استمرت العمليات العسكرية أمس في شمال وشرق وجنوب ووسط سوريا، وقد تسببت بمقتل 44 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض. وقال المرصد ان «كتائب المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية في ريف دير الزور (شرق) استخدمت فجر أمس دبابة تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من القوات النظامية، في قصف مركز في منطقة الرحبة في ريف الميادين، ألحق خسائر مؤكدة في صفوف القوات النظامية». وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «استخدام الدبابة للمرة الاولى من الثوار في المعارك، بالاضافة الى اسقاط طائرة استطلاع من دون طيار في المنطقة ذاتها للمرة الاولى ايضا السبت، يعتبر تحولا نوعيا في اداء الثوار». وكان المرصد وزع شريط فيديو يظهر مجموعة من المقاتلين وطاولة وضعت عليها اجزاء حطام قيل انها لطائرة استطلاع، ويتلو احدهم بيانا في الشريط جاء فيه «تم بعون الله تعالى اسقاط طائرة استطلاع مسيرة تابعة للجيش الاسدي بنيران مضادات كتيبة الحمزة التابعة للواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية في شمال ريف دير الزور الشرقي عندما كانت تتجسس على تحركات الجيش الحر». واشار الى انشقاق نحو 30 عنصرا من القوات النظامية في هذه المنطقة من دير الزور أمس. وقتل طفلان جراء القصف على بلدة الطابية جزيرة في محافظة دير الزور، ومواطنان احدهما طفل في قصف على بلدة الميادين التي شهدت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الاحد قضى فيها مقاتل معارض. وتعرضت احياء عدة في مدينة الزور لقصف من القوات النظامية ترافقت مع اشتباكات. في هذا الوقت، استانفت قوات النظام أمس قصف مدينة حمص ومناطق اخرى في ريفها، بحسب ما ذكر المرصد وناشطون. وقال المرصد في بيان «لا يزال القصف مستمرا على مدينة الرستن من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر شباط الفائت». وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «نقص حاد بالمواد الطبية والاسعافية وعن نداءات استغاثة من الاهالي من اجل مساعدتهم في علاج الجرحى» في الرستن. كما اشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى تجدد «القصف بالهاون والمدفعية بشكل كثيف على مدينة تلبيسة في حمص» ما ادى الى اشتعال حرائق. وكان المرصد ذكر في وقت سابق ان القوات النظامية حاولت ليل السبت الاحد اقتحام مدينتي الرستن والقصير الخارجتين عن سيطرتها، تحت تغطية من القصف العنيف ترافق مع اشتباكات ضارية بينها وبين المجموعات المقاتلة المعارضة. وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط اخباري ان «الجهات المختصة اوقعت اصابات وخسائر في صفوف مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص». وفي مدينة حمص، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في محيط حي بابا عمرو اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. وقتل مواطن في حمص القديمة متاثرا بجروح اصيب بها امس. من جهة ثانية، عثر في مدينة حمص وشرق قرية الغور في المحافظة على جثماني مواطنين كانا معتقلين. وتعرضت بلدات الكرك الشرقي وام ولد والمتاعية لقصف من القوات النظامية السورية أمس. في محافظة حماة (وسط)، قتل عند منتصف ليل السبت الاحد مقاتل معارض في اشتباكات في قرية التويني وستة مواطنين في اطلاق نار. في محافظة ريف دمشق، قتلت امرأة صباح الاحد في بلدة الذيابية إثر «اطلاق رصاص عشوائي». وافاد المرصد عن اشتباكات في منطقة مضايا في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية والمعارضين، واخرى في بلدة جديدة عرطوز فجرا اسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل طفل جراء «القصف المروحي» على بلدة الهبيط، و»مقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة اثر اعدامهما ميدانيا» بيد القوات النظامية في مدينة خان شيخون، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين في المدينة. في محافظة حلب (شمال)، تعرضت مدينة اعزاز مجددا لقصف من القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على المدينة»، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل شخص موال للنظام يملك كشكا لبيع السجائر اثر انفجار عبوة ناسفة فجرا في مدينة حلب. وقتل تسعة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في مناطق مختلفة، بحسب المرصد. وأعلن أمس الهلال الأحمر السوري فرع حلب اختطاف اثنين من موظفيه