شارك عشرات الآلاف من شباب الثورة بعدن عصر اليوم الأربعاء في مسيرة جماهيرية حاشدة احتفالا بذكرى عيد الاستقلال ال30 من نوفمبر، وانطلقت المسيرة من مجمع عدن مول ثم توجهت إلى ساحة الحرية بكريتر، وجابت المسيرة الجماهيرية الشارع الرئيس وسط هتافات الاحتفال بذكرى نوفمبر والمطالبة بمحاكمة صالح والتأكيد على استمرار الثورة،ورفع المشاركون الأعلام الوطنية وصور الشهداء. كما رددوا هتافات: " نوفمبر أحلى ذكرى وغدا فرحتنا الكبرى" ، "المستعمر ولى وراح والآن نحينا السفاح " ، عهدا يا شهداء نوفمبر عهدا منا أن نتحرر من عهد الطغيان الأكبر" ، " نوفمبر مسك الختام فيه رفعنا للأعلام "، " يا أبناء عدن الشجعان انتم للثورة ميزان "، وهتافات أخرى تؤكد استمرار الثورة و التصعيد الثوري ومحاكمة صالح إزاء ما يرتكبه من مجازر بحق الشعب في مختلف المحافظات، وهتف المتظاهرون: " عاش الشعب اليمني عاش والخائن يحمي عفاش"، " لا تراجع لا خضوع حتى يحاكم المخلوع "، " لن نستسلم يا عدن حتى تطهير الوطن" ، وشارك في المسيرة عدد من النقابات والاتحادات والمكونات الشبابية والمهنية والشباب والطلاب، وكان الحضور النسائي الكثيف بارزا ومؤثرا في المسيرة التي تعد الأولى من نوعها من حيث الحشد البشري والحماس الثوري. وعقب المسيرة أقيم مهرجان جماهيري بساحة الحرية حيث حيا أنصاف مايو عضو المجلس الوطني بعدن كافة المناضلين الأحرار الذي أسهموا في تحقيق هذا الانجاز العظيم الاستقلال الوطني المجيد مؤكدا لكل المناضلين أن الثورة ضد نظام صالح ستواصل نهجها سائرة في سبيل التخلص من الاستبداد والظلم ماضين نستلهم من نضالهم صمودنا وكبرياءنا . وأكد البرلماني مايو أن الثورة الحالية التي تشهدها اليمن قد حققت هدفها الأول متجسدا برحيل علي عبدالله صالح عن السلطة وإسقاطه عن الحكم وطي صفحة سوداء من تاريخ الوطن الغالي هي فترة حكمه الظالم والى الأبد ولا يعنينا غير ذلك مطلقاً من المبادرة الخليجية. وقال :"أن ثورتنا تخط بأحرف من نور انتصاراتها ، وهي اليوم تتلاقح وتتعاضد مع سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ، ولن نعود من ميادين التغيير الا باليمن الجديد والعهد الجديد ، عهد الحرية والكرامة والبناء ونحن على ثقة من ان النصر قريب ومن ان العدالة قد حانت ، فشمروا سواعد الجد وضاعفوا الجهد فنحن على موعد مع تصعيد عملنا الثوري بوتيرة عالية حتى نستكمل تحقيق كافة أهداف ثورتنا العظيمة". من جانبه قال عبدالله مقبل رئيس الاتحاد المدني في محافظة عدن في بيان صادر عن المكونات الثورية الشبابية – عدن إن احتفال اليوم بذكرى 30 نوفمبر كان نتاجا لنضال الشرفاء والأحرار الذين سجلوا ملحمة بطولية رائعة في سبيل التحرر من الاستعمار البريطاني، وأضاف أن هذه الذكرى تأتي والشعب اليمني شمالاً وجنوباً يعيش ثورة شبابية شعبية سلمية ضد الاستبداد والظلم والعبث الذي مثله نظام أسري عائلي سلطوي حكم البلاد كنظام الاستعمار المستبد الغاشم. وأضاف :"لقد تعاهدنا حين خروجنا على الوفاء لدماء الشهداء وأهات المعاقين والمعتقلين خصوصاً وقد أجرم هذا النظام في حق أبناء هذا الشعب العظيم فقتل الآلاف من شباب اليمن وجرح وأعاق عشرات الآلاف ، لهذا فأننا نؤكد على أننا أصبحنا اليوم أكثر حماسة وأشد إصراراً وأقوى عزيمة على مواصلة ثورتنا العظيمة لتحقيق كامل أهدافها . ولن نقبل أنصاف الحلول ولن نلين ولن نستكين . نريد أن نرى المجرمين في حق أبناء شعبنا في أيدي العدالة للقصاص منهم ، نريد أن نسترد ثرواتنا وأموالنا ، نريد أن نرى وطناً خال من سفاكي الدماء وناهبي الأموال ، نريد أن نبني وطننا ودولتنا المدنية ونحل قضيتنا الجنوبية حلاً عادلاً بما يلبي طموحات أبناء الجنوب الأحرار وبما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره, .