أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الثلاثاء أن بلاده لا تحتاج إلى القنبلة النووية، في حين قال وزير خارجيته علي أكبر صالحي إن الدول الغربية لا تملك أي دليل على وجود برنامج نووي عسكري في إيران. وقال أحمدي نجاد في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي إن بلاده "لا تحتاج إلى القنبلة النووية لمواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها"، في الوقت الذي تستعد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنشر تقرير قد يدعم شكوك الدول الغربية في النشاط النووي الإيراني العسكري. وأضاف أحمدي نجاد أن "الولاياتالمتحدة التي تملك خمسة آلاف قنبلة ذرية تتهمنا بإنتاج السلاح الذري لكن يجب أن يعرفوا أننا إذا أردنا قطع اليد التي أطالوها على العالم فلن نحتاج إلى القنبلة النووية"، حسب تعبيره. وتابع نجاد قائلا "يمكننا أن نحقق أهدافنا باستخدام الفكر والثقافة والمنطق"، متهما الولاياتالمتحدة بنهب ثروات الشعوب وإهانتها. وفي ما يشير إلى التهديد المباشر، أكد الرئيس الإيراني أنه "إذا كانت الولاياتالمتحدة تريد المواجهة مع الشعب الإيراني فستندم على ردنا". لا دليل على وجود برنامج نووي ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الثلاثاء أنه ليس لدى الغربيين أي دليل جدي على وجود برنامج نووي عسكري في إيران. وقال صالحي ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول التقرير المرتقب للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن "الدول الغربية والولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على إيران بدون امتلاك حجج جدية ولا أدلة"، حسبما قال. وأضاف صالحي في ختام لقاء مع نظيره الأرميني ادوارد نالبانديان خلال زيارة إلى العاصمة يريفان "نكرر باستمرار أننا لن نصنع أسلحة نووية، فموقفنا لطالما كان يقضي بعدم استخدام برنامجنا النووي لأهداف غير سلمية". وأكد صالحي أنه "إذا قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا غير موضوعي فستفقد مصداقيتها". وكانت مصادر دبلوماسية غربية قد أكدت أن التقرير سيتضمن تفاصيل جديدة تدعم الشكوك حول وجود طموحات عسكرية في البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الوكالة ستنتقد من جديد في تقريرها "غياب التعاون" من جانب طهران و"عدم احترامها لالتزاماتها" كدولة عضو في الوكالة وخصوصا بمواصلتها تخصيب اليورانيوم. إستعداد للرد وفي سياق متصل صرح وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي يوم الثلاثاء بأن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة منشآت نووية إيرانية هي "دعاية إعلامية"، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية مستعدة للرد على أي تحرك عسكري. وقال الجنرال وحيدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية إن "التهديدات الخطيرة لإيران دعاية إعلامية وناجمة عن ضعف الغرب في مواجهة إيران"، حسبما قال. وأوضح الوزير أن "القدرة الدفاعية لبلده بحرا وفي مجال الصواريخ محدثة ونحن قادرون على مواجهة أي تهديد". ورأى الجنرال وحيدي أن "النظام الصهيوني يشهد انقسامات داخلية، كما أن الولاياتالمتحدة تشهد أزمات كثيرة مثل الحركة المناهضة لوول ستريت"، على حد قوله، مؤكدا أن "التهديدات الغربية لنا ليست مهمة ونحن مستعدون لمواجهتها بقوة على كل حال". روسيا تحذر من كارثة وفي هذه الأثناء حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الثلاثاء من مهاجمة المواقع النووية الإيرانية التي "يمكن أن تؤدي إلى كارثة في الشرق الاوسط"، على حد تعبيره. وقال ميدفيدف في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني كريستيان فولف في برلين إن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية تنطوي على "نبرة بالغة الخطورة"، مضيفا أنه "يجب أن يعود الأطراف المعنيون إلى الهدوء ويجب تجنب التهديدات وهذا النوع من التصريحات العدوانية". وشدد الرئيس الروسي على "أن كل ذلك يمكن أن يقود إلى نزاع بالغ الخطورة وسيكون كارثة للشرق الأوسط". وتابع ميدفيدف قائلا "في اتصالاتي الأخيرة بالمسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس تأكدت أنهم يحضرون الأدلة التي تؤكد أنهم لا يصنعون السلاح النووي"، مضيفا أن الإيرانيين مستعدون للتعاون "لكن ويا للاسف لم تحصل أي خطوة في هذا الإتجاه".