حمل وصول وفد المعارضة اليمنية للرياض الثلاثاء إشارات مشجعة لانفراج أخير وكبير في جدار الأزمة اليمنية. وأبدى الوفد الذي ضم رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة محمد سالم باسندوة ورئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك ياسين سعيد نعمان بعد لقائه مسؤولين بالخارجية السعودية "تغيراً" في موقفه المتشدد من رفض توقيع آليات المبادرة الخليجية؛ التي كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يشترط توقيعها من جانب المعارضة أولاً، لأنها تشتمل على ضمان سلامته وعدم ملاحقته قضائياً. كما أبدت المعارضة ليونة تجاه مقترح نقل صالح لصلاحياته لنائبه لمدة شهر حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي صنعاء، قال مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر إنه تم التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في اليمن ويجري إعداد تفاصيل التوقيع على الاتفاق. وأكد دبلوماسي غربي أنه تم التوصل لاتفاق لتسليم السلطة لكن ابن عمر ما زال يبحث التفاصيل. وكان وفد المعارضة وصل عصر الثلاثاء إلى الرياض والذي ضم رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة محمد سالم باسندوة، ورئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك ياسين سعيد نعمان، وعدد من مرافقوهم لينضم لهم أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي الموجود أصلا في السعودية. وكان العنصر الأساسي في جدول أعمال الوفد مقابلة مسؤولين بوزارة الخارجية السعودية؛ حيث أبدى الوفد خلال اللقاء- طبقاً لمصادر مطلعة- تغيراً في موقفه المتشدد من رفض توقيع آليات المبادرة الخليجية قبل توقيعها وهو ما كان يصر عليه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. ويأتي تمسك الرئيس اليمني بتوقيع الآليات قبل المبادرة كونها تشتمل على ضمان سلامته وعدم إجراء أي ملاحقة قانونية أو قضائية له أو لأي من أفراد أسرته وأقاربه والمسؤولين خلال فترة توليه للحكم. وكان إصرار المعارضة على توقيع المبادرة قبل مناقشة الآليات، هي أحد أهم عناصر الخلاف بين طرفي النزاع في اليمن، إضافة إلى فترة نقل السلطة؛ حيث يتمسك الرئيس بتمتعه بكافة الصلاحيات خلال ثلاثة أشهر من توقيع الاتفاقية كما هو منصوص في البند الأول من آليات المبادرة الخليجية، في وقت كانت تصر فيه المعارضة على نقل صلاحياته لنائبه لمدة شهر حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما أبدت المعارضة ليونة تجاهه خلال وجودها أمس في الرياض، في محاولة منهم لإخراج اليمن من أزمته الراهنة. وتتضمن المبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية "انتقالية" تتولى تسيير أمور البلاد وصولاً إلى إجراء انتخابات نيايبة ثم انتخابات رئاسية لا يشارك بها الرئيس صالح، ثم إجراء استفتاء على تعديلات واسعة في الدستور اليمني، فيما كان الخلاف في السابق يتركز أيضاً على حق الحكومة الانتقالية على تشكيل اللجان التي تراها ضرورية. وفي صنعاء قال مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر إنه تم التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في اليمن، و يجري إعداد تفاصيل التوقيع على الاتفاق. وذكر مسؤول يمني أن عقبة وقفت أمام توقيع الاتفاق من جانب سياسيين كبار في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح؛ ممن اعترضوا بشدة على توقيعه. وقال ابن عمر الذي يجري وساطة مكوكية بين الجانبين للصحفيين في صنعاء إن هناك اتفاقاً ويجري العمل على التوقيع. وأكد دبلوماسي غربي أنه تم التوصل إلى اتفاق لتسليم السلطة لكن ابن عمر ما زال يبحث التفاصيل التي تتعلق بالتوقيع. وأضاف المسؤول اليمني أن صالح كان يحاول طمأنة المسؤولين في حزبه كي يتخلوا عن معارضة الاتفاق.