نريد أن نرى بلدنا أمنة مطمئنة تحتل مكانتها الطبيعية بين الأمم". داعيا كافة أبناء عدن الشرفاء والغيورين على أمنها واستقرارها إلى تكاتف الجهود وخلق أصطفاف مجتمعي للحفاظ على أمنها وسكينتها وتفويت الفرصة وإفشال المخططات الرامية للعبث بهدوء وطمأنينة عدن والنيل من مدنيتها وحضارتها، والعمل بروح الفريق الواحد خدمة لعدن وأهلها. وأكد الشيخ كمال البغدادي في كلمة رابطة علماء ودعاة محافظة عدن على أن الثورة اليمنية منتصرة بإذن الله تعالى، مشيرا إلى مضي الثوار إلى ضغطهم لمحاكمة صالح وأعوانه مرتكبي الجرائم بحق أبناء اليمن ومزهقي أرواح كل الأبطال الثائرين. داعيا أبناء عدن إلى تفويت الفرص عن كل من أراد العبث بهذه المدينة الآمنة واللعب على استقرارها وجرها نحو عنف لا ينتهي وإثارة النعرات بين أبناء عدن الباسلة التي لا تنحني أبدا للطغاة والتي دائما ما تستعصي عن الانصياع للمستبدين والمستأثرين بحق شعوبهم. كما ألقت مها الكسادي – عضو اللجنة التنظيمية – هنأت فيها العدنيين بمناسبة ذكرى عيد الجلاء التي قشعت ظلام الاستعمار وأجلت استبداده، مؤكدة أن هذه الثورة قادرة على إنهاء من بقي من فلول نظام صالح المستبد والعائلي. كما أوضحت أن المرأة اليمنية أصبحت رقما صعبا في مسيرة الثورة السلمية حيث سقط عدد منهن في عدن وتعز وقدمت تضحيات جلية وبارزة جعلت العالم يتضامن مع ثوار اليمن أمام بطش هذا النظام الفاسد والإجرامي الذي يغتال كل من يقف ضده ويواجهه بسلميته وصموده. وتخللت فقرات المهرجان الخطابي والفني عددا من الأناشيد الثورية والمقطوعات الشعرية التي شارك بها عدد من شباب وشابات الساحة، كما شاركت فتيات عدن الملقبات بزهرات الساحة عددا من الأناشيد ورسمن لوحات فنية رائعة. ونالت تلك الفقرات استحسان الثوار والثائرات المتواجدون في ساحة الحرية بكريتر، كما تزينت سماء المدينة بالألعاب النارية التي أطلقها شباب الثورة ابتهاجا وفرحا بعيد الجلاء الذي أجلي فيه المستعمر البريطاني قبل 44 عاما.. وصدر عن المهرجان بيانا فيما يلي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . أيها الإخوة أيتها الأخوات : نحتفل اليوم بمرور ذكرى غالية على نفوس شعبنا وهي الذكرى الرابعة والأربعين لعيد الاستقلال الوطني 30 من نوفمبر المجيد والتي تتزامن والعام الهجري الجديد ، هذا العيد الذي كان نتاجاً لنضال الشرفاء والأحرار الذين سجلوا ملحمة بطولية رائعة في سبيل التحرر من الاستعمار البريطاني ، وتأتي هذه الذكرى وشعبنا اليمني شمالاً وجنوباً يعيشون ثورة شبابية شعبية سلمية ضد الاستبداد والظلم والعبث الذي مثله هذا النظام الأسري العائلي السلطوي، ذلك أن الاستعمار والاستبداد وجهان لعملة واحدة .. الإخوة والأخوات : إنني أتقدم في هذه المناسبة الغالية باسم المجلس الوطني لقوى الثورة بكل التحية والاعتزاز إلى أبناء عدن الشرفاء والى كل المناضلين الأحرار الذين رووا بدمائهم الزكية