في منطقة دير حافر في ريف حلب (شمال سورية) الأربعاء الماضي. وقال بيان صادر أمس عن هائل عاصي الناطق الرسمي لفرع حلب في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إنه «تمَّ اختطاف رئيس شعبة الهلال الأحمر العربي السوري في دير حافر ونائبه»، دون أن يتهم جهة معينة بعملية الخطف. وأعرب البيان عن أمله أن يقوم الخاطفون ب»إعادتهما إلى أهلهما وعملهما، فهما متطوعان ويقدمان أعمالاً إنسانية هامة في مدينة دير حافر». ووصل الموفد الدولي والعربي الخاص كوفي انان الى دمشق مساء أمس، لاجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي في بيان وزع على وسائل الاعلام. وقال المتحدث في البيان «وصل الموفد الخاص المشترك الى دمشق لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد»، من دون تفاصيل اضافية. وستكون هذه الزيارة الثالثة لانان في اطار مهمته كمبعوث خاص الى سوريا. وتعود الزيارة الاخيرة الى 29 ايار. في السياق، حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سوريا من «هجوم قد يكون كارثيا». وقالت كلينتون في تصريح لها من طوكيو «يجب ان يكون واضحا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام» الرئيس بشار الاسد. واعتبرت ان ما قاله انان حول عدم نجاح مهمته «يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم باي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست». واضافت «كلما تم الاسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فان عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجوما كارثيا يشكل خطرا على البلاد والمنطقة». وصرحت انه «لا يوجد ادنى شك ان المعارضة اصبحت اكثر فعالية في دفاعها وهي تواصل هجومها». كما ذكرت بالانشقاقات في اعلى مستوى بالنظام السوري، محذرة الرئيس الاسد من ان «الرمل يتناقص في الساعة الرملية». وبدا واضحا ان كلينتون تقصد احتمال قيام المعارضة المسلحة في سوريا بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة - وقد استهدفت بالفعل محكمة ومحطة اذاعية في الاونة الاخيرة - وليس حدوث اي تدخل خارجي. ومضت تقول «ما من شك في ان المعارضة باتت أكثر فاعلية في دفاعها عن نفسها وفي مواصلة الهجوم على الجيش السوري وميليشيات الحكومة السورية. لذا يتعين ان يكون المستقبل.. شديد الوضوح بالنسبة لمن يؤيدون نظام الاسد». واضافت «الوقت ينفد». إلى ذلك، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تستمر اياما عدة وتهدف الى اختبار «الجاهزية القتالية» للجيش السوري في مواجهة اي «هجوم مفاجىء»، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أمس. وقالت الوكالة «بدأت قواتنا المسلحة.. بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا». واضافت ان القوات البحرية بدأت السبت «بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجىء». ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع داود عبد الله راجحة الذي حضر المناورات انه اثنى على «الاداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة». واوضحت الوكالة ان هذه المناورات جزء من «خطة التدريب القتالي الصادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للعام الجاري». في السياق، حمل الرئيس السوري بشار الأسد الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الهجمات التي يشنها المعارضون في بلاده. وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي) أذيعت مساء أمس قال الأسد إنه طالما أنها (الولاياتالمتحدة) تقدم الدعم بطريقة أو بأخرى «للإرهابيين» فإنها تعد بذلك شريكا لهم. وأشار الرئيس السوري خلال الحديث الذي أجراه معه الكاتب والمفكر الألماني يورجن تودنهوفر إلى أن هذه المساعدات تمثلت في تقديم السلاح والأموال وكذا الدعم السياسي داخل منظمة الأممالمتحدة. وأعرب الأسد عن رفضه لدعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية، مؤكدا أن السوريين في اللحظة الراهنة يواجهون تحديا وطنيا مضيفا أنه ليس بوسع الرئيس الانسحاب في مواجهة مثل هذا الموقف. وكانت هذه المقابلة تم تسجيلها في الخامس من الشهر الجاري في مقر ضيافة الأسد بالعاصمة دمشق. وذكرت قناة (ايه آر دي) أن تودنهوفر النائب الأسبق في البرلمان (بوندستاج) عن حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، كان قدم طلبا قبل ثمانية أشهر لإجراء حديث مع الأسد ولكنه لم يتلق موافقة من الجانب السوري إلا مؤخرا .