لم يكن التواضع والمهارات التهديفية على أرض الملعب هو الوجه الوحيد للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وإنما يتمتع اللاعب ذو الشعبية الهائلة في أنحاء العالم بوجه إنساني آخر. ربما لا يرى الكثيرون هذا الوجه الآخر، ولكنه موجود، وأكثر من يعرفه هو الطفل المسلم سفيان بوينزه الذي يعاني من إعاقة ويسير على ساقين اصطناعيتين، حيث قال له ميسي إنه معجب به. يقول ميسي لسفيان في فيلم وثائقي تعرضه قناة "تي.في 3" بالتليفزيون الكتالوني في الثاني من يناير المقبل: "إنني معجب بك كثيرا لأنك تكافح كل يوم لتحقيق أهدافك". وقال ميسي في حديثه عن سفيان: "لدي علاقة من نوع خاص تربطني به"، يعانى الطفل، وهو أسباني الجنسية وينتمي لأبوين مغربيين، من متلازمة "لورين ساندرو" النادرة التي تسبب تشوهات في الأطراف منذ أن ولد في برشلونة قبل 11 عاما. وتسببت المتلازمة، وهي اضطراب وراثي نادر، في بتر ساقي الطفل سفيان واستخدامه ساقين اصطناعيتين. قال تشافي توريس، منتج الفيلم الوثائقي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد طلب (سفيان) من والدته وهو في الثامنة من عمره إجراء عملية بتر لساقيه". وقد أنتج تويس الفيلم الوثائقي بعنوان "الصبي الذي أراد أن يطير". كان ميسي قد التقى سفيان للمرة الأولى في أواخر يناير من العام الجاري، وأهدى له قميصه رقم 10، لكنه أعجبه طموحه في لعب الكرة رغم عدم تمتعه بساقين طبيعيتين. وقال ميسي وقتها له: "الآن أستطيع أن أكون صديقا لك". وبعدها التقى به عدة مرات من بينها لقاء جمع بينهما في 15 مايو عندما توج برشلونة بلقب الدوري الإسباني عقب المباراة التي تعادل فيها سلبيا مع ديبورتيفو لاكورونا. يقول توريس: "جمعت غرفة تغيير الملابس بينهما، وتعانقا بشكل مذهل تقشعر منه الأبدان". وأشار إلى أن ميسي اهتز لقصة الطفل سفيان وتحديه الإعاقة، مضيفا: "عندما شاهد جزءا صغيرا من الفيلم الوثائقي فاضت عيناه بالدموع، وكان يستوعب الأمر بصعوبة". وشاهد نجم كرة القدم وأسرته الفيلم الوثائقي قبل عرضه الأول. خلال تلك اللقاءات، وعد ميسي الطفل بأن يهدي هدفا له، وأحب سفيان الفكرة، لكنهما وجدا صعوبة في إيجاد إيماءة تشير إلى إهداء الهدف لسفيان. وفي النهاية، اقترح سفيان هذه الإيماءة قائلا: "عندما تسجل الهدف (الذي ستهديه لي)، المس ساقيك". وبالفعل جاءت الإيماءة من ميسي في 17 سبتمبر الماضي، عندما سجل الهدف الأول لبرشلونة في المباراة التي فاز فيها الفريق على أوساسونا 8/صفر.