تربة هذا الوطن العظيم ، كما أنني أوجه التحية ذاتها إلى الشباب الأحرار الميامين في الساحات اليمنية بامتدادها وفي الجنوب على وجه الخصوص الذين يسجلون اليوم مشهدا نضالياً ثورياً رائعاً انتصاراً لمبادئ سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ، ذلك المشهد الذي امتزجت فيه كل مكونات المجتمع اليمني السياسية والاجتماعية والمدنية والعسكرية . لقد عانى شعبنا طويلاً جراء السياسات الظالمة لهذا النظام والذي دأب على ممارستها طيلة فترة حكمه والمتمثلة في الفساد والاستبداد والإقصاء والتهميش وتكريس حكم الفرد وسلطة العائلة وغياب المؤسسات والشراكة وجاء الوقت الذي يستعيد فيه شعبنا كرامته وعزته وقراره ونهضته . واليوم وبعد هذه الأشهر من العمل الثوري الدؤب انتصر شباب اليمن بثورتهم السلمية التي أذهلت العالم بزخمها وسلميتها وقوتها وصمودها وحقق شباب اليمن هدف ثورتهم الأول المتمثل في رحيل علي صالح عن السلطة وإنهاء عهد حكمه الذي لم ينتج إلا الفساد والدمار وذلك بتوقيعه على المبادرة الخليجية بعد مراوغة وتحايل كبير وجهد وادارة مشكورة للمناضلين في قيادة المجلس الوطني . إننا نقدر عالياً تضحيات شباب اليمن الاماجد والتي لولاها لما أجبر علي صالح على توقيع تخليه عن السلطة ونرحب بهذا الاتفاق ونقدر كافة الجهود الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية والشركاء الدوليين ممثلين في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الصديقة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي ساندة مطالب شعبنا في التغيير ونؤكد تمسكنا بالمبادرة واليتها التنفيذية وسنكون سنداً في تحقيقها بما يلبي حاجة شعبنا في بناء دولة مدنية قائمة على الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية دولة العدل والحرية والنظام والقانون وأننا على ثقة كاملة من أن المستقبل سيكون للبناء والازدهار وسيسوده الحوار والتفاهم والالتقاء ، خصوصاً والشباب هم ركيزته واعتماده . أيها الأحرار : إننا نؤكد بأن قضيتنا الجنوبية هي القضية الحيوية الأولى باعتبارها قضية سياسية وطنية بامتياز وكلنا معنيون في النضال من أجلها حتى يتم معالجتها وحلها بما يلبي طموحات أبناء الجنوب الشرفاء ، ونرحب بكل الجهود وبمختلف الرؤى على قاعدة أننا جميعاً شركاء في القضية شركاء في الحل ., إن شعبنا لن ينسى من سفك دماء أبنائه وتفنن في إراقة تلك الدماء الطاهرة الزكية وشهد على ذلك وتبناه القرار الاممي 2014 وسيبقى المجلس الوطني لقوى الثورة باعتباره الحامل السياسي لتحقيق أهداف الثورة وفياً لتلك التضحيات الغالية، وندعو إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين وشباب الثورة ، أيها الحاضرون جميعاً : إنني أوجه نداءً أخوياً صادقاً إلى كافة أبناء عدن الشرفاء والى كل محبي عدن أفراداً وجماعات أحزاباً وكيانات أن نحافظ على أمن واستقرار عدن وان نحمي هذه المدينة من أي مشاريع عبثية تستهدف أمنها وسكينتها وسلمها الاجتماعي أو أي محاولات لتنغيص أبناء هذه المدينة المسالمة الهادئة التي تحتضن الجميع ولنمضي جميعاً بمختلف انتمائتنا ومشاربنا في الحفاظ على عدن والذود عنها ، فعدن مدينتنا جميعاً وهي تستحق منا حمايتها والدفاع عنها . كل التحية للمناضلين الأحرار والشباب الثوار ودعاءنا للمتوفين بالرحمة وللمصابين بالشفاء..