يبدو ان ثورة اليمن لم تتوقف عند حد تغيير رئيس الدولة او الوزراء او النواب بل امتدت هذه الثورة الى أغلب مؤسسات الدولة التي تعاني من ركود وظلم وفساد , والأجمل في ثورة المؤسسات انها لم تقم على أيدي شباب الثورة الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمته , ولكن هذه المرة قام بها موظفو تلك المؤسسات فثاروا على مدرائهم ورؤسائهم ومنعوهم من دخول المؤسسات وطالبو بتبديلهم نتيجة للفساد والظلم بالاضافة الى المطالبة بحقوقهم وإعادة هيكلة تلك المؤسسات وفقاً لإدارات قادرة على الانتقال والتطوير إلى مراحل جديدة واستبدال كل الفاسدين بآخرين أكفاء . ولم تنحصر هذه الثورة على المؤسسات المدنية بل شملت العديد من المؤسسات العسكرية وامتدت لتصل الى البنوك , حيث اعتصم اليوم موظفو البنك اليمني للإنشاء والتعمير , للتعبير عن استيائهم الشديد جراء المخالفات المالية والادارية " الجسيمة " التي ترتكبها الادارة العامة للبنك وعلى مرئى ومسمع من الجميع , والتي بدورها أدت الى تدهور شديد في أوضاع الموظفين المالية والإدارية بشكل خاص وأوضاع البنك بشكل عام " – حد قول البيان الذي تلقى " التغيير " نسخة منه . تزامن ذلك مع اعتصام لموظفي البنك اليمني للإنشاء والتعمير في فرع شارع جمال بمحافظة تعز حيث رفعوا الشعارات التي تطالب بالتغيير وإنهاء الفساد المالي والإداري الذي يعاني منه البنك منذ سنيين . وطالب الموظفين بإسقاط الادارة " بالكامل " حيث قالوا ان مدير البنك اليمني عبد الناصر نعمان نزل أمس الى تعز وألتقى ببعض الموظفين وقدموا له العديد من المطالب ولكنه رفض هذه المطالب , قائلا " اعتصموا لايهمنا " , مؤكدين ان البنك اليمني ليس قائم على المدير العام ولا على رئيس مجلس إدارة البنك ولا قائم على شخصا بعينه حيث يقوم البنك على الموظفين بشكل عام كما قالت أحدى موظفات البنك . وفي البيان الذي اصدره موظفي البنك بصنعاء , وتلقى " التغيير " نسخة منه , أعلن الموظفين بدأ اعتصامهم أمام الفرع الرئيسي لكل منطقة ابتداء من اليوم الأربعاء, وسوف يستمر حتى يتم تنفيذ مطالبهم بإسقاط الإدارة الحالية وتعيين إدارة جديدة . وقالت مصادر مطلعة ل" التغيير " ان البنك اليمني للإنشاء والتعمير يعاني من فساد مالي وإداري تمثل بوجود تعيينات أسرية وعائلية ولذوي العلاقات الخاصة .