بانضمام اليمنوالعراق إلى ملتقى الامارات للإبداع الخليجي في دورته الثانية، الذي انعقدت جلسته الافتتاحية أمس في مقر اتحاد وكتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، تخطو هذه الفعالية السنوية خطوتها الثانية باتجاه التأسيس لفعل ثقافي مؤثر وواسع النطاق على مستوى العالم العربي، حيث أكدت أسماء الزرعوني نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد والأمين العام للملتقى أنه (إذا كانت الدورة الأولى قد اقتصرت المشاركات فيها على دول مجلس التعاون الخليجي، فإنها في هذه الدورة قد ضمت كلا من اليمنوالعراق، في خطوة يراد منها الإشارة إلى العمق العربي) للملتقى. ويناقش 24 كاتبا وباحثا على مدار يومين محورين رئيسيين اثنين هما (القصة الخليجية وتحولات الألفية الثالثة)، و(المجتمع وتحولاته)، وذلك في محاولة لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه القصة القصيرة (في معالجة الواقع الانساني في تقديمها الفني لرؤية مستقبلية للأدب عموما وفن القصة خصوصا)، على حد تعبير الكاتب الكويتي فهد توفيق الهندال، الذي ألقى كلمة الوفود في جلسة افتتاح الملتقى، وأعرب فيها كذلك عن أمله في (أن يخرج الملتقى بأفكار ورؤى تفتح آفاق التحول في الكتابة القصصية والنقدية الملازمة لها، بما يعود على الملتقى العربي من وعي ثقافي جاد متجدد في ظل تحولات الألفية الثالثة). فنون السرد وأوضح الشاعر حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد ومدير عام المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ، أن انحياز هذه الدورة من الملتقى لفنون السرد يأتي في سياق المشهد القصصي والروائي، الذي (يفرض نفسه وبقوة وثقة على المشهد الثقافي والابداعي في المنطقة، حيث تصدر عشرات الكتب في هذا المجال كل عام، وحيث يتلقاها المتلقي بشغف عميق). وتتناول الأوراق البحثية المقدمة في المحور الأول للملتقى (الفن وتحولاته) قضايا عديدة من بينها خلخلة المفاهيم التقليدية في الفن القصصي، والقصة بين رؤى المستقبل والعلاقة مع الواقع، وحدود فن القصة والانفتاح على الأجناس الأخرى، بينما يعالج المحور الثاني ( المجتمع وتحولات) أحوال القصة القصيرة الخليجية في ضوء تحولات الألفية، والقصة من حدود المكان إلى آفاق المشترك الانساني، والقصة القصيرة وسؤال المستقبل في ظل التغيرات التكنولوجية. فعاليات منوعة أما جغرافية الملتقى، فقد حرص المنظمون على جعلها متنوعة، حيث تتوزع فعاليات الملتقى على مقر الاتحاد في الشارقة وندوة الثقافة والعلوم بدبي ومؤسسة العويس الثقافية بدبي وفندق أريانا بالشارقة ومسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح في مدينة دبا الفجيرة، في حين تتوزع جغرافية أسماء المشاركين في الملتقى على ثماني دول عربية، وهم عبد الله خليفة وفوزية رشيد من البحرين ومحمد الحرز ومحمد البشير وهاني الحجي وشيمة الشمري من السعودية ومنى السليمي وهدى الجهوري ويحيى المنذري من سلطنة عمان وحميد جاسم والدكتور رسول محمد رسول وفاضل ثامر من العراق وعبد الله السالم وحسن الهاجري من قطر وباسمة العنزي وفهد الهندال ومنى الشافعي من الكويت وابتسام القاسمي والدكتور عبد القوي العفيري ومحمد الغربي عمران من اليمن وباسمة يونس وعائشة عبد الله ومحسن سليمان ومحمد حسن الحربي من الإمارات. فيلم وثائقي شهدت جلسة افتتاح الملتقى عرض فيلم وثائقي بعنوان (بلا غمد) ويعالج أحد المواضيع الانسانية الأكثر حيوية في العالم، حيث يدعو إلى نبذ العنف بكل أشكاله عن طريق حكاية ثأر بين شخصين قتل جد أحدهما جد الآخر، الذي يسعى للثأر لدم جده.