بنغازي رفعت الأعلام السوداء وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، كما ردد المتظاهرون هتافات للمطالبة باعتماد القرآن والسنة، المصدر الوحيد للتشريع في الدولة الليبية الجديدة. وتحدث نشطاء وسياسيون في طرابلس وبنغازي ل«الشرق الأوسط» عن قرارات مفاجئة بإغلاق صالات الأفراح ومحلات الكوافير الخاصة بالسيدات في بعض المناطق من قبل جهات غير معروفة. وأثارت هذه التحركات قلق الكثيرين في الداخل من تصاعد النشاط السياسي المعلن للجماعات الإسلامية المتشددة رغم تأكيدات رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل مؤخرا على أن الأمور تسير بشكل طبيعي لا يدعو للقلق. لكن الجدل مع ذلك ما زال محتدما في أوساط الليبراليين والعلمانيين الليبيين الذين يحذرون من المخاطر المترتبة على إنشاء دولة ذات طابع ديني وليس مدنيا. وقال سياسيون وناشطون في طرابلس ل«الشرق الأوسط» إن استمرار الجدل حول هوية المجتمع الليبي ينذر بإمكانية اندلاع مواجهات مسلحة بين مختلف الفصائل السياسية المتناحرة خاصة مع انتشار السلاح بكثافة في كافة أنحاء العاصمة طرابلس وضواحيها. ويرفض معظم الثوار المسلحين الذين نجحوا بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إسقاط نظام القذافي في إلقاء السلاح والاندماج في المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة للمجلس الانتقالي. وتتحدث مصادر ليبية مطلعة عن تورط دول عربية وغربية في إذكاء الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين في الداخل من أجل تقاسم النفوذ والسلطة والسيطرة على الإنتاج الكبير والاحتياطي الاستراتيجي للنفط.