تشهد الساحات والميادين في أكثر من ثمانية عشرة محافظة يمنية حالة من الغضب والاحتقان من سعي الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية منح الرئيس علي عبدالله صالح حصانة من عدم ملاحقته قضائياً مع عدد كبير من رموز حكمه المتورطين بقضايا قتل ضد المتظاهرين كما تحدثت المعلومات والحقائق التي رصدتها المنظمات الإنسانية والحقوقية في اليمن . ويعتبر الشباب أن مشروع الحصانة لا يمثل سوى الأطراف التي وقعت على المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي كرؤية لإخراج اليمن من محنته وتجنيبه ويلات الحرب وحرصا على امن واستقرار اليمن ،كما صرح قادة سياسيون من تلك الدول عبر وسائل الإعلام مراراً وتكراراً . في الوقت الذي يواصل المجتمع الدولي خصوصاً الأممالمتحدة على جهوده لإنجاح المبادرة الخليجية التي سبق للمبعوث الاممي جمال بن عمر أن تحدث عن دعم الأممالمتحدة للمبادرة الخليجية والقيام بدور تيسيري لها حتى توصل جميع الأطراف إلى حل سياسي يرضيهم جميعاً لما يضمن عدم الانحياز لأي طرف كان . ميدانيا خرج عشرات الآلاف من الشباب اليوم بالعاصمة اليمنيةصنعاء بمسيرة حاشدة تطالب بعدم إعطاء الرئيس علي عبدالله صالح المنتهية ولايته أي حصانة من الملاحقة الجنائية وعدداً من كبار مساعديه بعد العنف الذي شهدته اليمن خلال العشرة الأشهر الماضية منذ أن بدأت الاحتجاجات الغاصبة ضد نظام صالح . وتأتي استمرار الاحتجاجات في اليمن بعد أن اُجري تعديل على قانون الحصانة في اجتماعاً عُقد يوم أمس في منزل الرئيس بالإنابة عبده ربه منصور هادي بحضور جمال بن عمر وقادة من المشترك والمؤتمر،والذي من المتوقع أن يقدم التعديل إلى البرلمان الأسبوع المقبل بعد أن اعتذرت الحكومة عن حضور جلسة البرلمان الأخيرة . وكانت المسيرة التي شهدتها صنعاء اليوم قد جابت شوارع وأحياء سكانية عدة وسط هتافات وشعارات ترفض الحصانة وتؤكد على تقديم الرئيس صالح ورموز حكمه للمحاكمة وتحقيق كامل أهداف الثورة . وحمل المحتجون لافتات وصوراً للشهداء الذين سقطوا خلال مرحلة الاحتجاجات منذ بداية العام المنصرم ضد الرئيس صالح .