حذر شباب الثورة في اليمن الأجهزة الأمنية الموالي للرئيس صالح من الاستمرار في عدم إطلاق سراح جميع المعتقلين القابعون في السجون السرية الخاصة بجهازي الأمن القومي والأمن السياسي اللذان مارسا أعمال تعسفية واعتقال المئات من الشباب المؤيدين للثورة منذ أن اندلعت الثورة ضد نظام الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح من العام المنصرم . وتزايد المطالب بالإفراج عن المعتقلين في الفترة الأخيرة بعد أن ارتفعت الدعوات إلى المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بما يتعرض له المعتقلين في السجون من أعمال وأساليب تعذيب أدت بعضاً منها إلى وفاة عدد منهم جراء التعذيب الذي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان . وكانت تسمية الجمعة قد جاءت تضامناً مع الشباب المعتقلين في السجون على ذمة مشاركتهم في الاحتجاجات والمظاهرات التي اجتاحت اليمن خلال العام 2011م المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه المشاركين في أعمال عنف ضد الشباب . وتوعد شباب الثورة في اليمن بمحاكمة كافة المتورطين في أعمال الاختطافات والاعتقالات التي تعرض لها الشباب في ساحات الاعتصام وما نتج عنها من آثار جسدية ونفسية على جميع المعتقلين الذي تراوحت مدة اعتقالهم من شهرين إلى سبعة أشهر ومنهم منذ فترات ما قبل الثورة خاصة الصحفيين وأبرزهم عبدالآله حيدر الذي ما زال في سجن الأمن القومي ولم يفرج عنه . اليوم وفي العاصمة صنعاء وبالتحديد شارع الستين الذي شهد توافد مئات الآلاف من سكان العاصمة للمشاركة في جمعة "الحرية للمعتقلين" والتأكيد على محاكمة كل من تورط بأعمال عنف ضد شباب الساحات والجهات المسئولة عن عملية الاختطافات والاعتقالات في الأجهزة الأمنية التي يقودها كار الضباط المقربين من الرئيس صالح . خطيب جمعة الستين الشيخ عبدالله صعتر أكد أن نظام صالح يسعى إلى جر البلاد إلى الفتنة الطائفية الاقتتال بين رجال القبائل وممارسة الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى تشويه شباب الثورة ،مشيراً بقوله "السلطة صنعت التطرف والإرهاب والتشدد وصنعت الفتن والحروب والاقتتال بين الناس "،مطالباً عقلاء العالم بان لا يفتحوا باب الفتنة بين اليمنيين. ورد صعتر على من اتهم شباب الساحات بأنهم إرهابيين بقوله "لا لون نكون يوماً مع الإرهاب فالشباب قاموا بالثورة إلا ضد الإرهاب وأعمال العنف والتطرف والاعتقالات ". و طالب الخطيب صعتر كل الجهات المسؤولة والجهات الأمنية بسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون النظام السباق -حد قوله- ومحاسبة كل من مارس عملية الاعتقال ضد شباب الساحات،موجهاُ دعوته إلى حكومة الوفاق الوطني والرئيس بالإنابة إلى اتخاذ قرارات قوية وشجاعة للتوجيه بالإفراج عن المعتقلين . وتحدث عن صعتر في خطبته عن شباب الثورة الذين خرجوا إلى الساحات والميادين لاستعادة حقوقهم وكرامتهم حيث قال"كلنا خرجنا ندافع عن حقوقنا المشروعة والمناداة بحرية الفكر لا بحرية الفكر ،وما قام الثوار إلا ضد من استخدم الدبابات والصورايخ والقوة المفرطة وقتل المدنيين كما حدث في جمعة الكرامة وما حدث في ساحة الحرية من قتل للنساء أثناء تأدية الصلاة ". وانتقد بشدة خطيب جمعة الستين ما مارسه النظام عندما حول القضاء إلى أداة قمع لحقوق الإنسان وكرامته ،وما تقوم به أجهزة الإعلام الرسمي عندما تحولت من أداة لنشر المحبة والإخوة إلى أداة للتضليل والتحريض . ودعا صعتر الجميع إلى الاستجابة لأوامر الرئيس بالإنابة عبدهربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني من اجل لتسيير الأوضاع وتحقيق أهداف الثورة بالطرق السلمية ومن اجل تحقيق الدولة المدنية الحديثة حد قوله . عقب الصلاة هتف الشباب بشعارات "يا حكومة التغيير نطالب إطلاق الأسير-يا حكومة الوفاق للمعتقلين سرعة الإطلاق "،رافعين صوراً لعدد من المعتقلين وعبارات تطالب المجتمع الدولي سرعة التدخل والضغط عن الأجهزة الأمنية الموالية لصالح للإفراج عن جميع المعتقلين دون شروط .